المنستير (وات)- أوصى المشاركون في اختتام أشغال الندوة الدولية حول الخطاب الإعلامي والخطاب السياسي تنازع أم تفاعل التي نظمتها إذاعة المنستير بالاشتراك مع قصر العلوم بالمنستير يومي 10 و11 جوان الجاري بضرورة أن يتحرر الإعلامي من التعليمات الفوقية ويلتزم بالمهنية في نقل الخبر واعتماد القانون كمرجعية وتعزيز تكوين الإعلامي والاهتمام أكثر بصحافة الاستقصاء. وكانت أشغال الندوة قد تواصلت مساء الجمعة وصباح يوم السبت حيث تم تقديم جملة من المداخلات لثلة من الأساتذة المهتمين بالشأن الإعلامي والسياسي. وفي هذا الإطار أشار الأستاذ رشيد خشانة رئيس القسم المغاربي بقناة الجزيرة إلى أن الرأي العام في حاجة اليوم إلى إعلام يتكيف مع المرحلة الجديدة مشددا على أنٌ الإعلام لابٌد أن يتحمل مسؤولية جوهرية في تحقيق أهداف الثورة وإنجاح المسار الديمقراطي. وأعلن عن مشروع بعث مركز لقناة الجزيرة بتونس لتدريب الإعلاميين على النطاق الإقليمي. أمٌا الأستاذ عباس ناصر من لبنان فتطرق في محاضرته إلى أهمية التقيد بالمهنية التي تضبط العمل الصحفي بالقانون الذي يحدد الواجبات والحقوق ويكون فيصلا بين الجميع ولا يترك المجال مفتوحا أمام انحرافات الصحفي والسياسي على حد السواء. وشدد الأستاذ جميل بن علي مدير إذاعة المنستير على أهمية النقد الذاتي لتطوير الإعلام داعيا الإعلاميين إلى الرصانة والعقلانية بينما طرح الإعلامي الحبيب الغريبي مسألة إعلام ما بعد الثورة الذي ظلٌ حسب رأيه ارتداديا متمركزا حول موضوع واحد سواء في تونس أو مصر وهو" الثورة " حيث تعالت أصوات الصحفيين لتمجيدها دون الغوص في افرازاتها وتداعياتها. ولاحظ أن الحرية وحدها لا تنتج إعلاما جيٌدا ولا بد من توفير ثلاثة شروط وهي "الحرية" و"الإمكانيات المادية" و"المهارات والكفاءات البشرية" لتحقيق النجاح الإعلامي علاوة على ضرورة التصدي للرقابة بمختلف أشكالها. وأكد الأستاذ حمدي قنديل خلال النقاش بان الصعوبة الحقيقية في الإعلام هي الجمع بين الجدية والجاذبية مؤكدا أن الإعلام صنعة تستوجب التأهيل الكامل والتدريب والتكوين وانه لا نجاح في مهنة الإعلام إلا بالعناية بأدق التفاصيل. وأجمع المتدخلون بأنٌ هناك جهودا واجتهادات في تونس لتركيز إعلام يحظى بالمصداقية مؤكدين على ضرورة البناء في مرحلة ما بعد الثورة. واعتبر الأستاذ يوسف الصديق أن الخطاب الإعلامي بعد الثورة " ضحل " مشيرا إلى ضرورة توفر مهارات مهنية لدى الإعلامي لتطوير عمله كالندية بين الإعلامي والمسؤول السياسي والقدرة على الإقناع والتصدي للاستفزاز. وأثيرت خلال النقاش عدٌة مسائل منها عدم وجود خطاب إعلامي منفصل عن الخطاب السياسي حيث يجري توظيف متبادل, وضرورة التأسيس لخطاب إعلامي متوازن وتكوين الإعلامي وتعاطيه مع الحدث وتواصل المراقبة الذاتية بالنسبة إلى الإعلامي ودور الإعلام في تكوين الناشئة.