مدنين (وات / تحرير روضة بوطار)- "نريد الرحيل" "همنا أن نغادر" "ساعدنا على الرحيل" "أنت من نحمله مسؤولية ترحيلنا".. تلك هي النداءات التي رددها يوم الخميس بكل اللغات لاجئون أفارقة من مخيم الشوشة وهم يلتقون السيد انطونيو غيتراس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذي حل بمخيمات الشوشة والكتف من معتمدية بن قردان الحدودية مع ليبيا. ولم يكن في استطاعة المفوض السامي وهو يجوب المخيم وسط أعداد غفيرة من اللاجئين المتهافتين لتبليغه مشاغلهم والتعبير عن معاناتهم، إلا أن يتفاعل مع حقهم المشروع في الرحيل دون أن يخفي عنهم صعوبة هذه المهمة التي تتطلب صبرا أكبر ووقتا أطول موضحا لهم أن جهود المفوضية لا تنقطع للقيام بمساعي حثيثة في التفاوض مع بلدان الاستقبال للحصول على حصص هامة في إعادة التوطين قد تحقق بها المفوضية "معجزة" على حد قوله. وبعد أن اطلع على وضع اللاجئين وما يتسم به من صعوبة أكد غيتراس أن التدخلات تتجه نحو تحسين الظروف والعناية بالصحة بالتعاون بين المفوضية وكافة المتدخلين وخاصة الجيش الوطني. كما استمع إلى مشاغل الساهرين على المخيمات ومتطلبات اللاجئين التي تتجاوز إمكانيات المخيمات، قبل أن يتم النظر في توجهات المفوضية للفترة المقبلة والمقترحات المقدمة للتحكم في الوضعية الراهنة التي قد تتطور في الأيام القادمة حسب الأوضاع في ليبيا. وفي هذا الإطار عرض غيتراس مقترحات المفوضية لمزيد تنظيم دخول اللاجئين إلى الحدود وذلك بالفصل بينهم منذ البداية وإيجاد فضاء ملائم لتركيز مخيم جديد وفق مواصفات جيدة وبظروف أكثر رفاهة وصحية للاجئين الذين تطول إقامتهم ويكون بعيدا عن مخيم الشوشة الذي سيتحول إلى مخيم عبور. وأكد استعداد المفوضية إلى التكفل بكل المصاريف والمساعدة على تحسين الظروف بالمخيمات من أجل أكثر سلامة وحماية وصحة للمقيمين داعيا إلى الإسراع في ترحيل الجنسيات ذات الوضعيات السهلة ومعالجة أوضاع الموجودين حاليا بالشوشة ممن لا يريدون الرحيل ولا يتمتعون بعملية إعادة التوطين وإقناعهم بالعودة إلى بلدانهم. وتحدث غيتراس عن توجهات المفوضية لإعانة العائلات التونسية التي تأوي العائلات الليبية عبر مساعدات مختلفة تمكنهم من مجابهة تكاليف استقبال الليبيين من تغذية ومصاريف الكهرباء إلى جانب تدعيم المؤسسات الصحية بتجهيزات طبية. وقد شهدت الزيارة تصاعدا في الاحتجاجات بين اللاجئين الذين طالبوا بالرحيل وبتجنب التمييز في هذه العملية، ليتمكن المفوض السامي من مواصلة بقية فقرات الزيارة بصعوبة وبإحاطة أمنية مشددة. وجدد انطونيو غيتراس في ختام زيارته لمخيمات الجهة شكره لتونس لإغاثة اللاجئين وفتح حدودها للوافدين عليها من ليبيا مؤكدا حرصه على أن يكون الاحتفال باليوم العالمي للاجئين لهذه السنة الموافق ليوم 20 جوان مناسبة لتكريم تونس على موقفها النبيل والرائع ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى تجربة تونس في احتضان اللاجئين.