القصرين (وات)- تحولت مجموعة من السفراء الاوروبيين المعتمدين في تونس يوم الاحد الى تالة من ولاية القصرين للاطلاع على مطالب اهالي المنطقة وللتحاور حول الامكانيات التي يمكن أن يقدمها الاتحاد الاوروبي لدفع التنمية في هذه المنطقة الداخلية. والتقى سفراء الاتحاد الاوروبي واسبانيا ورومانيا وجمهورية تشيكيا بهذه المناسبة شبانا من العاطلين عن العمل ومن أعضاء اللجنة المحلية لحماية الثورة، اضافة الى ممثلين عن المجتمع المدني . وتم التاكيد خلال هذا اللقاء على الموارد الهامة غير المستغلة التي تزخر بها معتمدية تالة على غرار الرخام والاسمنت ومياه العيون واللوح والتين الشوكي. وتمت التوصية باحداث مسلك سياحي بين تالة والكاف وبين سبيطلة وسوق اهراس بالجزائر للتعريف بالمواقع الاثرية التي تزخر بها هذه المناطق ولتشجيع الانشطة الثقافية والشبابية، فضلا عن احداث اذاعة محلية تتيح للشباب التعبير عن ارائه. واشاد السيد "ادريانوس كوتزنرويجتر" رئيس مكتب المفوضية الاوروبية بتونس بشباب تالة الذي قدم اول شهداء الثورة، موءكدا استعداد الاتحاد الاوروبي لدعم المشاريع التنموية ولتعزيز البنية الاساسية في المناطق الداخلية بما يضمن تحقيق التوازن الجهوي والتوزيع العادل للثروات في تونس. وأفاد أن هذه الزيارة التي لم تكن ممكنة قبل ثورة 14 جانفي ستمكن الدبلوماسيين الاوروبيين من نقل اقتراحات ومطالب اهالي تالة لبلدانهم من اجل دعم الانتقال الديمقراطي والتنمية في تونس. واعلن في هذا الصدد ان مهرجان السينما الاروربي سينعقد هذه السنة في مدينة تالة. وعبر السفراء الاوروبيون الذين ادوا ايضا زيارة الى عين تالة ومركز التخييم بعين سلسلة والمدرسة الابتدائية"هندي الدولة" عن ثقتهم قي قدرة الشباب التونسي على تحقيق أهداف الثورة، معربين عن اعجابهم الشديد بالمناظر الخلابة وبثراء موارد تالة التي يتعين ان يتم تثمينها لجلب السياح والمستثمرين المحليين والاجانب. واشار السفير الجزائري الذي دعي الى هذه الزيارة ان بلاده تدرس مع البنك الافريقي للتنمية امكانيات اقامة مشاريع مشتركة على الحدود التونسية الجزائرية يمكن ان تساهم في تنشيط الحركية الاقتصادية في هذه المناطق، مذكرا بالعلاقات العريقة القائمة بين الشعبين الجزائري والتونسي. واوضح السيد بلقاسم منصري منسق هذه الزيارة ومدير جمعية تالة المتضامنة ان كل شباب هذه المنطقة المنسية لعقود طويلة في النظام القديم يتطلعون لمستقبل زاهر ويعولون على دعم الاتحاد الاوروبي من خلال انجاز مشاريع حقيقية ولفسح المجال امامهم لاظهار امكانياتهم ومواهبهم. يذكر ان تالة التي تعني "العين" بالبربرية هي من اقدم المدن في البحر الابيض المتوسط. وكانت لها علاقات مميزة مع زامة وسيرتا وماكتاريس ودوقة. كما شهدت ازدهارا كبيرا قبل ان تحاصر من قبل جنرال روماني في حربه مع يوغرطة سنة 108 قبل المسيح.