نظمت جمعية تالة تضامن يوما إعلاميا للتعريف بتالة وبعض المناطق المجاورة كسيدي سهيل عين سلسلة بالعيون وزلفان وقد شارك في هذه التظاهرة كل من سفير المفوضية الأوروبية ووفد مرافق له وسفير إسبانيا وسفير فنلندا وسفير جمهورية التشيك وسفير رومانيا وعدد كبير من الإعلاميين. وقد انطلقت فعاليات هذه التظاهرة بمقر بلدية تالة حيث رحب السيد بلقاسم منصري (رئيس الجمعية ) بالضيوف قائلا إن قدومهم اليوم خصيصا إلى مدينة تالة دليل على الاحترام والتقدير الذي تجده هذه المدينة في قلوب التونسيين الذين زاروها بالقوافل بعد الثورة... وكذلك لدى المجتمع الدولي لان مدينة تالة هي التي قدمت اكبر عدد من الشهداء إذا احتسبنا ذلك حسب عدد سكانها... كما أنها المدينة الأولى التي وقعت بها ملحمة سقوط نظام الطاغية . أما سفير المفوضية الاوروبية الذي عبر في كلمته عن إعجابه بهذه المدينة مضيفا إنها المرة الأولى التي يسمح فيها للدبلوماسيين في تونس للالتقاء مع عامة الناس لمعرفة مشاغلهم وتطلعاتهم.. لان هذا كان من المستحيلات في عهد النظام البائد... كما أضاف إن رائحة ياسمين الثورة التونسية وصلت إلى كل دول الاتحاد الأوروبي وما زيارته هذه إلا دليل على ذلك ... فقدومه اليوم هو للإطلاع عن كثب عن مشاغل أبناء هذه الجهة متمنيا أن يساهم الاتحاد الأوروبي في مجهود التنمية ليس في تونس فحسب بل مع كل بلدان المغرب العربي الكبير... ولكن هذا يتطلب كثيرا من الوقت وكثيرا من الصبر . كما تطرق إلى السعي لبرمجة انشطة ثقافية بهذه المدينة حتى نقطع مع احتكار برمجتها بمدينة تونس العاصمة على غرار مهرجان أفلام حقوق الانسان 2012 الذي سيبرمج بمدينة تالة... ولما سئل عن الدين الخارجي لتونس مع الاتحاد الأوروبي... أجاب إن ديون تونس الخارجية مع هذا الاتحاد لا تعتبر شيئا كبيرا أمام العلاقات الكبيرة بينها وبين دوله نظرا للمكانة المرموقة التي تحتلها تونس بالاتحاد الأوروبي. كما كانت لكلمة سفير الجزائر المقتضبة والمؤثرة في نفس الوقت والتي وصف فيها تالة بمدينة الشهداء قائلا : إنه واجب علي أن ازور هذه المدينة لمعرفة متطلباتها مضيفا بأن هناك اتفاقيات بين البلدين لتنمية الشريط الحدودي وما زيارته اليوم إلا لمعرفة ماذا يمكن أن نفعل معا ومع البنك الإفريقي للتنمية لان الجزائروتونس بلدان ولكن شعبهما شعب واحد.... وقد توجهنا بسؤال إلى سعادة سفير الجزائر هل هناك مشاريع جاهزة سيتم الشروع فيها الآن فأفادنا بأن وفدا جزائريا زار تونس في المدة الأخيرة لمحاولة تفعيل المشاريع المشتركة والمبرمجة سابقا. كما توجهنا بنفس السؤال إلى السيدة «ستيفني كاريت» مسؤولة الاتصالات ببعثة الإتحاد الأوروبي بتونس وكذلك إلى سعادة سفير المفوضية الأوروبية فأفادانا بأن هذه الزيارة هي زيارة إطلاع لمعرفة حاجيات الجهة أما المشاريع فربما تبرمج لاحقا . أما الحضور فتمحورت تدخلاتهم حول ضرورة الاعتناء بهذه الجهة اقتصاديا وثقافيا نظرا لما تزخر به من موارد طبيعية كالرخام واكبر مخزون مائي تحت الأرض إضافة إلى أن ولاية القصرين تمثل 75 % من الإرث الثقافي على مستوى الاثار.. مما يسهل تسويق السياحة الثقافية اذا وجدت العزيمة والإرادة اللازمتين... كما أن شهرة هندي تالة (التين الشوكي) عامل من العوامل التي تشجع على ضرورة إعانة صغار الفلاحين على الاعتناء بغراسة هذه النبتة والحال أن أسواقا ترويجه مضمونة داخل البلاد أو خارجها إضافة إلى إمكانيات تحويلة في الصناعات الطبية والتجميلية... كما تدخل احد الحاضرين قائلا إن أبناء هذه الجهة لا يريدون صدقة ولا إعانات بل يريدون شراكة حقيقية مجسدة في مشاريع اقتصادية وفلاحية وثقافية قبل الحديث عن مهرجان السينما والتظاهرات المناسباتية. السيد نور الدين بورقعة أستاذ في علم الاجتماع والرياضيات بإحدى الجامعات الكندية وأحد أعضاء جمعية «تالة تضامن» حدثنا ان البنية التحتية غير متوفرة وعلى المسؤولين سواء على المستوى الوطني أو الجهوي التفكير والإسراع في تهيئة مناطق صناعية إذا أرادوا استقطاب الباعثين الصناعيين بهذه المدينة . على اثر ذلك توجه الجميع إلى زيارة عين تالة هذه العين الدائمة الجريان والمعروفة بعذوبة مائها والتي تسقي كروم التين التي تحيط بهذه المدينة والتي كانت ثمارها حاضرة في هذه التظاهرة...