تونس (تحرير-آمال المقنم "وات")- جاء إحداث صندوق المواطنة بعد ثورة 14 جانفي استجابة لرغبة عدة أطراف تونسية وأجنبية أبدت استعدادها لتقديم الدعم المادي لتونس في هذه المرحلة الجديدة ولمساعدة المحتاجين بطريقة تضمن الشفافية والمصداقية. وعلى عكس صندوق 26/26 الذي كان يجري به العمل في عهد النظام السابق فان صندوق "المواطنة" هو آلية مستقلة عن الحكومة والدولة تشرف عليه منظمات المجتمع المدني لجمع التبرعات وتوزيعها على الفئات الأكثر تهميشا وفقرا إضافة إلى إحداث مشاريع تنموية واقتصادية وتقديم المساعدات الاجتماعية بصفة مباشرة أو عن طريق الجمعيات المؤهلة لذلك. وتتمثل المهمة الأساسية لصندوق 111 في جمع التبرعات المالية المقدمة من قبل كل شخص طبيعي أو معنوي بهدف استعمالها بصفة مباشرة أو في مشاريع ذات مصلحة عامة. وتودع موارده بحساب مفتوح لدى البنك المركزي التونسي باسم "صندوق المواطنة 111" تتولى التصرف فيه لجنة تتركب من خمسة أعضاء لا يتقاضون أي مقابل، منهم عضو يمثل الدولة وأربعة أعضاء مستقلين. ولا ينتمي هذا الصندوق إلى أي صنف من المؤسسات ولا يخضع إلى أي جهة إدارية وهو مستقل من الناحية القانونية ويتمتع بالشخصية المعنوية. ويمكن لكل شخص إيداع تبرعاته المالية عبر التحويلات البنكية أو البريدية أو الشيكات أو التنزيل نقدا لدى شبابيك المقر الرئيسي للبنك المركزي التونسي وفروعه وكذلك في مكاتب البريد التونسي وشبابيك الفروع البنكية. وتخضع حسابات الصندوق إلى تدقيق خارجي من قبل مراقبي حسابات مع الالتزام بتأمين إعلام مستمر للعموم من خلال نشر تقارير نشاطه وتقرير مراقبي الحسابات على الموقع الكتروني "دوبلفي دوبلفي دوبلفي نقطة فون سيتوايان نقطة اورغ نقطة تي ان ". واعتبر الدكتور سعد الدين الزمرلي رئيس لجنة التصرف بصندوق المواطنة أن هذا الهيكل يعد أداة مالية تهدف إلى النهوض بالاقتصاد التونسي وتقليص فوارق التنمية وتعزيز التماسك الاقتصادي والاجتماعي بين مختلف مناطق البلاد مؤكدا أن التصرف في موارد الصندوق سيكون بطريقة شفافة بما يضمن نجاعة تدخلاته. وأوضح في تصريح لمندوب "وات" ان حجم التبرعات التي انطلقت منذ شهر مارس الماضي، وصل اليوم إلى حوالي 900 الف دينار ويبقى رغم أهميته دون المأمول مبينا أنه سيتم في الأيام القليلة القادمة إطلاق حملة دعائية لتشجيع المواطن على المساهمة في هذا الصندوق من خلال فقرات توعوية بمختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة والمعلقات الاشهارية والانترنات. وقد شملت تدخلات صندوق المواطنة الذي انطلق نشاطه منذ شهرين، قطاعي التعليم والصحة خاصة في المناطق الداخلية حيث تعهدت اللجنة المكلفة بالتصرف في الصندوق بتعصير 19 مدرسة ابتدائية بالقصرين والكاف وقفصة وقبلي وسليانة وذلك إطار مشروع "مدرستي" التي ترعاه جمعية "همزة وصل" تونس. كما ستنتفع هذه المدارس بخلية كهروضوئية وبتجهيزات أساسية على غرار الكراسي والطاولات واللوحات الحائطية بكلفة جملية تقدر ب378 الف دينار. ويعتزم الصندوق تعزيز مراكز الصحة الأساسية بالمعدات والتجهيزات الأساسية بما من شأنه يمكن من الاستجابة لمختلف حاجيات المواطن وأن يسهم في تقديم الدعم اللازم للمناطق المحرومة والتقليص من الفوارق وتحسين ظروف العمل. وسيشمل البرنامج في مرحلة أولى 748 مركزا للصحة الاساسية بولايات القصرين وسيدي بوزيد وقفصة وقبلي وتطاوين وجندوبة والكاف وسليانة والقيروان بكلفة جملية تبلغ 600 الف دينار. وينتظر ان يمتد على كامل مناطق البلاد اذا ما توفرت الأموال وارتفع حجم التبرعات في المستقبل.