تونس (وات)- احتضنت مساء الجمعة قاعة الفن الرابع بالعاصمة العرض الأول لمسرحية "ليلة الغفلة" نص ودراماتورجيا وإخراج معز العاشوري وإنتاج المسرح الوطني التونسي. هذه المسرحية عادت بالجمهور الحاضر إلى ليلة 14 جانفي 2011 ليلة سقوط نظام الرئيس المخلوع وما رافقها من أحداث أليمة عاشتها مختلف إحياء البلاد وأدت إلى استشهاد الكثيرين من أبناء تونس على أيدي "القناصة" فكان الإطار المكاني لهذه المسرحية احد هذه الاحياء. "مروان" احد شهداء ثورة 14 جانفي تسرد أخته "سلمى" تفاصيل استشهاده في تلك الليلة .كان "مروان" رفقة أبناء الحي يحرسونه مساندين بذلك جهود الجيش الوطني في الحفاظ على امن المواطنين. صوت "الكرتوش الحي" يكسر بين الحين والآخر سكون الليل ولكنه لم يخف "مروان" وبقية أبناء حيه الذين أصروا ،رغم المخاطر، على السهر إيمانا منهم بان شمس اليوم المقبل ستشرق وستبدأ معها حياة جديدة شعارها "الحرية والكرامة". عاد "مروان" إلى المنزل وطلب من أخته ان تعد له قهوة عله يستعيد بها نشاطه ويلتحق من جديد بأصدقائه وفي "غفلة" من أخته يخرج مروان بعد ان سمع إطلاق نار مكثف تصيبه إحدى الطلقات ويسقط شهيدا... ومنذ تلك اللحظة تبدأ معاناة شقيقته سلمى التي تجد نفسها وحيدة تناجي خيال شقيقها بعد أن فشلت في معرفة قاتله معاناة تعيشها عائلات الشهداء التي تنتظر إلى الآن معرفة حقيقة "قناصي " أبنائها. حادثة استشهاد الشاب "مروان" كانت منطلقا للمخرج معز العاشوري لينتقد عديد الظواهر السلبية التي تفاقمت بعد الثورة على غرار انعدام الأمن مما ساهم في تفشي السرقة والنهب وانتشار الفوضى ظواهر جسدها ثلة من الممثلين الشبان بحركات ثورية رافقتها موسيقى صاخبة إلى جانب شهادات اعتمدها المخرج من تسجيلات إذاعية حية من واقع الثورة التونسية.