تونس (وات) - أجواء خاصة يعيش على وقعها قصر المؤتمرات بتونس العاصمة مساء السبت، ساعات قليلة قبل توجه ملايين التونسيين الى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثلهم في المجلس التاسيسي ضمن انتخابات هي الاولى من نوعها في تاريخ تونس المعاصر. فقد تحولت القاعة الرئيسية لقصر المؤتمرات الى مركز للاعلام "ميديا سنتر" لتمثل الفضاء الرسمي للاعلان عن النتائج النهائية لانتخابات المجلس التاسيسي، وهي قاعة تغص هذا المساء بمئات الاعلاميين والمصورين والتقنيين التونسيين والأجانب. وبلغ عدد الاعلاميين الأجانب المكلفين بتغطية انتخابات التأسيسي الى حد مساء السبت حوالي 800 صحفي واعلامي من اوروبا والولايات المتحدة وكندا واليابان وتركيا والخليج والدول العربية حسب ما أفاد به عضو الهيئة المستقلة للانتخابات العربي شويخة ل(وات) ملاحظا ان الباب لا يزال مفتوحا امام كل الراغبين في الحصول على بطاقة الاعتماد الصحفي سواء من داخل تونس او من خارجها. ونفس القاعة تحولت الى فسيفساء جمعت القنوات الاذاعية والتلفزية المحلية والاجنبية التي ركزت عدد كبيرا من استوديوهات البث الحي لنقل تفاصيل العملية الانتخابية ونتائجها مساء يوم الأحد 23 اكتوبر. وبجانب هذه القاعة تمت ايضا تهيئة فضاء ثان مزود بعدد من الحواسيب والربط بشبكة الانترنات سيكون على ذمة الاعلاميين بهدف تيسير ادائهم لمهامهم. ويعد معرض الصور واللوحات الجدارية العملاقة التي غطت كامل مدخل "مركز الاعلام" الذي تولت الهيئة المستقلة للانتخابات احداثه كفضاء مستقل، المشهد الاساسي الذي يستأثر بانظار رواد المركز سيما من الإعلاميين. وقد اختزلت احدى هذه اللوحات كل ابعاد الثورة ومطالبها في كلمات على غرار "المساواة والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتداول السلمي على السلطة" الى جانب الدعوة للانتخاب مثل "انا انتخب" و"انا اصوت" و"تونس تنتخب"... بينما ارخ معرض الصور الذي وضع تحت شعارات منها "المجد لثورة 14 جانفي" و"لا خوف بعد الثورة..المجد للثورة" للحظات من مسيرات التونسيين خلال ثورتهم ومواجهتهم لالة القمع. كما تعرض الشاشات التلفزية التي تم تركيزها في مركز الاعلام لقطات متنوعة لمختلف احداث الثورة الونسية.