تونس (وات)- سلطت ورشة العمل التي انتظمت بعد ظهر يوم الجمعة بالعاصمة الأضواء على تجربة وكالة الانباء التشيكية في تغيير منهجية عملها من وكالة حكومية الى مرفق عمومي في مجال اختصاصها. وقد أتاح هذا اللقاء الذي شارك فيه خبراء اعلاميون من جمهورية التشيك وممثلون عن الاعلام التونسي، الفرصة للتعرف على مراحل ارتقاء الوكالة التشيكية للانباء الى الاستقلالية بعد ثورة 1989 التي أطاحت بالنظام الشيوعي. وقد كانت الرهانات كبيرة بالنسبة للعاملين بالوكالة في بداية التسعينات وهي إعادة التفكير في مناهج عمل الوكالة وإعادة النظر في الخدمات المسداة للقراء فضلا عن تغيير الجمهور المستهدف. وأكد المدير العام لوكالة الانباء التشيكية "جيري مايستر" في مداخلة بالمناسبة أنه تم بداية التسعينات إدراك الطابع الملح لتغيير الخط التحريري وتنويع المنتوج الاعلامي، كما تم الوعي بأهمية الأخبار الحصرية التي تتميز بجودة تستجيب لانتظارات المشتركين. وأضاف أنه إزاء المنافسة الشرسة للوكالات الخاصة ووسائل الاعلام الحديثة مثل الصحف الالكترونية والشبكات الاجتماعية، عملت وكالة الانباء التشيكية على إعادة ترتيب أولوياتها وذلك ببعث خدمات جديدة على غرار الطبع والنشر وغيرها من الخدمات التي تستوجب التحكم في التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال. استقلالية وسائل الإعلام: أي نموذج ؟ بشأن التساؤل: هل تمثل وسيلة الاعلام الخاصة رديفا لوسيلة الإعلام الحرة ؟ قال "جيري مايستر" إنه لا يوجد نموذج اعلامي مثالي وأن المهم تأمين أوفر فرص ممكنة لممارسة الصحفي لمهنته بحرية. ونبه في هذا الصدد إلى المحاذير المترتبة سواء عن إعلام خاص هش من الناحية المالية أو عن إعلام عمومي قد ينجر عنه مساس بحرية التعبير. وأفاد أن مسار تحرير أداء وكالة الانباء التشيكية الاعلامي استغرق 6 سنوات وهي تجربة تميزت باصدار قانون أساسي جديد سنة 1992 يخضع حاليا إلى عملية مراجعة تماما مثل ميثاق المهنة الاعلامية. ومن منطلق الحرص على ضمان حيادية الوكالة أوضح "مايستر" أنه لا يحق لأعضاء مجلس الإدارة الانخراط في الحياة السياسية أو الانضمام إلى أحزاب وهو ما تم التنصيص عليه ضمن الفصل الثالث من القانون الاساسي للوكالة الذي ينص على أن "الدولة غير مسؤولة عن تعهدات وكالة الانباء التشيكية، والوكالة بدورها غير مسؤولة عن تعهدات الدولة". وتتأتى 57 بالمائة من موارد الوكالة اليوم من مؤسسات إعلامية مقابل مساهمة بنسبة 10 بالمائة فقط من طرف الدولة وذلك وفقا لتقارير سنة 2010. ومن بين التقاليد الجديدة صلب وكالة الانباء التشيكية الاجتماع التقييمي اليومي لمصالح التحرير الذي يعقد في نهاية كل يوم. جدير بالذكر ان هذه الورشة انتظمت ببادرة من الهيئة الوطنية لاصلاح الاعلام والاتصال بالتعاون مع المركز التشيكي المستقل للتفكير حول التنمية العالمية وتعزيز العلاقات بين تشيكيا والاتحاد الأوروبي "غلوبوليس" الذي تم تأسيسه سنة 2004.