تونس (وات) - ولد السيد المنصف المرزوقي الذي انتخب ،مساء الاثنين، رئيسا مؤقتا للجمهورية بأغلبية صوتا من أصوات أعضاء المجلس الوطني التأسيسي 07 جويلية 1945 بقرمبالية. ينحدر المرزوقي من عائلة من الجنوب التونسي وهو رجل سياسة يعتبر معارضا تاريخيا للرئيس المخلوع بن علي. نشأ بالعاصمة والتحق خلال الفترة من 1957 إلى 1961 بالمدرسة الصادقية وتابع إثر ذلك دراسته الثانوية بالمغرب التي توجت بالفوز في المناظرة العامة للعربية بما خول له الانتفاع بمنحة جامعية للدراسة بفرنسا كطالب بجامعة ستراسبورغ بكلية علم النفس وتحصل سنة 1973 على الدكتوراه في الطب. وبعودته إلى تونس سنة 1979 انخرط كمناضل في صفوف الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي أنشئت سنة 1977 وتعد الأولى من نوعها في العالم العربي ليصبح رئيسها في 1989 وقد أسس سنة 1993 الهيئة الوطنية للدفاع عن سجناء الرأي التي كانت تعتبر في السابق غير شرعية. وقدم المنصف المرزوقي سنة 1994 ترشحه للانتخابات الرئاسية التي التأمت في 20 مارس 1994 ورغم عدم حصوله على الإمضاءات اللازمة لترشيحه فقد اعتقل في نفس الشهر وأطلق سراحه بعد أربعة أشهر من السجن بزنزانة انفرادية وعلى خلفية حملة دولية وتدخل من نيلسون مانديلا. كما منع من السفر. وهو عضو ناشط بمنظمة العفو الدولية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ومقرها بالقاهرة من 1989 إلى 1997 وقد أصبح منذ سنة 1998 الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني للحريات بتونس الخطة التي شغلها حتى سنة 2001 تاريخ تأسيسه لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية في 25 جويلية 2001. ثم نفي لمدة عشر سنوات بفرنسا حتى اندلاع ثورة 14 جانفي. وقد كان أول معارض يدعو من منفاه إلى العصيان المدني لقلب النظام القائم ويحرض على استمرار الانتفاضة حتى سقوط النظام. وعاد إلى تونس يوم 18 جانفي بعد 10 سنوات من المنفى. أما عن حياته المهنية فقد شغل المرزوقي لدى عودته إلى تونس سنة 1979 خطة أستاذ في الطب بالمستشفيات الجامعية بتونس ثم انتقل إلى سوسة للإشراف على تجربة في مجال الصحة العمومية من سنة 1981 إلى سنة 2000 في خطة أستاذ في الطب الجماعي بجامعة سوسة. وقد عرف رئيس الجمهورية المؤقت الجديد ببلورته لعديد البرامج حول التلقيح ومراقبة الحمل والتربية الصحية ووفيات الرضع والإعاقة لدى الطفل وهو من أول المهتمين في العالمين العربي والإسلامي وفي تونس بمسألة سوء معاملة الأطفال. وفي هذا المجال أسس مع ثلة من الجامعيين الأفارقة شبكة للتوقي من سوء معاملة الأطفال في إفريقيا كما اهتم بمواضيع ذات صلة على غرار أطفال الشوارع واستغلال القصر والإساءة للفتيات. وكان له حضور على مدى الثمانينات في الصحافة التونسية سيما من خلال صحيفة "الرأي" التي كانت منبرا للديمقراطيين التونسيين إلى غاية إيقاف إصدارها سنة 1987. وللمرزوقي عديد المقالات في مجال حقوق الإنسان الداعية إلى تكريس هذه الحقوق فكرا وممارسة في العالم العربي الإسلامي. وكان له دور هام في المساهمة في دفع الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة إلى العفو عن 10 شبان ممن تم إيقافهم خلال مظاهرات "ثورة الخبز" سنة 1984. والمنصف المرزوقي متزوج وأب لبنتين.