باردو /وات/ - عقب الإعلان عن نتائج انتخاب أعضاء المجلس التأسيسي لرئيس الجمهورية وما شهدته من إحجام المعارضة عن التصويت للمنصف المرزوقي كنوع من الإحتجاج على الظروف التي حفت بعملية المصادقة على قانون التنظيم المؤقت للسلط العمومية أوضح أحمد نجيب الشابي، عن الحزب الديمقراطي التقدمي، ل /وات/ أن عدم تصويت المعارضة للمرزوقي يعتبر رسالة احتجاج على إفراغ منصب رئاسة الجمهورية من صلاحياته وعلى عدم تكريس التوازن بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وأضاف أن هذه الخطة ترشح لها المرزوقي دون أن تحدد لها مدة مضبوطة وهو ما يعني أنه سيكون لنا رئيس لمدة غير معلومة في اطار غير متوازن. ونفى احمد نجيب الشابي أن يكون قد اعتزم الترشح لهذا المنصب لعلمه المسبق بأن نتائج الانتخابات معلومة.وفي مقابل ذلك تقدم الشابي للمرزوقي بتهانيه لفوزه في الانتخابات متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة. ومن جهته كشف أحمد ابراهيم، عن القطب الديمقراطي الحداثي، أن مشاركة المعارضة بأوراق بيضاء في العملية الانتخابية تعبير عن تحفظها على قانون التنظيم الموءقت للسلط العمومية في شكله ومضمونه مضيفا أن المشروع يكرس نزعة للهيمنة. وأردف قائلا //لن تلهينا نتائج الانتخابات عن دورنا في المساهمة بكل ثبات في العملية السياسية وفاء لتضحيات شعبنا واحتراما لمبادئنا الديمقراطية//. وبدوره شكك ابراهيم القصاص في سير العملية الانتخابية التي اعتبرها "مسرحية" و"عملية مفبركة" قائلا //أمتنع عن إعطاء صوتي لمن هو لعبة بيد النهضة// مما أثار حفيظة بعض النواب الذين دخلوا معه في مشادة كلامية. وفي نظرة أخرى لسير العملية الانتخابية اعتبرت حركة النهضة من خلال عدد من نوابها أن العملية الإنتخابية تمت في كنف الشفافية وأن المرزوقي لم يكن مرشح /الترويكا/ لوحدها بل كان مرشح مستقلين وأحزاب أخرى وهو ما يترجمه حصوله على أكثر من عدد أصوات "الثلاثي". وفي هذا الصدد أكد نور الدين البحيري، رئيس كتلة النهضة في المجلس التأسيسي، أن المرزوقي كان مرشح نسبة كبيرة من اعضاء المجلس التأسيسي مضيفا أن من حق المعارضة التعبير عن آرائها وتصوراتها بخصوص مستقبل المشهد السياسي في تونس. وقال //تمنيت لو صوتت كتلة المعارضة ب "لا" على المرزوقي لا أن تصوت عبر أوراق بيضاء// معتبرا هذه الممارسة //هي من قبيل عدم الوفاء للتعهدات التي قطعها المجلس التأسيسي على نفسه أمام الشعب بالعمل على صياغة دستور جديد وانتخاب رئيس جمهورية ورئيس حكومة جديدين//. وتوجه رئيس كتلة النهضة بالمجلس التأسيسي لرئيس الجمهورية برسالة مفادها أن الأمانة التي حملها إياه الشعب التونسي كبيرة جدا وأن المطروح على الجميع اليوم هو التعجيل بحل المشاكل المطروحة وفي مقدمتها البطالة والفقر والتفاوت بين الجهات وحق ابناء الجهات المهمشة في بنية أساسية متطورة وحق التونسيين في مسكن لائق وفي علاج متطور فضلا عن الدفاع عن مصابي وجرحى الثورة والوفاء للشهداء وتحقيق العدالة الانتقالية ورد الحقوق لأصحابها واسترجاع الأموال والأملاك المنهوبة. وبخصوص مدة عمل الرئاسات الثلاث كشف نور الدين البحيري أن الاتفاق المبرم بين الأحزاب الثلاثة ضمن إلتزام التوافق بينها ينص على أن مهام المجلس التأسيسي تنتهي في أجل أقصاه سنة واحدة مؤكدا وجود سعي للإلتزام بهذه التعهدات لاعتبارات سياسية واخلاقية. وأضاف أن ما أثير حول الإتفاق على تمديد للمرزوقي بثلاث سنوات في رئاسة الجمهورية //هو من باب الإشاعات وأن وثيقة التوافق مع شركاء النهضة ملزمة لجميع الأطراف الموقعة//. وعن تشكيلة الحكومة المقبلة قال البحيري إن //التشكيلة شبه جاهزة وسيتم الحسم فيها من قبل المجلس الوطني التأسيسي بعد أن يكلف رئيس الجمهورية شخصية من حركة النهضة بتشكيل حكومته في غضون اليومين القادمين. وقال البحيري إن تشكيلة الحكومة القادمة ستكون متنوعة ومتعددة الألوان //تنوع وتعدد المشهد السياسي الوطني//.