تونس 16 جوان 2009 (وات) غياب إطار تشريعي خاص بالسياحة البيئية والافتقار لنصوص تطبيقية ومواصفات تسمح للديوان الوطني للسياحة التونسية بالمصادقة على مشاريع السياحة البيئية والصعوبات العقارية المتصلة بالمواقع الطبيعية التي يمكن ان تشهد احداث مشاريع سياحية ذلك بالخصوص ما ابرزته الدراسة الاستراتيجية التي اعدتها وزارة البيئة والتنمية المستديمة بالتعاون مع وكالة التعاون الالماني /جي تي زاد/ حول السياحة البيئية. وبينت هذه الدراسة التي تم تقديمها خلال لقاء انتظم يوم الثلاثاء بتونس حول "السياحة البيئية : المخزون والآفاق" خصوصيات السياحة البيئية في تونس والتي تتميز بتوفر امكانات طبيعية وبشرية هامة ومبادرات فردية وجماعية ذات قيمة. وأثارت ذات الوثيقة جانب جودة خدمات ومنتوجات السياحة البيئية ومسألة التكوين الملائم لمختلف الاطراف المتدخلة ضمن هذا النشاط والصعوبات المتصلة بتمويل مشاريع السياحة البيئية. وأشارت الى غياب سياسة وطنية للترويج لهذا النشاط. وبين السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة بالمناسبة ان التوجه نحو النهوض بالسياحة الايكولوجية والثقافية يندرج ضمن خطة متكاملة اذن رئيس الدولة بالشروع في تنفيذها الى افق سنة 2016 لمزيد تأهيل القطاع السياحي التونسي وتطوير منتوجه وتنويعه. وأشار الى الجهود المبذولة لدعم المنتوج السياحي التونسي ومزيد تنويعه مفيدا انه تم التوجه في مرحلة اولى نحو جرد كافة الطاقات والموارد القابلة للتوظيف في مجال السياحة البيئية ثم حوصلتها ضمن 6 مسالك محورية تشمل مسلك طريق الماء من زغوان الى قرطاج ومسلك ذاكرة الارض والصحراء والواحات ومسلك الجزر التونسية ومسلك الغابات ومسلك الزيتونة ومسلك المدن الاندلسية. كما تم العمل على تهيئة محطات فرعية بمختلف هذه المسالك لاستقطاب الزوار /منظومات بيئية وتنوع بيولوجي ومشاهد طبيعية واثار ومتاحف ومنتوجات محلية وارث حضاري/. ولهذا الغرض تم الشروع منذ سنة 2007 في انجاز محطة انطلاق مسلك طريق الماء من زغوان الى قرطاج والتي تتضمن خاصة منتزها حضريا ومركز خدمات ومسالك وفضاءات للتنزه ومتحفا ايكولوجيا وفضاءات تنشيطية وتحسيسية اضافة الى دعم التنوع البيولوجي بمحمية جبل زغوان وادخال انواع حيوانية منقرضة الى هذا الوسط الطبيعي. وأفاد السيد نذير حمادة ان الشبكة الوطنية للمناطق المحمية تعد حاليا 24 منطقة تمتد على مساحة تنهاز 5ر3 بالمائة من المساحة الجملية لتونس. ويجري العمل على ادراج 19 منطقة محمية اضافية جديدة لتبلغ بذلك مساحة المحميات نحو 7 بالمائة من المساحة الجملية للبلاد. وقد تم في ذات السياق انجاز محطة للسياحة الايكولوجية بالحديقة الوطنية ببوقرنين باعتمادات فاقت 2 مليون دينار تم تخصيصها لتركيز عديد الفضاءات الترفيهية والسياحية داخل الحديقة. كما تمت تهيئة 7 مسالك للسياحة البيئية ومتحف بيئي فضلا عن تدعيم البنية الاساسية بالحديقة الوطنية بالشعانبي. وأفاد وزير البيئة والتنمية المستديمة من جهة اخرى انه اعتبارا لما للتغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر من انعكاسات محتملة على مردودية القطاع السياحي يتم حاليا الاعداد لانجاز دراسة استراتيجية تهدف الى اقلمة قطاع السياحة مع التغيرات المناخية.