سوسة (وات) - ثمنت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مبادرة الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب آفاق تونس والحزب الجمهوري الجديد الانصهار في حزب موحد سيتم تجسيمها بمناسبة انعقاد المؤتمر القادم للحزب الديمقراطي التقدمي في مارس القادم. وأكدت مية الجريبي خلال ندوة نظمتها جامعة التقدمي بسوسة مساء الأربعاء بدار الشباب بسوسة حول "واقع وآفاق الأحزاب الوسطية" على الدور الهام المنوط بعهدة هذا الهيكل السياسي الموحد في إرساء معارضة قوية قادرة على مواجهة الطرف السياسي المهيمن على الساحة الوطنية بالبلاد. وبينت ان الأحزاب الوسطية مدعوة اليوم الى تقييم ادائها بكل موضوعية والانطلاق نحو تجميع كل القوى الوسطية الديمقراطية والتقدمية ،مشيرة إلى ان الحكومة مطالبة من جهتها بالاعتراف بدور المعارضة في تقديم البدائل لاسيما في ظل الظروف الاجتماعية الدقيقة والمتفجرة التي تمر بها البلاد. وحيت بالمناسبة الإعلاميين الذين برهنوا عن قدرتهم على الدفاع على مواقعهم وعلى حرية التعبير وعلى حق المواطن في إعلام حر ومتعدد. ومن جهته عبر المدير التنفيذي لحزب آفاق تونس ياسين إبراهيم عن فخره بهذا الانصهار بين مجموعة أولى من الأحزاب الوسطية، معربا عن الأمل في ان تتوسع دائرة التوحيد لتشمل أحزاب وسطية أخرى ،موضحا ان خطة العمل القادمة تتركز "على بناء هيكل سياسي موحد قادر على اعتلاء سدة الحكم بعد الانتخابات القادمة". أما الأمين العام لحزب العمل التونسي عبد الجليل البدوي فقد لاحظ ان هناك "تهميش للمطالب الشعبية وتركيز على مطالب لفئات ضيقة" محذرا في هذا السياق من الانقلاب على أهداف الثورة. وأكد ان عدم مشاركة حزب العمل التونسي في هذا المسار التوحيدي لا يعود إلى رفضه الاندماج بل لاعتقاده بان التوحيد يجب ان يكون نتيجة مؤتمر تأسيسي ومشاورات مكثفة لدى القواعد الحزبية المعنية. وهنأ ممثل القطب الديمقراطي الحداثي فاضل موسى الأحزاب المنصهرة ،مشيرا إلى ان هذا التحالف الذي يبدو انه مبني على وسط ليبرالي يحتاج إلى جناح اجتماعي من وسط اليسار. وأثار المتدخلون خلال النقاش جملة من المسائل تعلقت بالخصوص بضرورة طمأنة المواطنين الذين بداوا يخافون على مستقبل البلاد والعمل على مزيد استقطاب الفئات التي لم تشارك في العملية الانتخابية الأخيرة داعين الأحزاب المندمجة إلى الالتقاء حول مشروع مجتمعي موحد وليس ضد طرف سياسي معين.