هل يغيّر الحزب الجديد الذي يجمع بين مجموعة من الأحزاب الوسطية ملامح الخارطة السياسية التي تسيطر عليه النهضة وحليفيها؟ هذا السؤال الأهمّ الذي طرحه يوم أمس عدد من الناشطين السياسيين والإعلاميين. عقدت أحزاب أفاق تونس والحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي التقدّمي ندوة صحفية أعلنت خلالها عن تأسيس حزب جديد ذي توجّه وسطي يدافع عن النظام الجمهوري والديمقراطية والاعتدال ومنتمي للمرجعية العربية الإسلامية ومنسجما مع الروح التونسية الإصلاحية . هذا أبرز ما جاء في تدخّلات قادة الأحزاب السياسية الذين نظّموا أمس ندوة صحفية حضرها عدد استثنائي من الإعلاميين ومن الوجوه السياسية من الأحزاب التي ستندمج في حزب واحد بداية من شهر مارس القادم. بيان هذه الندوة أدارتها ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي وشارك فيها ياسين إبراهيم ومحمد الوزير من آفاق تونس ونجيب الشابي من الحزب الديمقراطي التقدمي ويوسف الشّاهد وسليم عزّابي من الحزب الجمهوري وفتحي التّوزري من حزب التقدّم الذي اندمج مع حزب أفاق تونس والشخصيتان المستقلتان صلاح الدين الزّحّاف وسعيد العايدي . وتلت ميّة الجريبي البيان الذي صاغته الأحزاب وقد جاء فيه خاصة «اعتبارا لأن التداول على الحكم هو من أهمّ أركان النظام الجمهوري وأن التوازن بين القوى السياسية هو شرط نجاح المسار السياسي في تحقيق أهداف الانتقال الديمقراطي وبناء المؤسسات الجديدة للدولة التونسية بما يستجيب لأهداف الثورة وتضحيات الشهداء. واستجابة لمقتضيات المرحلة وانسجاما مع تطلّعات شرائح واسعة في المجتمع ، وبعد مشاورات واسعة في الجهات والهياكل ،يعلن الحزب الديمقراطي التقدّمي وحزب آفاق تونس والحزب الجمهوري الجديد الانصهار في حزب موحّد بمناسبة انعقاد المؤتمر القادم للحزب الديمقراطي التقدمي أيّام 17-18-19 مارس 2012 والذي سيتحوّل إلى مؤتمر توحيدي لهذه الأحزاب وباقي القوى الديمقراطية الوسطية الرّاغبة في الالتحاق بهذه المبادرة الوطنية لتأسيس قوة سياسية جديدة». من أجل تونس قادة الأحزاب الذين تداولوا على تناول الكلمة أكدّوا أن مبادرتهم تندرج في البحث عن صيغة توافقية لبناء حزب وسطي شعبي كبير من أجل تونس لأن النظام الديمقراطي يقتضي وجود سلطة قويّة ومعارضة قويّة وقال نجيب الشّابي إن تونس تحتاج أكثر من أي وقت مضى اليوم إلى وجود حزب وسطي كبير وأثنى الشابي على جهود الأحزاب التي توافقت على هذه الخطوة في إطار تقييمها للمرحلة السياسية التي تعيشها تونس وقال الشّابي انه يساند كل القوى التي تدافع عن استقلاليتها وحياد أجهزة الدولة مثل الإعلام والأمن ضدّ أي توظيف حزبي سياسي جاءت الثورة لتقطع معه . وقال ياسين إبراهيم إن تونس فقدت في مثل هذا اليوم من العام الماضي 50 شهيدا سقطوا من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية. وسيكون المؤتمر القادم للحزب الجديد محدّدا لتوجّهاته السياسية والفكرية ونظامه الأساسي وقانونه الدّاخلي وانتخاب قيادته وستتشكّل لجان من كل الأحزاب لإعداد المؤتمر التأسيسي للحزب الذي لم يتمّ الاتفاق بعد على اسمه . فهل يغيّر الحزب الجديد موازين القوى في المشهد السياسي التونسي ؟.