تونس (وات) - أعلن العميد فرج اللواتي، المدير العام للحماية المدنية، أنه تم تسجيل 5 وفيات جراء موجة البرد الأخيرة 4 منها بمنطقة عين دراهم وحالة وفاة واحدة بمنطقة الغرة من معتمدية غار الدماء، داعيا وسائل الإعلام إلى التوجه إلى السلط الرسمية قصد التثبت وتقصي المعلومات الدقيقة في هذا الشأن. وأكد العميد في لقاء إعلامي عقد عشية السبت بقصر الحكومة بالقصبة، أن موجة البرد التي شهدتها البلاد في الأيام الفارطة غير مسبوقة ورافقها نزول كميات استثنائية وقياسية من الثلوج "بلغت المترين في بعض الأماكن"، أدت إلى عزل مدينة عين دراهم وعديد التجمعات السكنية بولاية جندوبة. وأضاف أن كميات الثلوج التي تساقطت في القصرين وخاصة بمنطقتي تالة والعيون كانت هامة، "إلا أن الوضع في عين دراهم كان أكثر دقة". وأفاد فرج اللواتي، أنه تم بفضل المجهودات المبذولة من الجيش الوطني ووزارة التجهيز والإدارة العامة للجسور والطرقات وكذلك الآليات التابعة للخواص، فك العزلة عن معظم مناطق ولاية جندوبة، باستثناء 3 تجمعات سكنية، مشيرا إلى أن الأشغال جارية حاليا لفتح المسالك بها. وأضاف أنه تم إعادة التيار الكهربائي إلى عديد التجمعات السكنية وكذلك الشأن بالنسبة إلى ضخ الماء الصالح للشراب. كما تم تركيز مولدات كهربائية بمحطة الضخ ببني مطير. وبعد أن ذكر بوجود أربع طرقات مقطوعة بمنطقة عين دراهم، أكد المدير العام للحماية المدنية أنه من جملة 28 منطقة قطع عنها التيار الكهربائي بعين دراهم، تم إعادة التيار إلى 15 منطقة إلى جانب 9 مناطق مبرمجة لهذا اليوم. أما المناطق الأربع المتبقية فإن استئناف تزويدها بالكهرباء يظل في انتظار فتح المسالك المؤدية لها. وبالنسبة إلى معتمدية غار الدماء فقد تمت إعادة التيار الكهربائي إلى 15 منطقة على أن سيتم استكمال 9 مناطق أخرى مبرمجة لهذا اليوم فضلا عن منطقة هي بصدد الانجاز. وبخصوص حركة المرور، أفاد العميد فرج اللواتي أن حركة المرور بجهتي القصرين وسليانة عادية وأن طريقا واحدة منقطعة بجهة الكاف وهي الطريق الجهوية 172 الرابطة بين الجريصة والدهماني وقد تم تحويل حركة المرور عنها إلى جانب وجود طريقة منقطعة بباجة نتيجة انهيار جزئي بأحد الجسور. كما أن التيار الكهربائي منقطع ب 6 مناطق من هذه الولاية، ملاحظا أن الأشغال بصدد الإنجاز لإعادته. وقال إن اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة اجتمعت السبت لدعم الآليات الموجودة على الميدان وضخ المزيد من المساعدات وتعزيز الوحدات التي تقوم بالصيانة. وأضاف أنه تحسبا لموجة البرد القادمة، وفقا لمصالح الرصد الجوي "من الوسط الغربي إلى الشمال الغربي" والتي ستكون أقل حدة من الموجة الماضية، قررت اللجنة الإبقاء على الآليات الكاسحة والماسحة بأماكن تواجدها ودعمها وتوزيعها على مسالك محددة حتى لا تتراكم الثلوج بها مجددا. كما تقرر دعم المخزونات الغذائية في المستودعات بالكميات اللازمة، موضحا أن وزير الداخلية اتصل أمس الجمعة بوزراء التجارة والصناعة والفلاحة والتجهيز والصحة لأخذ الاحتياطات اللازمة. وقال إن الأطراف المعنية بموجة البرد هذه، تعهدت بتزويد المناطق المتضررة، بالبترول الأزرق وبقوارير الغاز خاصة بالجهات التي تعرف محدودية من حيث طاقة التخزين من هذه المادة. كما ستحرص الإدارة العامة للغابات على تزويد العائلات التي يبقى الحطب هو مصدر طاقتها الرئيسي والوحيد. وفي إطار متابعة ارتفاع منسوب المياه بالسدود وتحسبا لما يمكن أن يحصل خلال اليومين القادمين من فيضانات نتيجة ذوبان الثلوج أو نزول كميات إضافية من الأمطار، أكد المدير العام للحماية المدنية أن الإدارة العامة للسدود تراقب الوضع عن كثب وهو تحت السيطرة. وأشار إلى أن منسوب المياه بسد سيدي سالم الذي تقدر طاقة استيعابه ب643 مليون متر مكعب، بلغ حاليا 600 مليون و18 ألف متر مكعب "وسيتم إبلاغ أهالي المناطق المجاورة للسدود في الوقت المناسب وقبل ارتفاع منسوبها بشكل يهدد سلامتهم". وتوجه العميد فرج اللواتي بالنداء إلى كافة مكونات المجتمع المدني والجمعيات التي تعتزم تنظيم قافلات لإعانة المتضررين، الاتصال بمقر الولايات باعتبارها أعدت برنامجا محددا لتوزيع الإعانات بمختلف المعتمديات والمناطق المتضررة. وبين أن قاعة العمليات بالحماية المدنية تضع رقما هاتفيا مباشرا على ذمة كل المنظمات والجمعيات والمواطنين وهو 71960210. ومن جهته أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة المؤقتة سمير ديلو، أن التحديات الراهنة مرتبطة أيضا بذوبان الثلوج ونزول كميات إضافية من الأمطار، معلنا أنه تم تفعيل اللجان المحلية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بعين دراهموبغار الدماء وإحداث 5 مراكز لإيواء المتضررين وتوزيع الإعانات على هذه المراكز. وقال إن المجال مفتوح لإنشاء مراكز جديدة إذا دعت الحاجة إلى ذلك. كما أفاد ديلو أنه تم توزيع أكثر من 20 ألف لتر من البترول الأزرق "للانارة" وهو ما يمثل مخزون 8 أيام بالنسبة إلى معتمدية عين دراهم. وأضاف أنه تم تزويد ولاية جندوبة ب 2505 قارورة غاز، فضلا عن توفير مخزون 5 إلى 6 أيام من المواد الغذائية الأساسية. قائلا إن المخابز تعمل بشكل عادي. وبعد أن نوه بالمد التضامني السخي الذي انخرطت فيه مكونات المجتمع المدني والمواطنون، تطرق الناطق الرسمي باسم الحكومة إلى بعض الإشكاليات الناجمة عن النقص في التنسيق بخصوص توزيع الإعانات سواء من الناحية الأمنية أو اللوجستية، موضحا أن إيصال المساعدات يجب أن يبقى تحت مراقبة الجيش الوطني وأن توزع بشكل محكم "حتى لا يوجد تضخم في جهات ونقص في جهات أخرى". وبخصوص حالات النهب والسلب التي تعرضت لها المساعدات والإعانات الموجهة لبعض المناطق، قال سمير ديلو إنها "قليلة العدد ولا يجب تهويلها أو تضخيمها". وبشأن الجانب الصحي أعلن ديلو عن توفير 6 سيارات إسعاف رباعية الدفع وسيارة إسعاف مع إمكانية تجهيزها للتحرك على الثلوج والإمداد بشاحنة محملة بالأدوية إلى مدينة عين دراهم، فضلا عن توفير خدمات صحية في مراكز للإيواء والتوزيع استحضرت للغرض وتوفير طواقم طبية بهذه المراكز.