الحماية المدنية والصحة تنفيان حدوث حالات وفاة بسبب البرد أكدت مصادر رسمية من الديوان الوطني للحماية المدنية ومن وزارة الصحة خلال اللقاء الإعلامي الدوري أمس بالوزارة الأولى حصول بين 4 و5 وفيات ببعض المناطق بالشمال الغربي لكنها نفت بشدة أن تكون بسبب موجة البرد او بسبب سقوط منازل وقالت إنها وفيات طبيعية لكبار السن او مصابين بأمراض مزمنة. وكان اللقاء الإعلامي الدوري السابع والأربعون قد خصص كليا لتبيان جهود الاغاثة التي تقوم بها حاليا عدة وزارات معنية ومؤسسات عمومية، وحاول خلاله المتدخلون ابراز تلك الجهود ولكن في نفس الوقت التحدث عن الصعوبات التي تواجههم لتنفيذها على الوجه الأكمل. وعن آخر المعطيات المتعلقة بجهود الإغاثة المتواصلة بمناطق الشمال الغربي المنكوبة بسبب موجة البرد القارس وتراكم كميات كبيرة من الثلوج وصلت لمستويات غير مسبوقة فاقت المتر ونصف في بعض المناطق، قال منجي القاضي مسؤول العلاقات العامة بالحماية المدنية أنه سيتم قريبا فك عزلة المناطق التي عزلتها الثلوج. وبين أن اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث اصدرت بلاغا في انقطاع المرور بالطريق الوطنية رقم 17 بين فرنانةوعين دراهم بصفة وقتية لإفساح المجال للآليات الثقيلة لمسح الثلوج المتراكمة. وأوضح أن تساقط كميات كبيرة في عدة مناطق وامام تواضع امكانيات التدخل قررت لجنة الكوارث بداية من الأسبوع الجاري اتخاذ اجراءات فورية لمساعدة متساكني المناطق المتضررة من خلال توجيه مساعدات من اغطية والبسة وحشايا من المخزون المركزي للاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي، وتحريك عدة آليات ثقيلة كاسحة لإزالة الثلوج خاصة بعين دراهم مع تركيز خلية ازمة بالمنطقة تحت اشراف كاتب الدولة للداخلية. ونوه القاضي بجهود بعض المتدخلين الخواص الذين ساهموا في توفير عدة آليات ثقيلة للمساعدة على تنظيف الطرقات وتسهيل حركة المرور. وبين أن العمل جار لفك العزلة عن بعض المناطق المعزولة وايصال المساعدات برا وجوا، معترفا بحصول بطء في ايصال المساعادت لتلك المناطق النائبة بسبب التضاريس الوعرة رداءة البنية التحتية خاصة بعين دراهم وطبرقة. مضيفا أن بعض المعتمديات بولاية جندوبة تضررت ايضا من تراكم الثلوج مثل غار الدماء والغرة وتمكنت وحدات من الجيش الوطني من ايصال المساعدات اليها جوا، الولايات مثل الكافوباجةوالقصرين وسليانة كما تدخلت وحدات الحماية والجيش فيها لإزالة الثلوج وفتح الطرقات، مسجلا وجود صعوبات لإجلاء عائلات من مناطق نائية بالقصرين، والسطور من ولاية باجة.. جدير بالذكر أن 16 سيارة هامر من الجيش الوطني يتم استغلالها حاليا بالمناطق المنكوبة كسيارات اسعاف، فضلا عن تسخير 15 شاحنة نقل، وعدد من شاحنات الإطفاء، كما تم توجيه شاحنات محملة ب 750 قارروة غاز و31 ألف لتر غاز لتوزيعها على مستحقيها.
100 عربة وآلية ثقيلة
وفي السياق ذاته كشف المنصف السليتي ممثل وزارة التجهيز أن الوازرة وضعت أكثر من 100 عربة بين كاسحات وجرافات وشاحنات في عدة ولايات منها 40 وحدة في ولاية جندوبة، عملت على فتح الطريق في بعض القرى المعزولة على غرار مكثر وكسرى والروحية. كما تم تنظيف الطريق الوطنية رقم 17 بين عين دراهموفرنانة والطريق الوطنية رقم 11 بين عين دراهم وحمام بورقيبة..وبين تالةوالقصرين، كما تم استعمال الملح لتذويب الثلوج. لكن ممثل التجهيز أكد على أن السلطات المختصة تعمل حاليا على وضع خطة حتى يكون تدخلها مستقبلا أكثر سرعة ونجاعة. وقال إن وصول المعدات متأخرة بسبب تهاطل الثلوج المتواصل اعطى انطباعا ببطء التدخل لدى المواطنين. وأكد على أهمية التفكير في منطقة الشمال الغربي وحتى الولايات الداخلية واعطاءها اولوية خاصة لتحسين البنية التحتية في اسرع وقت، مشيرا أن وزارة التجهيز بصدد تنفيذ برنامج مخطط يشمل انجاز طرقات ومسالك بتلك المناطق.
توجيه 65 طنا من مساعدات
وأبرز محمد الخويني رئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي ان الاتحاد له مستودع بكل ولاية يتوفر على مخزون اغذية وملابس للتدخل العاجل والحيني عند الطوارئ، كما يتدخل عند الأزمات والمناسبات الانسانية. وذكر ان الاتحاد يتدخل على مستوى وطني يوميا لتوجيه مساعدات للمناطق المنكوبة، تتضمن اغطية ومواد غذائية وحشايا. وأفاد أنه تم خلال الفترة الأخيرة توجيه ما لا يقل عن 65 طنا من مواد غذائية ومساعدات إلى قرابة 8 جهات وأكثر من 20 الف قطعة لباس صوفية و1700 لتر زيت نباتي و11 الف غطاء صوفي.. وعبر الخويني عن تخوفه من نفاذ مخزون مستودعات الاتحاد خاصة من الأغطية الصوفية، لكنه رحب في نفس الآن بتبرعات المواطنين وقال إن بعض فاعلي الخير يتصلون مباشرة بمستودعات الاتحاد لتقديم مساعدات دون أن تكون لهم رغبة في نشر اسمائهم.
معالجة مجانية
وفي نفس السياق أكد الدكتور محمد مفتاح ممثل وزارة الصحة أن الوزارة عملت منذ بداية موجة البرد على ايلاء اهمية قصوى للخطوط الأمامية للصحة، والتدخل في الطب الاستعجالي واحداث تغييرات ملموسة فيه. وكشف ان وزير الصحة اعطى تعليمات للهياكل الصحية لاستقبال المرضى ومعالجتهم مجانا حتى دون الاستظهار بدفاتر علاج، كما اصدر تعليمات للمستشفيات الجهوية والمحلية لتقبل المتضررين من موجة البرد ممن تقطعت بهم السبل ووجدوا انفسهم دون مأوى. على أن يتم قبولهم في نطاق طاقة الاستيعاب المتوفرة. وذكر أنه تم تدعيم فرق التدخل الاستعجالي بثلاث سيارات اسعاف مجهزة للتدخل في تلك المناطق، كما تم ارسال تجيهزات طبية تعتني بالمواليد الجدد وصحة الأم الحامل. وأعلن أنه تم خلال الأسبوع الجاري توجيه 14 سيارة اسعاف جديدة للمناطق المتضررة فضلا عن 10 سيارات أخرى في الطريق سيتم تسلمها اواخر افريل المقبل، كما كشف انه سيتم قريبا فتح طلب عروض لاقتناء 357 سيارة اسعاف بقيمة 27 مليارا. وفي نطاق دعم جهود الاغاثة تم بالتعاون مع الغرفة الوطنية لمنجتي الأدوية ارسال 3 شاحنات محملة ب12 طنا أدوية موسمية. وقال إن المخزون الاحتياطي في المستشفيات كاف لمجابهة الأمراض الموسمية. ووجه مفتاح نداء للأطراف الاجتماعية بتجنب غلق معامل انتاج الأدوية وان لا تعطل الاحتجاجات عملية الانتاج حتى لا يؤثر ذلك على المخزون الاحتياطي من الأدوية .. ونصح ممثل وزارة الصحة المواطنين باتباع اجراءات وقائية تجنبا للصدمات الحرارية مثل تجنب الخروج الفجئي من مكان ساخن الى آخر بارد التي يمكن ان تتسبب في التهابات الأنف والحنجرة وقصبات الهوائية. كما نبه للتسممات بثاني اكسيد الكربون، ونصح باستهلاك المواد السائلة الدافئة وعدم تناول مياه ملوثة.
600 تدخل لإرجاع الكهرباء
وأفاد محمد عمار مدير التوزيع بالشركة التونسية للكهرباء والغاز أن الفرق الفنية قامت خلال الأيام الماضية بأكثر من 600 تدخل لارجاع التيار الكهربائي الى المناطق التي غمرتها الثلوج في ولايات الشمال الغربي وولاية القصرين بالوسط الغربي. وقال إن الفرق الفنية التابعة للشركة لم تتمكن بسبب صعوبة التضاريس وطبقة الثلوج السميكة من التدخل لارجاع التيار الكهربائي الى نحو 550 مسكنا بمناطق وعرة في عين دراهم. وذكر أن استهلاك الكهرباء في تونس ارتفع يوم 06 فيفرى الجاري بنسبة 16 بالمائة مقارنة بنفس اليوم من 2011 بسبب موجة البرد التي تشهدها البلاد. كما ارتفع استهلاك الغاز خلال نفس اليوم الى 15 الف طن مكافىء نفط مقابل 12 الف طن مكافىء نفط يوم 06 فيفرى من السنة الماضية.