واشنطن 12 جانفي 2010 (وات) رفضت الولاياتالمتحدة العرض الذي قدمته كوريا الشمالية يوم الاثنين بتوقيع معاهدة سلام قبل البحث في برنامجها النووى واعتبرت ان على كوريا الشمالية الوفاء بالتزاماتها في هذا المجال قبل تقديم مثل هذا الاقتراح. وقال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية روبرت غيبس ان "الكوريين الشماليين يعرفون تماما ما عليهم القيام به ... العودة الى المفاوضات السداسية والتخلي عن فكرة الدولة النووية في شبه الجزيرة الكورية ". واضاف غيبس انه اذا اراد الكوريون الشماليون " الوفاء بهذه الالتزامات عندها سنتمكن من التقدم في هذه المفاوضات " معتبرا ان " على الكوريين الشماليين ان يقوموا بالخطوة الاولى وليس " الولاياتالمتحدة. وكانت كوريا الشمالية اعلنت امس انها تشترط توقيع معاهدة سلام مع الولاياتالمتحدة قبل التنازل عن اسلحتها النووية كما دعت الى رفع العقوبات المفروضة عليها قبل استئناف المفاوضات السداسية حول اخلاء شبه الجزيرة الكورية من الاسلحة الذرية والتي تشارك فيها الكوريتان الشمالية والجنوبية واليابان والصين وروسيا والولاياتالمتحدة. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الكورية الشمالية ان " توقيع معاهدة سلام سيساعد على وضع حد للعلاقات العدائية مع الولاياتالمتحدة وسيشجع على نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية بوتيرة اسرع ". وتنص الاتفاقات الموقعة بين المشاركين في المفاوضات السداسية في 2005 و2007 على اجراء محادثات بهدف توقيع معاهدة تنهي رسميا الحرب الكورية /التي استمرت من عام 1950 الى عام 1953 / شرط نزع اسلحة كوريا الشمالية النووية. وتابع بيان وزارة الخارجية ان " ازالة حاجز التمييز وانعدام الثقة المتمثل بالعقوبات يمكن ان يفسح المجال قريبا امام استئناف المحادثات السداسية " مشيرة الى ان " المحادثات لا تزال عالقة بسبب جدار انعدام الثقة المتمثل بالعقوبات المفروضة على جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية " / الشمالية /. وجددت بيونغ يانغ التأكيد على انها لن تعود بحاجة الى تطوير اسلحة نووية اذا زال الموقف العدائي الامريكي نحوها. واضافت " ان خيبات الامل والفشل المتكرر " في المفاوضات السداسية التي بدأت في عام 2003 اثبتت ان المسالة لن يتم حلها اذا لم تتوفر الثقة بين الاطراف المعنية. وختم بيان الخارجية الكورية الشمالية بالقول " اذا اردنا بناء الثقة بين جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية والولاياتالمتحدة فمن الضرورى توقيع معاهدة سلام لانهاء حالة الحرب اساس العلاقات العدائية ". وأدت الحرب في شبه الجزيرة الكورية التي وقعت بين الجنوب مدعوما من تحالف تقوده الولاياتالمتحدة والشمال مدعوما من الصين الى مقتل الملايين من المدنيين والجنود وانتهت بتوقيع اتفاقية هدنة فقط. وكانت قوات من الاممالمتحدة تحت قيادة أمريكية قد وقعت نيابة عن كوريا الجنوبية اتفاق الهدنة مع كوريا الشمالية والصين. ولاتزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية الفنية وهما تنشران أكثر من مليون جندى قرب حدودهما.
