تونس (وات)- أبرز رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفي بن جعفر، في كلمة ألقاها الاثنين خلال جلسة افتتاح المؤتمر الثامن عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي تحتضن دولة الكويت أشغاله، ما توليه تونس اليوم من مكانة هامة لعلاقاتها مع الأشقاء إيمانا منها بضرورة دعم التعاون والتضامن مع شعوب تربطها بها وحدة الدين واللغة والثقافة فضلا عن التاريخ والحضارة والمصير المشترك. وبين أن الشعب التونسي استطاع ان "يزيل كابوس الظلم والقهر في أقل من شهر محققا ثورة نموذجية سلمية وحضارية" ،مضيفا أنه حقق انعتاقه بإمكاناته الذاتية وهو يخطو خطوات ثابتة لتحقيق الانتقال الديمقراطي "دون ان يكون له وصفة جاهزة يمكن تصديرها." وأكد أن تونس تبقى وفية لمبادئها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين وتحدوها قناعة بجدوى لغة الحوار والتفاوض في سبيل إيجاد الحلول السلمية لجميع القضايا العالقة. واستحضر بن جعفر، من جهة أخرى، معاناة البرلمانيين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية مطالبا بوقفة حقيقية حتى يتحرك الضمير العالمي لنصرتهم. وشدد في هذا الصدد، على "عدم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والتنديد والمساندة"، معتبرا الصمت أمام هذه القضية بمثابة "التنكر للمبادئ". وبخصوص الوضع في سوريا أكد مصطفي بن جعفر ضرورة "توقف آلة القتل وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري في جميع المناطق المحاصرة والمتضررة"، مبينا أن الحل النهائي لهذه المسألة ينبغي ان يكون "سياسيا داخليا عبر توحيد صف المعارضة السورية". وأكد رئيس المجلس الوطني التأسيسي أن التحولات الراهنة جعلت من العمل البرلماني العربي المشترك حلقة ضرورية لتعزيز عمل الحكومات من أجل تنمية مستديمة ومد جسور التعاون وتبادل المنافع وفتح الأسواق وإلغاء الحواجز أمام التجارة البينية والتكامل في مجال تبادل اليد العاملة و تحفيز رأس المال العربي للاستثمار في المجالات الاقتصادية العربية وإعطاء الأولوية للفضاء العربي. وطالب بن جعفر، بالمناسبة، بالقطع مع الاجتماعات التي "يستمع خلالها إلى فصيح الكلام وسحر البيان لكنها سرعان ما تترك بمجرد اكتمال الاجتماع" ،مؤكدا ضرورة المرور إلى إجراءات فعلية باعتبار أن البرلمانات سلطة تشريعية بإمكانها سن التشريعات الضرورية التي تصبو إليها الشعوب العربية.