زغوان (وات/ تحرير راقية السالمي) - رغم التطور الملحوظ الذي سجله قطاع الفلاحة البيولوجية بولاية زغوان، تتواصل الجهود الرامية إلى مزيد تطوير هذا النمط الزراعي حديث العهد من خلال استقطاب الاستثمارات والترفيع في المساحات المخصصة له وتثمين منتوجاته والرفع من قيمة صادراته. وقد عرف قطاع الفلاحة البيولوجية بجهة زغوان تطورا متسارعا حيث تبلغ حاليا المساحات المخصصة لهذا النمط الزراعي 26 الف هك بعد أن كانت لا تتجاوز 1280 هك سنة 2005 ، فيما تنشط في هذا القطاع 30 مستغلة ومؤسسة بالجهة لانتاج الزيتون والزيت واللوز والحبوب والاعلاف والخضروات والنباتات الطبية والعطرية والعسل. كما تتوفر ولاية زغوان على خمس معاصر لتحويل الزيتون ووحدتي تعليب زيت الزيتون تعمل وفق النمط البيولوجي وخمس مستغلات لانتاج النباتات الطبية والعطرية والزيوت والمياه الروحية. ويحتل قطاع الزياتين حاليا المرتبة الاولى ضمن الزراعات البيولوجية المتداولة بالجهة، حيث يمتد على مساحة 3500 هك يليه اللوز على 150 هك والحبوب والاعلاف على 300 هك ثم الخضروات على مساحة 10 هك والنباتات الطبية والعطرية على 1000 هك. أما الغابات فتمتد مساحاتها على 20 الف هك بولاية زغوان التي تعد 300 خلية لانتاج العسل البيولوجي. ويعود تطور قطاع الفلاحة البيولوجية رغم حداثته بولاية زغوان، حسب عمارة الطيمومي المسؤول عن خلية الفلاحة البيولوجية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بزغوان، الى تواصل الجهود الرامية الى مزيد الترفيع في المساحات المخصصة للنمط البيولوجي لتبلغ 40 الف هك في أفق سنة 2016 ضمن استراتيجية تهدف بالخصوص الى استغلال الامكانيات المتاحة بالنسبة للزياتين والاشجار المثمرة والزراعات الكبرى والغابات ودعم التنسيق بين الباعثين والهياكل المعنية المتدخلة في القطاع. وترمي هذه الاستراتيجية الى تحسيس وتأطير الفلاحين خاصة بشركات الاحياء والمقاسم الفنية فضلا عن تطوير الانتاج البيولوجي في القطاعات التي لم تشهد تطورا مثل الخضروات وقطاع تربية الماشية. كما تعتمد على تثمين الثروات الطبيعية والخصوصيات البيئية التي تميز الجهة، على غرار النباتات الطبية والعطرية مثل نبتة النسري والعسل البيولوجي وكذلك المنتجات الغابية مثل الكبار والخروب والزقوقو. وأبرز عمارة الطيمومي ضرورة دعم الاستثمار في هذا المجال لاسيما ضمن شركات الاحياء والتنمية الفلاحية والمقاسم الفنية الفلاحية بالنظر لما توفره من امتيازات وحوافز، داعيا الى وضع خطة للنهوض بالمنتجات البيولوجية وتطوير استغلالها وتثمينها بالتحويل والتعليب. كما دعا الى التعجيل بالمصادقة على المساحات الاضافية المقترحة من طرف ادارة الغابات بزغوان والممتدة على 27 الف هك، لمزيد تثمين منتوجاتها وايجاد مراعي بيولوجية لتربية الماشية والنحل. ومن جهة أخرى، شدد مالك الاخوة صاحب ضيعة لانتاج الزيتون البيولوجي وانتاج وتحويل النسري والزعتر والاكليل الغابي، على ضرورة احداث مؤسسات لتوزيع المنتوج البيولوجي وربط الصلة بين الفلاح والمستهلك وايجاد هياكل تضم مختلف الفلاحين الصغار المتعاطين للنمط البيولوجي. كما دعا الأسعد حسونة الجديدي صاحب مشروع "قصر الزيت" وهو مشروع ايكولوجي بيولوجي، الى مزيد دعم وتشجيع المستثمرين على التوجه تحو قطاع الفلاحة البيولوجية لما له من افاق واعدة سواء على المستوى المحلي او بالاسواق الخارجية. ويجمع "قصر الزيت" الممتد على 440 هك بمنطقة جوقار بالفحص، بين الموروث الحضاري والتقليدي والطبيعي للجهة ويتوفر على 200 خلية نحل بيولوجي و72500 زيتونة من الشتلات المحلية والمعدة كليا للتصدير. كما يضم هذا المشروع نزلا بطاقة 32 سريرا ومغازة لعرض وبيع مختلف المنتوجات البيولوجية للضيعة ومطاعم بيولوجية تقتصر على تقديم اكلات معدة من منتوجات الضيعة. وأشار الأسعد حسونة الجديدي الى أبرز الاشكاليات التي تواجه مشروعه والمتمثلة خاصة في غياب الحوافز المالية ونقص التشجيعات لاسيما من طرف وزارة السياحة، مشيرا الى أن ذلك حال دون استكمال باقي عناصر مشروعه وتحقيق طموحاته بجعله مركزا ايكولوجيا وبيولوجيا عالميا.