قمرت 16 جانفي 2010 (وات) مثل موضوع "الشباب وترسيخ القيم الانسانية المشتركة" محور الجلسة العلمية الخامسة الملتئمة مساء الجمعة برئاسة السيد باتريك فنتوريني الامين العام للرابطة الدولية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية بفرنسا وذلك في نطاق الندوة الدولية حول "الشباب والمستقبل تحديات الواقع وتعزيز القدرات واليات المشاركة". وفي هذا الإطار تطرق الدكتور محمد السماك الامين العام للجنة الوطنية الاسلامية المسيحية للحوار بلبنان الى ما يواجهه شباب العالم المعاصر بما فيه شباب العالم الاسلامي من متغيرات ثقافية وسياسية واقتصادية تفرض على الامم والشعوب على اختلاف ثقافاتها واديانها ومصالحها تحديات جديدة مبرزا ما تحمله مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي المتعلقة باعلان 2010 سنة دولية للشباب من رمزية باعتبار أن الحوار هو فن البحث عن الحقيقة في وجهة نظر الاخر الذى لا يكون كذلك الا اذا كان مختلفا وهو ما يجب ترسيخه في أذهان شباب اليوم. ومن جهته استعرض الاستاذ عبد اللطيف أحمد البعيجان الامين العام للجنة الوطنية الكويتية للتربية والعلوم والثقافة المنسق العربي لفريق الحوار العربي الاوروبي الجهود المبذولة في نطاق هذا الحوار العربي الاوروبي من أجل مد الجسور بين الحضارات والاديان. كما شدد على ضرورة البحث عن مكامن الابداع لدى الشباب من أجل تفعيل هذا الحوار مؤكدا عزم فريق الحوار العربي الاوروبي على الاسهام في تفعيل مبادرة رئيس الدولة بإعلان 2010 سنة دولية للشباب. وتطرقت الدكتورة فوزية العشماوى رئيسة منتدى المرأة الاوروبية المسلمة بجينيف الى كيفية اعادة تفعيل الدور الموكول الى الاسرة والمدرسة في ترسيخ القيم الانسانية المشتركة بين جميع الاديان لدى الناشئة في ظل الثروة الاتصالية الحديثة ملاحظة أن مدونات الشباب على الشبكة العنكبوتية تعد مصدرا ثريا للتعرف على مشاغله واهتماماته وانتظاراته وتصوراته بخصوص مختلف القضايا التي يشهدها العالم اليوم. وأكد الدكتور سعيد عبد الله حارب المهيرى مستشار مدير جامعة الامارات العربية المتحدة أن مرحلة الاجيال المتعاقبة التي يكون فيها الابناء تابعين لابائهم قد انقضت ليدخل العالم في مرحلة الجيلين المتساويين مشددا على ضرورة مخاطبة الشباب باعتبارهم شركاء في الحفاظ على القيم الكونية المشتركة. أما الدكتور سعيد شبار رئيس مركز دراسات المعرفة والحضارة بالمغرب فقد حذر من سعي بعض الاطراف والجهات التي تعمل على تغذية عقلية الخلاف بما تحمله من معان سلبية على حساب روح الاختلاف مبرزا دور المنظمات الاقليمية والدولية ذات التمثيلية الواسعة في بناء وعي جماعي بأهمية الحفاظ على المشترك الانساني. وتطرق الدكتور محمد حسين فنطر المشرف على كرسي بن علي لحوار الحضارات والاديان الى التيار الذى برز خلال تسعينات القرن الماضي والداعي الى صدام الحضارات مؤكدا أن الرئيس زين العابدين بن علي أراد في ظل هذا الظرف الدولي من كرسي بن علي أن يكون منبرا لكل المؤمنين بحقوق الانسان في كونيتها وشموليتها. كما ابرز المكانة التي يحظى بها الشباب ضمن سياسة تونس التنموية وحرص رئيس الدولة على ادماجه في المجتمع والاستماع الى مشاغله ومده بكل ما يغذى فيه روح المبادرة وغرس قيم التضامن والتآزر والتسامح والحوار لديه. ولاحظ الدكتور حسن عزوزى رئيس مركز الدراسات والابحاث في مجال تصحيح صورة الاسلام بالمغرب أن حوار الحضارات لا يمكن أن يكون مجديا اذا لم يستند الى فهم دقيق لمعنى التنوع الثقافي مشددا على اهمية انخراط الشباب في عملية ترسيخ القيم المشتركة في هذا الظرف الذى توجه فيه سهام الاتهام الى الاسلام.