الامم المتحدة (وات)- قال دبلوماسيون إن الحكومة السورية تريد أن تدير توزيع كل مواد الإغاثة الإنسانية على نحو مليون شخص يحتاجون إلى المعونة بسبب الصراع الدائر منذ 14 شهرا في البلاد لكن الأممالمتحدة تريد أن يكون لها بعض السيطرة على العملية. ويتفاوض مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والحكومة السورية منذ أسابيع على خطة لتوزيع المعونة في شتى أنحاء البلاد لكن مبعوثين للأمم المتحدة مطلعين على سير المحادثات قالوا إن الجانبين وصلا إلى طريق مسدود في الخلاف بشأن من سيمسك بعنان هذه العملية. وقال دبلوماسي لرويترز مشترطا عدم نشر اسمه "السوريون يريدون الاحتفاظ بالسيطرة على شبكات التوزيع." وأضاف "وهذا الموقف غير مقبول لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ...فالمكتب لا يمكن أن يسمح للحكومة السورية بأن تستغله كوسيلة للوصول إلى الأشخاص "الذين تريد القبض عليهم"أو بتوزيع المعونة على مؤيدى الحكومة وحدهم." وقالت فاليرى اموس رئيسة مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المكتب يجرى مناقشات مع سوريا بشأن كيفية توصيل المعونات إلى من يحتاجون اليها. وسئلت اموس خلال رحلة إلى كندا هل وصلت المحادثات إلى طريق مسدود فقالت لرويترز "إننا مستمرون في المناقشة والتفاوض ولذا فلا أريد أن استخدم هذا التعبير." وقالت اموس إنها لا تعرف متى سيتم حل المسائل العالقة. وأضافت قولها في حديث عبر الهاتف "لا انتظر قطعا أن يكون شهورا وأعني أن هؤلاء أناس تبين لنا قرب نهاية مارس انهم يحتاجون إلى المساعدة ومن ثم فإننا نريد مساعدتهم في أقرب وقت ممكن." وقال دبلوماسيون ان مكتب الشؤون الإنسانية بعث برسالة إلى الحكومة السورية يؤكد فيها أهمية اضطلاع الأممالمتحدة بجانب على الأقل من السيطرة على عملية توزيع المعونة وأضافوا انه لم يلجأ إلى الدول الأعضاء في الأممالمتحدة حتى يتدخلوا نيابة عنه ويمارسوا ضغوطا على دمشق لكنه قد يفعل ذلك اذا دعت الضرورة. وقال المبعوثون إن أوضح خيار هو دعوة روسيا إلى المساعدة حيث انها صاحبة أكبر نفوذ على دمشق. وقال مسؤول في الأممالمتحدة إن اموس تحرص على تفادى ربط مسألة المعونات بالنزاعات السياسية بشأن الجوانب الأخرى لخطة وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان للسلام في سوريا. وقال "إنها تريد إبقاء المعونات بمعزل عن السياسة". وتدعو خطة عنان الحكومة والمعارضة إلى "ضمان التوصيل في الوقت المناسب للمعونات الإنسانية إلى كل المناطق التي تضررت من القتال." وقال دبلوماسيون إن جماعات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مازالت تنشط في سوريا لكنها تفتقر إلى حرية الانتقال بلا قيود في أنحاء البلاد وهو ما تحتاج إليه حتى يمكنها تنفيذ أنشطتها بشكل فعال.ورفض الدبلوماسيون جميعا أن تنشر أسماوهم بسبب سرية وحساسية المحادثات بين مكتب الأممالمتحدة لشؤون الإغاثة ودمشق. وأضاف الدبلوماسيون قولهم إن سوريا تصر على أن تتولى منظمة الهلال الأحمر السورية مهمة توزيع المعونات لكن مكتب الأممالمتحدة يرفض ذلك. وقالوا إن قيام المنظمة السورية بهذا الدور سيعرض للخطر حياد الأممالمتحدة وان هذه المنظمة ليس بوسعها الاضطلاع بمهمة تنسيق توزيع معونات على أكثر من مليون نسمة.