القاهرة (وات) - يتوجه المصريون الاربعاء والخميس الى مراكز الاقتراع للمشاركة في انتخابات رئاسية تشهد منافسة حقيقية لاول مرة في تاريخ البلاد لاختيار رئيس بعد سقوط نظام حسني مبارك الذى اطاحت به ثورة 25 فيفرى من العام الماضي. ويتعين على قرابة ال50 مليون ناخب وناخبة يحق لهم التصويت من بين 82 مليون نسمة الاختيار بين 12 مرشحا يخوضون الانتخابات. وتنتهي عملية الفرز يوم 26 ماى الجارى ثم تعقبها فترة تقدم فيها الشكاوى فيما يتم الاعلان عن النتيجة الرسمية للجولة الاولى يوم 29 ماى الجارى طبقا لما اعلن عنه رسميا. وفي حالة حصول اى مرشح على اكثر من 50 في المائة من الاصوات في الجولة الاولى فانه يفوز دون جولة اعادة. ولايرجح المراقبون هذا التصور في ظل كثرة عدد المترشحين ومن المقرر اعلان النتيجة النهائية يوم 21 جوان المقبل. ويخوض السباق 13 مترشحا بعد ان استبعدت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية عشرة مرشحين وذلك لعدم استيفاء الشروط المطلوبة. ومن بين المستبعدين عمر سليمان المدير السابق لجهاز المخابرات العامة المصرية الذى تولى منصب نائب مبارك لعدة ايام وخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين التي رشحت بدلا منه محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذى يعد الذراع السياسية للجماعة. واصبح هناك حاليا 12 مرشحا فعليا بعد انسحاب احدهم. وتدور المنافسة الحقيقية بين خمسة مرشحين فقط اثنان منهما عملا مع الرئيس السابق حسني مبارك وهما وزير خارجيته طوال عقد التسعينات الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى واخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق القائد السابق للقوات الجوية المصرية احمد شفيق. وينتمي مرشحان اخران للتيار الاسلامي هما رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي والقيادى السابق في الجماعة الذى انشق عنها خلال العام الماضي وبات يقدم نفسه ممثلا ل/الاسلام الوسطي المعتدل/ عبد المنعم ابو الفتوح. اما المرشح الخامس الذى صعدت اسهمه اخيرا وفق استطلاعات الراى وجاء في المرتبة الثالثة في انتخابات المصريين في الخارج فيأتي من اليسار الناصرى وهو حمدين صباحي. وقد كرر رئيس الوزراء المصرى كمال الجنزورى يوم الثلاثاء النداء الذى وجهه المجلس العسكرى امس الاثنين والداعي الى احترام وقبول نتائج الانتخابات ايا كانت. وقال الجنزورى في بيان "أتمنى أن تمر هذه الانتخابات بهدوء وأطالب النخبة والمرشحين والقوى السياسية والاحزاب بأن تحث أنصارها على احترام ارادة الاخرين والقبول بنتائج الانتخابات سواء كانت لصالح هذا الطرف أو ذاك". واضاف قائلا "أدعو جميع الاطراف الى ضرورة التكاتف من أجل نجاح العملية الانتخابية والقبول بقرار الاغلبية من المصريين الذين سيعبرون عن إرادتهم من خلال صناديق الاقتراع النزيهة وما يمكن أن تثمره من نتائج". يشار الى ان وفود جامعة الدول العربية وعدة شخصيات دولية من مختلف دول العالم وصلت في وقت سابق من اليوم الى القاهرة للمشاركة في مراقبة ومتابعة الانتخابات الرئاسية وذلك في اطار الموافقات التي حصلت عليها عدة منظمات دولية. والمنظمات الثلاث التي حصلت على ترخيص لمراقبة الانتخابات المصرية هي /مركز كارتر/ الذى يتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا له و/المعهد الانتخابي للديمقراطية المستديمة في افريقيا/ و/ماعت/ للسلام والتنمية وحقوق الانسان التي تحمل اسم /ماعت/ الهة الحق والعدل عند قدماء المصريين الى جانب عدد من الاجهزة المحلية مثل المنظمة المصرية لحقوق الانسان. وقد نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن مصادر مسؤولة باللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قولهم ان المراقبين سيقومون بمتابعة الانشطة الخاصة بادارة الانتخابات والحملات الانتخابية والتصويت وعمليات العد والفرز ولقاء مسؤولي الانتخابات وممثلي الاحزاب السياسية والمجتمع المدني. يذكر ان مبارك الذى تولى الرئاسة طوال 30 عاما كان ينتخب من خلال استفتاءات على مرشح واحد حيث كان اسمه فقط يدرج في القائمة. وكان المصريون يختارون ب/نعم/ او/لا/ وهو ما يفسر عدم اكتراث الكثيرين في الماضي بالمشاركة في الانتخابات. وفي سنة 2005 وتحت ضغط من الولاياتالمتحدة لاجراء اصلاحات سياسية اجرت مصر اول انتخابات رئاسية تعددية لكن القواعد التي وضعت انذاك جعلت من المستحيل على اى شخص ان يمثل منافسة فعلية لمبارك. وكان من المقرر ان يخوض مبارك انتخابات اخرى خلال سنة 2011 لكن الانتفاضة الشعبية انهت حكمه في فيفرى الماضي وقضت على حلمه في الرئاسة مدى الحياة.