تونس (وات) - "الفاعل والشاهد"، كتاب في 330 صفحة من الحجم المتوسط صدر عن دار سراس للنشر هو حصيلة عديد المحاورات بين الباحث الاجتماعي مولدي الاحمر ورجل السياسة محمد الصياح . وقد تناوات هذه المحاورات التجربة الحياتية التي خاضها محمد الصياح طوال مسيرته السياسية ابتداء من الخمسينات الى حدود سنة 1987. وخلال اللقاء الذي نظمته دار الكتب الوطنية مساء اليوم الخميس لتقديم هذا العمل، عرض المولدي الاحمر الى الدور الذي اضطلع به محمد الصياح في المشهد السياسي والاجتماعي خلال الفترة البورقيبية. واكد المولدي الاحمر انه لا مجال لطرح مشكل الموضوعية في هذا الكتاب باعتبار ان الاساس ان يقدم هذا الرجل شهادته ومواقفه بشان الاحداث والقضايا التي تطرق اليها الحوار من وجهة نظر الفاعل السياسي المنخرط في الاحداث والموثر فيها والمتلبس بها. ومن جهته اكد مصطفى الفيلالي، مناضل وطني ومن موءسسي الدولة التونسية الحديثة، ان محمد الصياح عايش فترة حاسمة في تاريخ تونس المعاصر وهي الحقبة البورقيبية ليضحى هذا الكتاب شهادة وفاء من احد اعضاء الزعيم الراحل واوسعهم رصدا لنشاطه. واضاف انه ينزل هذا العمل في سياق "ادب المناقب" فمحمد الصياح في هذا الكتاب كان شاهدا فيما اتيح له من مرافقة الزعيم بورقيبة بما جعله يتجشم مسوءولية رواية ما حدث وفاعلا من جانب ما اضطلع به من مسؤوليات حزبية ووزارية. وفي تصريح ادلى به محمد الصياح لوكالة تونس افريقيا للانباء (وات) ابرز ان روح الوطنية هي الفيصل الذي يجب ان يحتكم اليه الحراك السياسي مؤكدا ان توحيد الصفوف يكون بالاستفادة من تجارب الماضي والتفحص في مواطن القوة بغية اكتساب قدرة التغلب على المصاعب وتلافي الهزات. يشار الى ان هذا العمل قد استعرض وقائع سياسية على امتداد 30 سنة ليكون في شكل مذكرات تطرقت الى مسيرة الصياح السياسية ومواقفه من بعض الاحداث والشخصيات كاحمد المستيري ومحمد مزالي والطاهر بلخوجة والحبيب عاشور وملابسات الانقلاب الذي قام به بن علي ضد الرئيس الحبيب بورقيبة عام 1987 .