قصر المعارض /تونس (وات)- صادق مؤتمرو حركة النهضة صباح الأحد على مشروع لائحتي "المهجر" و"المجتمعية" بعد إدخال إضافات عليهما. وكشف المنسق العام لحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنه تم ليلة البارحة تقسيم المؤتمرين المشاركين في المؤتمر التاسع للحركة إلى لجان المؤتمر الست (لجنة اللائحة العامة،لجنة اللائحة السياسية، لجنة اللائحة المجتمعية ، لجنة المهجر، لجنة النظام الداخلي واللجنة الاقتصادية)، مشيرا إلى أن أشغال اليوم الثالث للمؤتمر تواصلت حتى حدود الساعة الرابعة من صباح اليوم الأحد. وأضاف أن المؤتمرين قرروا إفراد الثقافة بلائحة خاصة بها نظرا لما يكتسيه هذا الجانب من أهمية بالغة في تحقيق التوازن المنشود للأسرة والمجتمع التونسيين. وعن مضمون لائحة المهجر التي تمت المصادقة عليها صباح اليوم، أفاد الجلاصي أن هذه اللائحة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للحركة نظرا لما مثله هذا الفضاء من أهمية في استمرار الحركة و احتضان قياداتها بالخارج وحمايتهم وحماية كيان ووحدة حركتهم "كحركة سلمية ومدنية"، على حد قوله. وأضاف في نفس الاتجاه قوله، إنه بعد الثورة وبعد أن رجع القرار صلب حركة النهضة إلى داخل البلاد، أصبح للفضاء المهجري بالنسبة للنهضة وظائف وأدوار أخرى تتعلق في جوانب منها بالحريات وبالعلاقة مع المهاجرين التونسيين وببلدان إقامتهم. وأكد أن أهم الأفكار ضمن هذه اللائحة أصبحت في اتجاه أنه "لا بد للحركة، ووفقا لمنهجها السلمي المدني والإسلامي المعتدل، أن تساهم في دعم الحوار بين الحضارات"، مشيرا إلى وجود مشروع مجتمعي للحركة يقوم على ضرورة ترسيخ صورة الإسلام المتعايش مع الحضارات والمتفاعل مع القيم الكونية في ذهن الغرب، خلافا للأفكار الرائجة في ذهنه الآن عن ان الدين الإسلامي مرتبط بالغلو والعنف. كما بين المنسق العام للحركة عبد الحميد الجلاصي أنه "لا بد على أبناء تونس المقيمين بالخارج من ترويج صورة جذابة عن تونس الثورة، تونس المعتدلة والديمقراطية، تونس التنمية وأن يكونوا سفراء لوطنهم و يسهموا في جلب الاستثمارات والسياح والمؤتمرات الثقافية إليه ". وأوضح أن النقاش حول هذا الموضوع إتجه نحو "إعادة تنظيم الفضاء المهجري بالنسبة لأبناء الحركة المقيمين بالخارج ليبلغ طورا جديدا يتلاءم مع الثورة". وبخصوص اللائحة المجتمعية أوضح الجلاصي أنها تضمنت "تأكيدا على المرجعية الإسلامية للحركة وعلى فهمها الوسطي والمعتدل والتجديدي للإسلام، وعلاقته بالتراث الإصلاحي والتجديدي في تونس منذ ابن خلدون وابن عرفة ومحمد الطاهر بن عاشور والفاضل بن عاشور"، ملاحظا أن تونس كانت لها إسهامات كبيرة ومتميزة في مسار الفكر التجديدي للإسلام. وتابع الجلاصي قوله إن هذه اللائحة أكدت أيضا على مكانة الأسرة التونسية اعتبارا لكونها تعد اللبنة الأساسية لبناء مجتمع سليم ومتوازن مع العناية بالمرأة في مختلف المجالات والمناطق دون التغافل عن القضايا الاجتماعية من عنف وطلاق. وأكدت اللائحة على تغيير الصورة النمطية التي يعيشها المجتمع والأسرة التونسية والمتأتية من الثقافة الأجنبية التي لا تحقق بالضرورة مكانة مرموقة للمرأة وإعلاء لدور الأسرة. كما أكدت على ما يحظى به الشباب من أهمية من خلال متابعة جميع مشاغله من تشغيل وهوية وترفيه وغيرها من القضايا التي تشغل باله. وعن إمكانية تواصل أشغال المؤتمر ليوم خامس، كشف المنسق العام للنهضة أن المؤتمر "لن ينتهي قبل الانتهاء من أشغاله"، موضحا أن مدى تقدم أشغال اللجان والمصادقة على اللوائح المعروضة على المؤتمرين هو من سيحدد موعد انتهاء المؤتمر لأشغاله دون أن يؤكد أو ينفي إمكانية تواصل إشغال المؤتمر إلى يوم الإثنين 16 جويلية.