تواصل حركة النهضة عقد مؤتمراتها الجهوية قبل أقل من ثلاثة أسابيع على موعد المؤتمر الوطني التاسع، حيث بدأ المكتب الجهوي للحركة بتونس أمس عقد مؤتمره الذي تتواصل أشغاله اليوم. وقال رئيس المؤتمر والقيادي البارز في الحركة عبد الحميد الجلاصي في افتتاح أشغال المؤتمر بالبحيرة أمس إنّ «المؤتمر ينعقد والعالم ينظر إلى منطقتنا التي تنظر إلى بلادنا وبلادنا تنظر إلى النهضة».
وأضاف الجلاصي «نستشعر مسؤولية تجاه المصلحين التونسيين بمختلف أجيالهم من ابن خلدون إلى خير الدين إلى ابن أبي الضياف إلى الثعالبي ومحيي الدين القليبي وكل الذين تصدّوا للاستبداد، ونستشعر أيضا مسؤولية تجاه دماء الشهداء بكل أجيالهم وانتماءاتهم، ونستشعر أيضا مسؤولية تجاه الثورة وأهدافها وتجاه التطلعات التي عبر عنها التونسيون أثناء الانتخابات». واعتبر الجلاصي أن «هذا المؤتمر هو مساهمة من النهضة في تجديد المشروع الوطني التونسي، في دولة الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، الدولة المتجذرة في محيطها الحضاري والمنفتحة على العالم» مضيفا «نحن في امتحان لقدرة حركة النهضة على التجديد حتى نبلور نسخة 2012 من الحركة».
وأكّد نائب رئيس حركة النهضة أنّ السؤال الجوهري المطروح اليوم هو كيف تستمر الثورة ولا تبتلعنا القوى المناهضة للثورة، وأن نجاح الثورة التونسية هو أيضا مساهمة في إنجاح الثورة السورية والمصرية لكي تنتصر على قوى النظام القمعي ومحاولات الترويض والاحتواء».
وأشار الجلاصي إلى أنّ المؤتمِرين وعددهم 6 آلاف على مستوى كل الجهات هم نخبة الحركة المؤتمنة على استمرار ونجاح مشروعها وعلى ضمان وجود قوة وسطية معتدلة تحفظ استقرار البلاد وتقدمها وازدهارها.
وقد تم تقسيم المؤتمرين المشاركين في المؤتمر الجهوي بتونس إلى أربع لجان كبرى لمناقشة اللوائح الأربع وهي اللائحة العامة واللائحة السياسية واللائحة الداخلية واللائحة المجتمعية، بالتداول، حيث يستغرق عمل كل لجنة ساعتين لكل لائحة ثم يتم نقاش عام وتحمل كل لجنة لائحتها الخاصة لتقديمها إلى لجنة المؤتمر العام التي ستستفيد منها لإعادة صياغة لوائحها.
وتم افتتاح المؤتمر أمس بآيات بينات من القرآن الكريم والنشيد الوطني وتلاوة فاتحة الكتاب على أرواح شهداء الحركة وشهداء الثورة قبل عرض البرنامج والورقة المنهجية التي سيتم اعتمادها في أشغال المؤتمر.
وفي يومه الثاني يشهد المؤتمر عقد جلسة عامة لمناقشة اللوائح ثم المرور إلى انتخاب المكتب الجهوي، وعدد أعضائه 21 ينتخبون كاتبا عاما جهويا يختار بدوره 12 عضوا يشكلون النواة الرئيسية للمكتب الجهوي الذي سيعمل معهم.
وسيتم في اليوم الثاني أيضا اختيار نواب المؤتمر العام وعددهم 58 يمثلون ولاية تونس حيث تكون المحليات ممثلة بعضو على الأقل. وقد أنهت الحركة أمس مؤتمراتها في المهجر، قبل استكمال مؤتمرات الكاف ومنوبة ومؤتمرات الإطارات والشباب والدائرة المركزية والكتلة الحكومية والكتلة النيابية.