جندوبة (وات)- أفاد رئيس جامعة جندوبة، حسن باشا، في حديث لمراسلة (وات) بالجهة إن هذه الجامعة تشكو من عدة نقائص ما جعلها تحتل المراتب الأخيرة في تصنيفات مؤسسات التعليم العالي على المستويين الوطني والعالمي. وتستوجب جملة هذه النقائص، بحسب هذا المسؤول، إعادة النظر في كل جوانب منظومة التكوين الجامعي، مستعرضا عددا من الإشكاليات التي تواجه هذا القطاع ومنها عدم تلاؤم برامج التكوين مع الإمكانيات المتوفرة في الجهة ومع حاجيات سوق الشغل، إلى جانب ضعف التجديد والابتكار في الاساليب البيداغوجية وفي نسبة تاطير الطلبة مقارنة بالمقاييس المعمول بها على المستوى الوطني. وتشكو جامعة جندوبة من تشابه الاختصاصات المدرسة في عدد من المؤسسات، ومن ضعف الامكانيات التقنية والبيداغوجية، ومن غياب التكوين في العلوم الصحية والبيولوجية وفي التكوين الهندسي في التقنيات الحديثة، ولا سيما علوم المناجم والتربة والمنتجات الغابية والصناعات الغذائية والتكوين الطبي وشبه الطبي والبيطري، اضافة الى غياب اي ضمانات تتعلق بالمستقبل المهني للمتخرجين. وافاد حسن باشا، في هذا الصدد، ان اكثر من 92 بالمائة من المتخرجين من جامعة جندوبة، منذ سنة 2006 هم في حالة بطالة. كما ان 82 بالمائة من المتخرجين من نفس الجامعة يعانون من مشكل البطالة ولم يتمكن اي منهم من بعث مشروع خاص. وتعاني الجامعة ايضا من نقص كبير في الاساتذة من صنف (أ) وهو ما نتج عنه ضعف في نسب التأطير والاحاطة البيداغوجية وانعدام لآفاق التدرج بالبحث مما يؤثر سلبا على جودة التعليم، إضافة الى ارتفاع كبير في نسب نقل المدرسين، باعتبار ان اصيلي الجهة من اطار التدريس لا يمثلون سوى 2 بالمائة. وتتخبط جامعة جندوبة، بحسب نفس المصدر، في عدة مشاكل ادارية ومالية من بينها الشغورات والنقص في الإطارات، وضعف ميزانية التنمية وهو ما يعكس وضع البحث العلمي الجامعي المتردي، اضافة الى انعدام مدارس الدكتوراه ووحدات ومخابر البحث. وقد تقدمت رئاسة جامعة جندوبة بجملة من الاقتراحات الهادفة الى تطوير هذه المؤسسة تتمثل بالخصوص في تجميع الاختصاصات الأدبية واللغوية والإنسانيات على مستوى كلية الاداب والفنون والانسانيات، واستغلال الفضاءات الشاغرة للقيام باحداثات جديدة في ولايات الشمال الغربي، اضافة الى بعث كلية للطب بجندوبة. واقترحت رئاسة الجامعة كذلك احداث معهد عال للتغذية ولتحويل المواد الغذائية والطبيعية، وتقسيم كلية العلوم القانونية والاقتصادية والتصرف، وتخصيص المؤسسات المتواجدة بولاية باجة للتكوين في العلوم الاساسية والتطبيقية، وفي الطب البيطري والهندسة الريفية، مع تخصص مؤسسات ولاية الكاف في التكوين وفي الحرف والفنون وفي التصميم والهندسة المعمارية. واكد حسن باشا ان هذه المقترحات كفيلة بان تجعل من جامعة جندوبة "قطبا جامعيا" تتكامل فيه الاختصاصات بما يسهم في دعم التنمية وفي دفع التشغيل في كامل ولايات الشمال الغربي. ويذكر ان جامعة جندوبة تشرف على 13 مؤسسة جامعية موزعة على ولايات جندوبةوباجةوالكاف وسليانة ويؤمها 14974 طالبا وطالبة.