شهد مقر جامعة جندوبة مؤخرا يوما إعلاميا حول واقع الجامعة وسبل تطويرها ومستقبلها وكانت فرصة للوقوف على الوضعية الحالية للجامعة سيما أنها تضم 13 مؤسسة ويؤمها ما يقارب 20 ألف طالب ولكن هذه الجامعة الفتية عرفت عدة صعوبات ونقائص جعلتها تحتل المراتب الأخيرة وطنيا وعالميا من حيث النتائج. رغم أهمية الموضوع لعدة اعتبارات على أساس أن المسألة كأولوية تعني جميع ولايات الشمال الا ان أعضاء المجلس الوطني التأسيسي عن دائرة جندوبة وسليانة والكاف وباجة وعددهم 26 عضوا الذين تم استدعاؤهم لحضور هذا اليوم غابوا باستثناء الأستاذ رابح الخرايفي عن دائرة جندوبة وكأن المسألة لا تعنيهم وهو ما علق عنه أحد الحاضرين بالقول «يجب اصدار برقية ضياع وغياب في أعضاء المجلس الوطني التأسيسي» .
وأكد الدكتور حسن باشا رئيس جامعة جندوبة على واقع الجامعة المرير الذي يتطلب الانتباه للخروج من النفق المظلم والذي يتطلب خططا وورشات تفكير ومشروع إصلاح كامل وهو ما تم فعلا بالتنسيق مع العمداء والإداريين في محاولة لإعادة الاعتبار لهذه الجامعة وتجاوز واقعها الحالي وتكمن الخطة أولا في تعرف نقاط القوة والضعف لتكون خير أرضية للعمل الذي بدأت بوادره تظهر منذ سنة من خلال عدة نقاط وتتمثل في انتداب 300 مدرس وهو رقم تاريخي من شأنه أن يطور منظومة التشغيل من خلال الاهتمام بالمتخرجين من الجامعة وتجميع الطاقات لتكون خير سلاح للمستقبل.
وفي نفس الإطار قدم السيد باشا وبلغة الأرقام واقعا مفزعا من خلال نقاط الضعف والمتمثلة خاصة في تهميش التكوين العلمي بالمعهد العالي للبيوتكنولوجيا وغياب الجدوى والمستقبل وكذلك غياب التكوين الهندسي في التقنيات الحديثة والتكوين الطبي وشبه الطبي وضعف مستوى الطلبة الموجهين إلى جامعة جندوبة تزامنا مع ضعف البحث العلمي وضعف ميزانية التنمية المخصصة للجامعة والمقدرة ب537 ألف دينار سنة 2011 مقابل 2.2 مليار لجامعة المنستير أما وضع الإطار فهو حسب الدكتور باشا متواضع ويبعث على الاستغراب حيث أن 35.36 بالمائة من الأساتذة قارون و64.63 بالمائة غير قارين إضافة لشغور كبير في المناصب بالإدارة هذا إلى جانب تواضع البنية التحتية وخاصة مخابر البحث وعددها 04 وحدات بحث بجامعة تضم 13 مؤسسة و03 مخابر وهي نسبة ضعيفة مقارنة بجامعات أخرى : المنار 148 وحدة – المنستير 78 وحدة...
من جهته أكد الأستاذ رابح الخرايفي (عضو المجلس الوطني التأسيسي عن دائرة جندوبة وهو الحاضر الوحيد عن أعضاء المجلس) على أهمية تجميع الاختصاصات بجامعة جندوبة والعودة لفكرة كلية الآداب والفنون والإنسانيات وبعث كلية طب بجندوبة وأن تكون الإصلاحات هيكلية وتتماشى مع الواقع الحالي لتحسين النتائج.
كما أكد السيد سليم التيساوي (كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة) على أهمية التنسيق بين جميع العناصر المساهمة في العملية التربوية والجلوس معا جلسة مصارحة تمكن من التعرف على السلبيات والإيجابيات.