تونس 22 فيفرى 2010 (وات) سياسات وقوانين المنافسة في الدول الاعضاء في منظمة الموءتمر الاسلامي الوضع الراهن والافاق المستقبلية ذلك هو محور الندوة التي تحتضنها تونس العاصمة من 22 الى 24 فيفرى 2010 ببادرة من وزارة التجارة والصناعات التقليدية وبالتعاون مع المركز الاسلامى لتنمية التجارة التابع لمنظمة الموءتمر الاسلامى والمعهد الاسلامى للبحوث والتدريب عضو مجموعة البنك الاسلامى للتنمية. ويتسم مستوى القوانين والسياسيات الخاصة بالمنافسة في البلدان الاعضاء بمنظمة الموءتمر الاسلامي بالتفاوت اذ تضم المجموعة الاولى البلدان ذات التجارب الرائدة التي تعادل ما هو موجود في البلدان المتقدمة كتركيا وماليزيا وتونس والمغرب اما المجموعة الثانية فهي تلك التي وضعت موءخرا قانونا للمنافسة بينما تضم المجموعة الثالثة بلدانا ينعدم فيها قانون المنافسة وتتوق الى وضعه. وتسعى هذه الندوة التي يحضرها خبراء ومختصون من المفوضية الاوروبية ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وموءتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية الى استعراض وضعية سياسات المنافسة في الدول الاعضاء في المنظمة وسبل تطويرها بما يسهم فى مزيد تسهيل التجارة والاستثمار بين بلدان المنظمة. كما ترنو الى ارساء الية لاطلاق برنامج للتعاون بين هذه البلدان في ميدان قانون وسياسات المنافسة على غرار التعاون القطاعي الجارى به العمل في مجال الملكية الفكرية وبورصات القيم التي تشرف عليها اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادى والتجارى الكومسيك . ويسعى هذا اللقاء ايضا الى الاعداد للاجتماع التحضيرى للموءتمر السادس المكلف بمراجعة مجموعة مبادىء وقواعد الاممالمتحدة بشان المنافسة والممارسات المخلة بالمنافسة. وينتظر ان تتوج هذه الندوة باصدار اعلان تونس يضبط استراتيجية عمل وتعاون في هذا المجال بين الدول الاعضاء في منظمة الموءتمر الاسلامي في مجال سياسات وقوانين المنافسة. واكد السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية لدى افتتاحه اشغال هذا اللقاء ان عولمة الاقتصاد واحتداد المنافسة تفرض على دول منظمة الموءتمر الاسلامي مضاعفة الجهود لتوفير بيئة ملائمة للاستثمار والتصدير ومنها تطوير التشريعات وتنفيذها ومقاربتها من المعايير الدولية. واضاف ان تزايد اهمية التجمعات الاقليمية والحاجة لتسهيل التبادل التجارى والاندماج الاقليمي يقتضي التقدم في تقريب التشريعات التجارية والاقتصادية بين دول المنظمة. ودعا الى التفكير على مستوى منظمة الموءتمر الاسلامى فى وضع قانون استرشادى للمنافسة مستوحى من القانون النموذجي لموءتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية اونكتاد وذلك على غرار ما تم على مستوى الجامعة العربية موءكدا على اهمية وضع برنامج للتعاون الفنى فى مجال المنافسة بين الدول الاسلامية. واشار السيد رضا بن مصباح الى ان تجربة تونس اكتسبت بعض الاسبقية والريادة في المنطقة بما جعلها تحتضن مركز موءتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية الاقليمي للتكوين والتوثيق في مجال المنافسة. كما تم اختيار تجربة تونس في مجال المنافسة موضوعا للدراسة المعمقة التي اجراها في سنة 2009 المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة في اطار مشروع تعزيز القوانين التجارية بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وشدد الوزير في هذا الصدد على ان البرنامج الرئاسي معا لرفع التحديات 2009-2014 تضمن عديد الاجراءات لدفع تنافسية الاقتصاد وتسريع نسق النمو وتعزيز حماية المستهلك وكلها اهداف تعد سياسة المنافسة وسيلة متميزة لتحقيقها. وابرز السيد علال رشدى مدير عام المركز الاسلامي لتنمية التجارة من جانبه ان سلط وهيئات المنافسة رغم تطورها على المستوى الدولي فانها لا تتدخل حاليا الا على المستوى الوطني كما ان الاتفاقيات الدولية في هذا المجال تعتبر متواضعة جدا. واعرب عن الامل في ان يفضي هذا اللقاء الى وضع الية للتعاون في مجال المنافسة بين الدول الاعضاء بما ييسر التجارة والاستثمار ويساعد الدول الاقل نموا في هذا المجال بما من شانه ان يساهم في تحقيق الهدف الذى اقرته القمة الاسلامية الاستثنائية الثالثة سنة 2005 والمتمثل في الوصول بالتجارة البينية الى 20 بالمائة من التجارة الاجمالية للدول الاعضاء وخلق منطقة للتبادل الحر في العالم الاسلامي. وتحدث السيد شريف احمد عبد الحليم ممثل مجموعة البنك الاسلامي للتنمية عن ضرورة ازالة العقبات وخاصة في ما يهم قوانين المنافسة بما يدعم نسق التجارة البينية بين الدول الاعضاء ويحقق تكاملا اكبر فيما بينها ككلتلة اقتصادية موحدة ومن ثمة يخفض من تبعيتها للاسواق العالمية. ودعا السيد حسين الرحموني المدير العام المساعد للمركز الاسلامي لتنمية التجارة من جهته الى وضع برامج لتكوين الخبراء والكفاءات في المسائل الفنية ودراسة التجارب الناجحة على غرار تجربة الاتحاد الاوروبي في مجال المنافسة والتحسيس باهمية ارساء ثقافة المنافسة سواء لدى السلطات الرسمية او ممثلي القطاع الخاص لضمان نجاح قوانين وسياسات المنافسة بها.