تونس 26 فيفري 2010 (وات) طبيعة ساحرة ومواقع جذابة جعلت من الجنوب التونسي استوديو ضخما لتصوير افلام سينمائية اجنبية متعددة الانماط. وفي هذا الاطار يستعد المخرج الايطالي غيدو كيازا لتصوير فيلمه الجديد /لات ايت بي/ ابتداء من اوائل مارس 2010 بمنطقة الزراوة بمطماطة وذلك بالتعاون مع شركة الانتاج التونسية /سيني تيلي فيلم/. وسيكون هذا الفيلم ناطقا باللغة العربية وسيجمع عددا من الممثلين أغلبهم من تونس حسب ما اوضحه المخرج لوكالة تونس افريقيا للانباء. ويروى الفيلم قصة السيدة مريم برؤية انتروبولوجية وقد اراد المخرج من خلال هذه الشخصية طرح تصور سينمائي للامومة وعلاقة الام بالابن انطلاقا من حياة طفلة عاشت في الجليل منذ 2000 عاما. وقد تم اختيار قرية الزراوة بمطماطة نظرا لتشابه المناظر الطبيعية لهذه المنطقة مع مدينة الجليل بفلسطين في تلك الفترة. وستتقمص الدور النسائي الاول في الفيلم الذى يستغرق تصويره بين 8 و9 اسابيع شابة هاوية عمرها 14 سنة/نادية خليفي/ اصيلة مدينة مطماطة الى جانب نخبة من الوجوه السينيمائة التونسية على غرار احمد الحفيان ومحمد قريع وعيسى حراث ولطيفة القفصي ورباب السرايرى. وبفضل ثراء اللوحات الطبيعية الزاخرة بالواحات والعيون الساخنة والصحارى ذات الرمال الذهبية اصبح الجنوب التونسي قبلة لكبار السينمائيين في العالم ابرزهم الاخوان لوميار اللذان خلدا مشاهد وصورا مختلفة لتونس في اعمالهما. ومثلت سنة 1919 الانطلاقة لتصوير الافلام الاجنبية في تونس من خلال تصوير اول فيلم طويل للمخرج لويتز مورا ومن ذلك التاريخ اصبحت البلاد ملهمة المخرجين اذ تم تصوير العديد من الاشرطة القصيرة حيث شهد الجنوب التونسي في الستينات تصوير شريط /زا الجمل الابيض الصغير/ ليانيك بلون. وفي نهايات السبعينات اختار المخرج جورج لوكاس الصحراء التونسية لتصوير فيلمه الشهير "حرب النجوم" بعد ان اكتشف ان مدينة تطاوين بطبيعتها الصحراوية يمكن ان تكون فضاء رحبا لمشاهده الخيالية. ومكن هذا الفيلم من لفت انتباه عدد اخر من السينمائيين في الثمانينات والتسعينات من بينهم المخرج الايطالي فرانكو زفيريلي والمخرج الامريكي ستيفن سبيلبارغ. ومازال الجنوب التونسي يستقطب اهتمام كبار المخرجين من مختلف انحاء العالم حيث تم سنة 2005 اختيار الواحات وخاصة بكل من توزر ونفطة لتصوير فيلم "النمر والثلج" للمخرج الايطالي روبرتو بينيني. وتساهم هذه الافلام في مزيد التعريف بتونس كوجهة سياحية خاصة وانه يتم الاعتناء بهذه المناطق الخلابة على غرار ما شهدته منطقة عنق الجمل التابعة لولاية توزر من اشغال سنة 2009 للحفاظ على خصوصية هذه المنطقة التي اقيم فيها ديكور الفيلم الشهير "حرب النجوم". يذكر انه تم خلال سنة 2009 اسناد 450 ترخيصا لتصوير افلام من بينها 25 ترخيصا لافلام اجنبية وذلك في انتظار الترفيع في عدد هذه الرخص لاسيما بعد احداث شباك موحد لتسهيل الاجراءات الضرورية لتصوير الافلام.