تونس 26 ماي 2009 (وات)- مثلت الخطة التنفيذية لاستراتيجة الاسرة العربية ومكانة المراة فى هذه الاستراتيجية الى جانب حقوق المراة التونسية محاور اشغال ندوة المرأة في استراتيجية الاسرة العربية الملتئمة يوم الثلاثاء بتونس. وقدمت السيدة هدى بن يوسف الامينة العامة لمنظمة الاسرة العربية ضمن المحور الاول استراتيجية الاسرة العربية مستعرضة المتغيرات العالمية والتحديات المعاصرة التى توءكد الحاجة الى اعداد استراتيجية تراعي اولويات الاسر العربية وتعالج مشاغلها بطريقة تجمع بين مقومات الاصالة ومتطلبات الحداثة. وقد اعتمدت المنظمة فى بلورة هذه الاستراتيجية مبادىء الاعلان العالمي لحقوق الانسان ومختلف الاتفاقيات الدولية ذات الصلة المتعلقة بالتطور الاجتماعي والقضاء على كافة اشكال التمييز ضد المراة وحقوق الطفل والحقوق المكتسبة لذوى الاحتياجات الخصوصية وغيرها. واوضحت ان اهداف هذه الاستراتيجية تكمن بالخصوص في بناء اسرة سليمة امنة ومستقرة ومنفتحة وتمكينها من القيام بوظائفها الاساسية وتطوير اسهاماتها الاقتصادية ودورها في تحقيق الاستقرار الاجتماعي بما يحقق التنمية الشاملة والمستديمة. كما ترمي الاستراتيجية الى تعزيز مكانة الاسرة وتحسين موقعها بين موءسسات المجتمع وتطوير السياسات الوطنية لتامين اندماجها وتشريكها في اليات صنع القرار فضلا عن دعم الصلات مع الاسر العربية المهاجرة وحماية حقوقها وتجديد روابطها مع بلدانها الاصلية. ومن خلال تقديم للخطة التنفيذية لاستراتيجية الاسرة العربية ضمن المحور الثاني للاشغال اوضح السيد عامر الجريدى امين مال منظمة الاسرة العربية ان الاستراتيجية العربية للاسرة التي اقرها مجلس وزراء الشوءون الاجتماعية العرب في ديسمبر 2004 بالقاهرة واعتمدها مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في مارس 2005 بالجزائر تقوم على مبادىء ملزمة لاعداد البرامج والانشطة المكونة للخطة التنفيذية على المستوى الاقليمي واقتراح الاليات والسياسات اللازمة لتطبيقها. ومن اهم هذه المبادىء اعتبار الاسرة وحدة اساسية في بنية المجتمع مكلفة بالرعاية والتنشئة الاجتماعية والسياسية وغرس القيم واكساب المعرفة والتحلي بالسلوك الاخلاقي واعتبار الزواج الموثق منطلق تكوين الاسرة الطبيعية في اطار الارتباط بين الجنسين واعتبار الدولة مسوءولة عن تهيئة الظروف المناسبة للحفاظ على سلامة الاسرة وتماسكها وحمايتها من عوامل العنف. وضمن المحور الثالث للندوة ركز السيد صلاح الدين بن فرج الجامعي والباحث في الشوءون الاجتماعية من تونس على مكانة المراة في اطار الاستراتيجية العربية للاسرة مبرزا الاتفاقيات والمواثيق الدولية والعربية المتناولة لكافة حقوق المراة او للمسائل المتعلقة بها واهمها الاعلان العالمي للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المراة والخطة العربية للنهوض بالمراة. واشار الى مدى استفادة المراة من الاستراتيجية العربية للاسرة مبرزا دور الحكومات في تجسيم احكام هذه الاستراتيجية بتوفير التمويل اللازم لرعاية الاسر العربية ودعم المنظمات غير الحكومية للمشاركة في تنفيذ البرامج. وجرى التاكيد على اهمية تفعيل الصندوق العالمي للتضامن الذى اقرته الجمعية العامة لمنظمة الاممالمتحدة سنة 2002 باقتراح من الرئيس زين العابدين بن على لما يمكن ان يوفره من موارد لتحسين ظروف عيش الاسر العربية المحتاجة. وقدمت السيدة نزيهة الزوابي مديرة شوءون المراة بوزارة المراة والاسرة والطفولة والمسنين ضمن المحور الاخير لمحة عن تاريخ المراة التونسية مستعرضة شخصيات تاريخية وادبية ودينية رمزت الى انجازات في البناء والتاسيس والتعليم بتونس. وتطرقت الى الدور النضالي للمراة التونسية والفكر الاصلاحي التنويرى وصدور مجلة الاحوال الشخصية سنة 1956 وصولا الى الدولة الحديثة المجسمة للقانون والموءسسات ومشروع التغيير الحضارى الداعم لحقوق الانسان عموما وحقوق المراة بصفة خاصة والبرنامج الانتخابي لتونس الغد الذى عزز حضور المراة من المساواة الى الشراكة الفاعلة لبلوغ نسبة 30 بالمائة فى مواقع القرار والمسوءولية. وبرز من خلال النقاش تاكيد على مزيد التعريف اعلاميا باستراتيجية الاسرة العربية ووضع اليات لمتابعة تجسيم محاورها وتقييم نتائجها ودعم التعاون في مجال البحوث والتدريب لرصد مدى تقدم تنفيذ مضمونها وتخصيص الاعتمادات اللازمة في الميزانيات الوطنية لانشاء وتطوير الاليات التي تعنى بالاسرة. كما تضمنت المقترحات بالخصوص وضع دليل تشريعي نموذجي للاسرة وقواعد موحدة على مستوى الجامعة العربية لجمع البيانات والاحصاءات واحداث مرصد لجمع البحوث بما يسهم في تجسيم الاهداف المرجوة من استراتيجية الاسرة على المستوى العربي.