تونس 24 جوان 2009 (وات) تحتضن تونس يوم غد الخميس الاجتماع الرابع للمجلس الاعلى لمنظمة المراة العربية برئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية ورئيسة المنظمة. وهو حدث من شانه ان يكرس مقاربة اجتماعية حضارية تلائم بين مقومات الهوية العربية الاسلامية وشروط الانخراط الفاعل والبناء في مسار الحداثة. ويشكل اجتماع المجلس الاعلى للمنظمة حدثا اقليميا هاما ومناسبة للوقوف على الدور البارز لهذه المنظمة العربية في تقديم المقترحات والتصورات الكفيلة باثراء مجالات نشاط المنظمة ومزيد تنسيق المواقف العربية المشتركة وتوسيع الاستفادة من التجارب الناجحة بما يرتقي بالمراة العربية الى الافضل ويجعل منها شريكا فاعلا في بناء مجتمعات عربية متطورة و»قوة فاعلة في بناء الحاضر وكسب رهانات المستقبل». وهو يعد كذلك فرصة لاستحضار ما حققته المنظمة منذ نشاتها وخاصة في فترة رئاسة الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الاعلى لموءسسة التنمية الاسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام بدولة الامارات العربية المتحدة من انجازات وخطوات هامة على درب تعزيز عمل المنظمة الهادف اساسا الى النهوض باوضاع المراة العربية ودعم مكانتها في المجتمع ومشاركتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما يتيح هذا الاجتماع النظر في الاضافات والمكاسب التي تتطلع المنظمة الى تحقيقها بما يستجيب لحاجيات ومشاغل المراة العربية واولوياتها على ضوء المتغيرات المتسارعة والتحديات التي تشهدها المجتمعات العربية ويسهم في دفع اليات ومجالات التعاون والشراكة بين البلدان العربية في اتجاه دعم حقوق المراة وكسب رهانات التطوير والتحديث بالمنطقة العربية وهو ما اكده الرئيس زين العابدين بن علي ضمن نظرة شاملة لمسيرة الاصلاح والتحديث وتجسد رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية التزامهاالثابت بهذا التوجه لتوطيد اسس العمل العربي المشترك بما يخدم مصالح الامة العربية ويعزز مكانتها دوليا. وقد اكدت السيدة ليلى بن علي في الرسالة التي توجهت بها الى السيدات الاول بالبلدان العربية الاعضاء في المنظمة ان المرحلة المقبلة تمثل فرصة متجددة للارتقاء بمكانة المراة العربية وتعزيز قدراتها في كافة المجالات ودعم دورها في التنمية الشاملة باعتبارها من مقومات الحداثة في المجتمعات العربية. كما اعربت عن الامل في ان تكون رئاسة تونس للمنظمة مناسبة لجعل المسائل المتصلة بالمراة ضمن اولويات الخطط والسياسات التنموية في الدول العربية مع مراعاة الامكانيات المتاحة والاوضاع الخاصة لكل بلد عربي من اجل تمكين المراة العربية من فرص اوسع للمشاركة وفتح مزيد من الافاق امامها صلب المجتمع وفي الشان العام. وتطمح تونس بالخصوص خلال فترة رئاستها لهذه المنظمة التابعة لجامعة الدول العربية الى تكريس منظومات اقتصادية واجتماعية وتوبوية وثقافية واعلامية تكفل تطوير موءهلات المراة العربية وتوفير المناخ الاجتماعي السليم لها حتى تمارس دورها كاملا في دعم مسيرة التطوير والتحديث بالبلدان العربية في مختلف المجالات. وتتطلع المنظمة الى اجتياز خطوات جديدة تعزز بها حضورها كرافد أساسي في العمل العربي المشترك وبما يعزز حضورها على الساحتين الوطنية والعربية. وقد اكدت السيدة ليلى بن علي ان المنظمة ستعتمد برامج توعية للاباء والامهات حول دور الاسرة في عملية التنشئة المتوازنة للاطفال مع الحرص على صياغة خطة متكاملة ومتضامنة للاحاطة بالطفل العربي من اجل تخليصه من كل ما قد يحول دونه والتنشئة السليمة وتاهيله للاسهام لاحقا بنجاح في نحت ملامح غد عربي افضل. واكدت الحرص بالخصوص على بلورة جملة من التصورات والبرامج العملية لدعم حقوق الطفل في فلسطين. وبالتوازى مع متابعة انجاز مشاريع المنظمة المبرمجة في اطار الخطط والاستراتيجيات التنفيذية الى أفق 2012 ستتولى السيدة ليلى بن علي اعطاء اشارة انطلاق تنفيذ استراتيجيات وبرامج تستجيب لتطلعات المراة العربية وتدعم انشطة مستحدثة الابعاد والمضامين بما ينعكس ايجابا على اوضاع النساء العربيات ويسهم في اعادة الاعتبار لادوارهن ودعم قدراتهن في مختلف الميادين والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتثقيفية والاتصالية والرياضية. وكانت تونس بعد مواكبتها لمختلف مراحل تأسيس منظمة المرأة العربية وصياغة اتفاقية انشائها ونظامها الداخلي ووضع الاجهزة الاساسية التابعة لها وتقديم المقترحات والتصورات لبرامج عملها واهدافها من بين اولى البلدان العربية التي بادرت بالتوقيع على اتفاقية انشاء المنظمة في 2 ماى 2002 والمصادقة عليها في 15 مارس 2003 كما تعتبر مساهماتها في اجتماعات قمة المراة العربية متميزة حيث قدمت جملة من المقترحات والمقاربات الاستراتيجية لاقت صدى ايجابيا لدى الدول الاعضاء على غرار دعوتها خلال الموءتمر الثاني للمنظمة نوفمبر 2008 بابو ظبي الى احداث لجنة المراة العربية للقانون الدولي الانساني. وتقدمت بنفس المناسبة بمقترحات بناءة لتعزيز دور المراة في كسب رهانات امن المراة والامن الانساني. واتسمت فترة رئاسة تونس للمجلس التنفيذى للمنظمة من مارس 2006 الى مارس 2007 كذلك بانطلاق تنفيذ مشاريع جديدة في مجال تكوين المراة العربية خاصة بفضل احداث المكتبة الرقمية والموقع الالكتروني للمنظمة بالاضافة الى اقتراحها تخصيص جائزة لافضل انتاج اعلامي حول المراة كحافز لتصحيح صورة المراة العربية في وسائل الاعلام وهي مبادرة تعتبر الاولى من نوعها في الوطن العربي. وقد تم اسنادها في دورتها الاولى في اوت 2006 وسعت حرم رئيس الجمهورية الى دعم تفتح المنظمة على محيطها الافريقي والمتوسطي من خلال العمل على ارساء علاقات نموذجية للتضامن والشراكة برزت بالخصوص في اشرافها على منتدى حوار حول «المراة العربية والفضاء الاتصالي المعولم» في مارس 2008 بتونس ومشاركتها في الندوة الدولية حول «المراة العربية الاورومتوسطية شراكة وتنمية في عالم متحول» في فيفرى 2007 بلافالات مالطا . وضمن نفس المسار التحديثي تعمل تونس من خلال رئاسة السيدة ليلى بن علي حاليا لمنظمة المرأة العربية على تحقيق نقلة نوعية في هذا المجال الحيوى من منظومة العمل العربي المشترك وفي رصيدها الثوابت التي انبنى عليها المشروع الحضارى لتحول السابع من نوفمبر 1987 والتي من أهمها التمسك بقيم التضامن والحوار والانفتاح والالتزام بمناصرة حقوق المرأة والدفاع عنها.