سوسة15 أفريل 2010 (وات) انطلقت اليوم فعاليات الدورة الخامسة عشرة لملتقى المبدعات العربيات التي تلتئم تحت سامي إشراف السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المرأة العربية من 15 الى 17 افريل الجاري بسوسة . ولدى اشرافه على افتتاح أشغال هذا الملتقى الذي تهتم جلساته بمحور /الحداثة في إبداعات المرأة العربية /أكد السيد عبد الروءوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث الشرف الذي نال تونس أرض اللقاء والحوار لاستقبال نخبة طيبة من المبدعات ومن الباحثين والباحثات المهتمين بشوءون الابداع العربي عموما والابداع النسائي على وجه الخصوص. كما أكد الشرف الذي تناله بلادنا بتنظيمها هذا الملتقى الذي يحظى باهتمام منظمة المراة العربية في ظل رئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية مثمنا حرصها على أن يعقد هذا الملتقى تحت سامي اشرافها وبرعاية كريمة منها . وذكر الوزير بحرص الرئيس زين العابدين بن علي على الارتقاء بالمرأة الى منزلة الشريك كامل الحقوق في الاسرة والمجتمع موءكدا ان قضية المرأة مثلت احدى الدعائم الاساسية للمشروع الحداثي التونسي. واحتلت هذه المسالة مكانة محورية في مشاريع النخب الاصلاحية منذ القرن التاسع عشر واشار الى النقلة النوعية التي شهدتها مساهمة المراة في الحياة الثقافية بفضل المبادرات الجريئة والنوعية التي اتخذها رئيس الدولة لفائدتها موءكدا أهمية الدور الذي تضطلع به المراة التونسية في تنشيط الحياة الثقافية ببلادنا . وبين في هذا السياق أن حضور المرأة في مجال الإبداع الأدبي و الفكري تطور ببلادنا تطورا لافتا حيث ناهز عدد الإصدارات النسائية مائتي موءلف سنة 2009 . وأضاف ان المراة التونسية أمكن لها أن تقتحم مجال الاستثمار في الصناعات الثقافية وفي قطاعات مازالت تعد في بعض المجتمعات حكرا على الرجل مشيرا بالخصوص الى مساهمة المراة في إدارة 45 شركة خاصة في مجال الإبداع المسرحي تنتج حوالي 30 بالمائة من الإعمال المسرحية في قطاع الاحتراف و انجاز العديد من الافلام السينمائية . واكد ان هذه المكاسب التي تحققت لفائدة المرأة التونسية اليوم تندرج في سياق مسيرة إصلاحية شاملة يعيشها المجتمع التونسي منذ عقدين وهي مسيرة متأصلة ضاربة جذورها في تراث أصلاحي تليد . وابرز الوزير الدور الذي يضطلع به مهرجان المبدعات العربيات لتعميق الاهتمام بالابداع النسائي في الوطن العربي واستقطاب المزيد من المهتمين والمهتمات بالشأن الابداعي العربي خاصة في هذه اللحظة التي قطعت فيها المجتمعات العربية أشواطا مهمة في تحرير المراة وتمكينها من الانخراط في الثورة الرقمية وكسب رهاناتها . ولاحظ ان اختيار مسألة الحداثة في إبداعات المرأة العربية موضوعا لهذه الدورة الجديدة للملتقى يوءكد الرغبة في تلمس اثار التيار الحداثي ورصد تجلياته في المشهد الابداعي النسائي العربي بعد التحولات العميقة التي شهدتها المجتمعات العربية خلال العقود الاخيرة والتي شملت مختلف الجوانب الحضارية . وبين ان هذا الملتقى يعد فرصة جديدة لاستعراض نماذج مما أثمرته الحداثة في النسيج الابداعي العربي وتحليلها تحليلا عميقا يمكن من استشراف افاق الابداع العربي الحداثي عموما وافاق الابداع الحداثي النسائي على وجه الخصوص.