أخبار تونس - افتتحت يوم الخميس 15 أفريل بسوسة الدورة 15 لملتقى مبدعات عربيات حول موضوع “الحداثة في إبداعات المرأة العربية” تحت سامي إشراف السيدة ليلى بن علي رئيسة المنظمة العربية للمرأة وقد افتتح الملتقى وزير الثقافة والمحافظة على التراث السيد عبد الرؤوف الباسطي ليتواصل الملتقى حتى 17 من الشهر الجاري. وتعد قضية المرأة إحدى الدعائم الأساسية للمشروع الحداثي التونسي وقد احتلت هذه المسألة مكانة جوهرية في مشاريع النخب الإصلاحية منذ القرن التاسع عشر بما كون تراثا إصلاحيا مثل أرضية مهمة قامت عليها مجلة الأحوال الشخصية وتنامى هذا المد الإصلاحي مع سياسة الرئيس زين العابدين بن علي الذي بوأ المرأة منزلة الشريك مكتمل الحقوق في الأسرة والمجتمع. وهذه الحقوق التي نالتها المرأة التونسية مكنتها من أن تكون شريكا فاعلا في العملية التنموية فضلا عن فرض رؤيتها الثقافية والإبداعية. وخلال كلمته الافتتاحية في الملتقى النسوي العربي الذي تحتضنه تونس الرائدة في حفظ وصون حقوق المرأة أكد السيد عبد الرؤوف الباسطي على الأهمية التي تكتسيها الثقافة في تونس من منطلق تنامي دور المبدعة في مسيرة التنمية الثقافية التونسية. ويشار إلى أن في اختيار “الحداثة في إبداعات المرأة العربية” موضوعا لهذه الدورة رغبة في استكشاف آثار التيار الحداثي ورصد آلياته في المشهد الإبداعي النسائي العربي بعد التحولات العميقة التي شهدتها المجتمعات العربية خلال العقود الأخيرة والتي شملت مختلف الجوانب الحضارية والاجتماعية والسياسية والنفسية والثقافية وهي تحولات كان لها أثر عميق في نمط حياة المرأة وأسلوب تفكيرها وإبداعها خاصة وأن قضايا تحرر المرأة كانت ولا تزال تحتل مكانة محورية ضمن إشكاليات انخراط المجتمعات العربية في مسار الحداثة. ومن جهتها أكدت مديرة الملتقى السيدة نجوى المنستيري الشريف على وثوق العلاقة بين التطور الاجتماعي والتطور الأدبي والفني باعتبار الحداثة هي قبل كل شيء حركة فكرية أصبح حضورها قي مختلف أشكال الإبداع أمرا ثابتا. وقد اهتمت الجلسات العلمية التي انطلقت صباح الخميس بتقديم الحداثة من حيث المفهوم والأركان في مداخلة قدمها الدكتور حاتم بن عثمان، ثم قدّم الصحفي السوري ورئيس اتحاد الكتاب العرب مداخلة بعنوان “أين نحن من الحداثة وكيف فهمناها؟”، وتعرّض خلالها إلى ما حققه العرب من إبداع في هذا العصر كما ركّز على الرواية العربية النسوية... كما تعرضت الكاتبة ورئيسة التحرير المصرية نوال مصطفى إلى موضوع “الحداثة...والثورة على الزمن” مؤكدة صعوبة الوصول إلى مفهوم دقيق للحداثة نتيجة اختلاف الرؤى والتأويلات... ومن ضمن المواضيع التي تم درسها بعد الظهر “الحداثة في الوقع الموسيقي العربي المعاصر” قدمتها الأستاذة فريال بوحديبة وتطرقت في مداخلتها إلى مفهوم الحداثة في الواقع الموسيقي العربي المعاصر عبر علاقة الصوت بالصورة في الإنتاج الموسيقي العربي والحقل الدلالي المنبثق عنها ثم تحليل مكانة التراث في التصور العربي المعاصر وأخيرا تم طرح إشكالية تأثير صورة الغرب -في الفكر العربي- على الإنتاج الموسيقي. واختتمت الجلسات العلمية لليوم الأول بجلسة علمية قدمتها الملحنة والمطربة المغربية سلوى الشودري حاولت خلالها استعراض مفهوم الحداثة في الميادين الفنية المختلفة للإبداع النسائي بشكل عام من خلال الموسيقى كما طرحت إشكالية “هل كان للحداثة دور في العصف بالقديم؟ أم كانت إكساء للقديم بلباس الحديث؟ أم أنها تجربة إبداعية خاصة لا تسعى إلى أي تصنيف ؟”