تونس 15 افريل 2010 (وات) - تتوفر بلدان القارة الافريقية على امكانيات هامة تمكنها من تطوير علاقات شراكة فى قطاع الخدمات باعتباره قطاعا واعدا ذى طاقة تشغيلية عالية ومصدرا لخلق الثروات. ومن هذا المنطلق فان قطاع الخدمات يعتبر قطاعا واعدا يساهم بصفة متواصلة فى تطوير الناتج المحلي الاجمالي. وقد تضاعفت حصة مبادلات القطاع من التجارة الدولية خلال الفترة المتراوحة بين 1980 و2009 لترتفع من 10 الى 20 بالمائة اي بنسق اعلى من تطور مبادلات الخيرات. ذلك ما خلصت اليه اشغال لقاء الشراكة الافريقية التونسية فى ميدان الخدمات والتى تواصلت بعد ظهر اليوم الخميس بتونس بحضور ممثلين عن حوالي 20 بلدا افريقيا ومسوءولين سامين تونسيين وافارقة ورجال اعمال من مختلف بلدان القارة الى جانب ممثلي المانحين والشركاء الدوليين للتنمية /البنك الافريقي للتنمية والبنك العالمي وغيرها/ ويعد هذا الملتقى الافريقي مقاربة جديدة فى مجال التجديد وتطوير علاقات جنوب جنوب. وتم بالمناسبة استكشاف عديد الامكانيات للتعاون ولا سيما المتصلة بميادين الهندسة والاشغال العمومية والمرافق الجماعية والتصرف فى المياه والتهيئة الترابية والكهرباء والتنوير والتربية وتكنولوجيا الاعلام والاتصال. وذكر السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية فى تدخله بالمناسبة ان قطاع الخدمات يستقطب اليوم 65 بالمائة من حجم الاستثمارات فى العالم مقابل 49 بالمائة سنة .1990 واضاف ان هذا القطاع يكتسي فى تونس اهمية خاصة ويحتل مكانة متميزة فى مخططاتها التنموية مشيرا الى ان مساهمة القطاع فى الناتج الداخلي الخام بلغت خلال 2009 حوالي 60 بالمائة. ويساهم القطاع بنسبة 26 بالمائة فى الصادرات مقابل معدل عالمي فى حدود 20 بالمائة. واعرب الوزير عن يقينه بان تونس على غرار البلدان الافريقية مدعوة الى دعم الشراكة فى هذا الميدان الذي يعد محركا للتنمية وارساء مشاريع مشتركة تتيح تبادل التجارب والخبرات مشيرا الى ان تونس تعول فى ذلك على مساندة البنك الافريقي للتنمية ومختلف الهيئات والموءسسات الاقليمية والدولية. واكد السيد رضا بن مصباح استعداد تونس، التي تعمل دوما على دفع العمل الافريقي المشترك، على تمكين شراكائها في القارة من الاستفادة من تجربتها والخبرة التي اكتسبتها لا سيما في تنفيذ المشاريع التنموية في عديد القطاعات مثل الصحة والتعليم والتكوين والاتصالات والبنية الاساسية. واوضح السيد الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ان تونس وضعت استراتجية وطنية ترمي الى ابرام اتفاقيات تفاضلية مع التكتلات الاقتصادية الافريقية ملاحظا ان الهدف يتمثل في التعريف اكثر بالمنتوجات التونسية في هذه الاسواق. واشار الى الحوافز التي تم اقرارها خلال السنوات الاخيرة لفائدة المستثمرين التونسيين لتشجيعهم على الانتصاب في الاسواق الافريقية. وبين انه رغم الجهود المبذولة فان العلاقات الاقتصادية بين اوساط الاعمال التونسية والافريقية تبقى دون التطلعات كما تعد تجارب انتصاب الموءسسات التونسية في البلدان الافريقية محدودة وكذلك الشان بالنسبة للاستثمارات الافريقية في تونس التي تعتبر ضعيفة مقارنة بحجم الاستثمارات الاجنبية الذي تستقطبه تونس. وبين السيد الهادي الجيلاني ان عديد الصعوبات تحول دون تنمية المبادلات بين البلدان الافريقية ولا سيما على مستوى النقل داعيا الى ضرورة تكثيف الربط الجوي والبري بين تونس ودول القارة. وتعرض الى دور المانحين ولا سيما البنك الافريقي للتنمية المدعووين الى تشجيع الشراكة الافريقية/افريقية وجعل القطاع الخاص اكثر حضورا واكثر نجاعة في العلاقات الاقتصادية بين بلدان القارة.