تونس 6 ماي 2010 (تحرير وات) - تتنزل التجربة الرائدة للجان الاحياء التي اذن الرئيس زين العابدين بن علي باحداثها منذ سنة 1991 في اطار ارساء قيم اجتماعية متطورة وتثمين العمل التطوعي وتوظيفه لخدمة التنمية المحلية. وتعكس هذه المبادرة حرص رئيس الدولة على اتاحة الفرصة للمواطن ليكون شريكا فاعلا في تامين مقومات جودة الحياة وتحسين ظروف واطار عيشه حتى يتوفر له في محيطه المباشر الفضاء المناسب للمشاركة في الحياة العامة ومعاضدة العمل البلدي. وقد اكد رئيس الجمهورية في خطابه المرجعي في الندوة الوطنية الخامسة للجان الاحياء يوم 15 افريل 2000 //ان لجان الاحياء التي تعد فضاءات محلية للتطوع في انبل مظاهره تجسم روح التفاني في خدمة الصالح العام بصدق ووطنية//. وتضم لجنة الحي مجموعة من متساكني الحي الواحد يتراوح عددهم بين 6 و9 اعضاء ينشطون في اطارها على اساس العمل التطوعي ووفق برامج يعدونها بالتعاون مع الهياكل المحلية. ويتم اختيار اعضاء هذه اللجنة حسب تحمسهم لخدمة المجموعة وتطوعهم لخدمة الصالح العام وما يحظون به من اشعاع ادبي يوءهلهم لاكتساب ثقة المتساكنين وبالتالي لتشجيعهم على الانخراط في العمل التطوعي من اجل الاسهام في النهوض بحيهم وبالنظر لما يتحلى به المواطن التونسي من وعي ونضج واستعداد لتحمل المسوءولية وما تحدوه من روح تطوع عالية فان مهام لجان الاحياء لم تقتصر على معاضدة العمل البلدي في مجال النظافة وحفظ الصحة والعناية بالبيئة والمحيط ودعم البنية الاساسية والمحافظة على التجهيزات والمرافق العمومية وعلى جمالية الاحياء, بل شملت كذلك الاسهام في ترسيخ القيم الوطنية والمبادىء الانسانية السامية. فلجان الاحياء لها دور في تدعيم المد التضامني وفي التعريف بالاهداف النبيلة للتضامن وقيمه السامية عبر القيام بحملات تحسيسية وجمع وتوزيع الاعانات على المحتاجين. كما تسهم في ربط الصلة بين الاجيال وتهتم بالمسنين والشباب والاطفال. ومن الاهداف السامية لبعث لجان الاحياء، اثراء النسيج الجمعياتي والمساهمة في تحسين نوعية الحياة بالاحياء السكنية وتحسيس المواطن بدوره المدني ازاء المجموعة بالاضافة الى تثمين قيمة العمل عموما والعمل التطوعي خصوصا وقد بلغ عدد لجان الاحياء الى موفى شهر جويلية الماضي 5345 لجنة حي تتوزع على 4337 لجنة داخل المناطق البلدية و1009 خارجها. وتضم هذه اللجان 34597 عضوا. وتمكنت من المساهمة منذ احداثها بصفة فعالة في تدعيم العمل التنموي المحلي من خلال انجاز العديد من التدخلات بقيمة تعادل 59 مليون و249 الف دينار في حين قدرت مساهمة لجان الاحياء في العمل التنموي المحلي خلال سنة 2009 ب اربعة ملايين و196 الف دينار واعتبارا لاهمية الدعم الذي ما انفك يقدمه الرئيس زين العابدين بن علي للعمل البلدي عامة وللبرنامج الوطني للنظافة والعناية بالبيئة بوجه خاص، تم خلال سنة 1992 وبمقتضى الامر عدد 1102 الموءرخ في 13 جوان 1992 احداث جائزة رئيس الجمهورية لانشط لجان الاحياء . وتسند هذه الجائزة سنويا لانشط لجان الاحياء وذلك في اطار الاحتفال باليوم الوطني للنظافة والعناية بالبيئة. وتبلغ قيمتها 50 الف دينار تقسم بالتساوي بين خمس لجان احياء محرزة على المراتب الخمس الاولى وفق تقييم لجنة وطنية تساهم فيها الوزارات المعنية الى ذلك تم احداث الجائزة التقديرية لوزير الداخلية والتنمية المحلية سنة 1997 لتسند سنويا لانشط لجان الاحياء في نطاق الاحتفالات باليوم الوطني للنظافة والعناية بالبيئة ويبلغ مقدارها 25 الف دينار توزع بالتساوي بين خمس لجان احياء المحرزة على المراتب الموالية للمراتب الخمس الاولى اي من المرتبة السادسة الى المرتبة العاشرة وفق تقييم ذات اللجنة. وتحمل قيمة هذه الجائزة على ميزانية صندوق القروض ومساعدة الجماعات المحلية. ويتم تخصيص واستغلال مبلغ الجائزة في اطار مجالات تدخل لجان الاحياء في تعزيز البنية الاساسية بالاحياء وجماليتها ودعم خضرة المحيط وتحسين ظروف واطار العيش بصفة عامة وذلك عبر انجاز مشروع او المساهمة في انجاز احد المشاريع بالحي بالتنسيق وبالتعاون مع الهياكل المحلية وفي نطاق الشراكة. وبفضل ما تجده من دعم موصول وعناية، اضحت هذه الهياكل التطوعية التي تجاوز اشعاعها حدود المدينة ليشمل الريف، همزة وصل بين المتساكنين ومختلف الهياكل الادارية المعنية تنصت لتطلعات المواطنين ومشاغلهم وتبلغها الى الاطراف المسؤولة والمصالح المعنية.