تونس 14 ماي 2010 (وات) – "رحلة عبر الذاكرة" هو عنوان معرض استعادي ضخم ومتميز للفنان التشكيلي الكبير الهادي التركي دشنه مساء يوم الجمعة السيد عبدالرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث برواق نور بالمركب الثقافي باب البحيرة بحضور الفنان وعدد كبير من أهل الثقافة والفن والإعلام. ويحتوي هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية 7 جوان 2010 على حوالي مائة عمل خطي أنجزها الرسام في الفترة من1965 إلى 2005 بالإضافة إلى أعمال زيتيه (10 منها على ملك الدولة التونسية و8 على ملك الخواص) أنجزت بين سنة 1970 وسنة 2005. كما تم بمناسبة هذا المعرض إصدار ألبوم لأعمال هذا الفنان التشكيلي المعروف جدا في الساحة الثقافية التونسية والمولود بتونس العاصمة سنة 1922 والذي درس في أوروبا والولايات المتحدة لكنه ظل وفيا لجذوره التونسية إلى جانب إصدار طبعة جديدة من الكتاب الفني الذي ألفه زبير الأصرم عن حياة هذا الرسام وأعماله . وتتميز الأعمال الخطية التي استخدم فيها الهادي التركي الأقلام اللبدية بالشفافية والتجريب مع دقة الملاحظة وسرعة البديهة بحيث تبرز الكتل والمجسمات والشخوص في أوضاع مختلفة وفي شكل إيحائي يغني عن التفاصيل لكنها تنم عن دراية بالمحيط الإجتماعي والثقافي للموضوع المطروح . أما أعماله الزيتية فيغلب عليها الجانب التجريدي والإنطباعي على طريقة الفنان التشكيلي الأمريكي جاكسون بولوك 1912- 1956 الذي يستخدم تقنية التسييل أو التقطير للألوان. ثم في مرحلة موالية تأثر الهادي التركي بفنان أمريكي آخر هو مارك روثكو المعروف باستخدام الفضاءات الواسعة التي تكاد تكون فارغة. إلا أن الهادي التركي ظل متمسكا بجذوره التونسية مضفيا على أعماله نكهة محلية تنبع من محيطه الاجتماعي والثقافي وبالتالي. فهو فنان أصيل استطاع أن يحلق بجناحيه وأن يقدم رؤية خصوصية تضعه في خانة كبار الرسامين التونسيين والعرب المعاصرين .