الحمامات 18 جويلية 2010 (وات) - حظي العمل الجديد لرؤوف بن يغلان "حارق يتمنى" الذي قدمه مساء السبت في عرضه الاول على مسرح الهواء الطلق بالحمامات في اطار الدورة 46 لمهرجان الحمامات الدولي والذي تواصل على امتداد اكثر من 90 دقيقة باعجاب الجماهير التي ملات مدارج المسرح وتفاعلت مع ما قدمه بن يغلان من مواقف ساخرة ومضحكة. "حارق يتمنى" هو عمل جديد لرؤوف بن يغلان ياتي مواصلة لتجربته في المسرح الفردي ليقدم من خلاله الفنان المسرحي عينة ومقاطع من حياة شاب يطمح الى الهجرة من اجل جمع المال وبناء حياة اجتماعية افضل. العمل المسرحي موضوعه الهجرة السرية او "الحرقة" التي يرويها الفنان في شكل كوميديا اجتماعية تنقل الى المشاهد حوارات بين الشاب خريج التعليم العالي وما يخالجه من مشاعر وما يكتنفه من حيرة بين حياته في بلده وبين اهله وبين الهجرة من اجل حياة مثالية ممكنة لتبرز الحرقة الى ايطاليا كملاذ لا بد منه ولتتحول الى حلم كبير ينتقل به من البؤس الى الثراء. تتداخل الشخصيات في هذا العمل الجديد لتبرز في حوارات ثنائية بين الشاب والمسؤول وبين الحالم بالهجرة واصدقائه وفي اطار "مونولوغ" وحيرة وتجاذب بين البقاء في الوطن او اختيار الهجرة السرية. فاذا بالشاب في ايطاليا رفقة صديقة ايطالية ستمكنه من مستندات الاقامة لتفتح امامه ابوابا نحو الثراء ونحو احلام جديدة يامل ان يحققها عندما يعود الى بلده لينجز مشروعا او مصنعا لتشغيل كل العاطلين عن العمل من ابناء "حومته" او لشراء سيارة وملابس فخمة تغير من نظرة الاجوار اليه. ابتعد بن يغلان في عمله الجديد عن الاشكال المسرحية المعقدة فاثث الركح بديكور بسيط وبحركات متتالية تنوعت بتنوع الشخصيات التي وظف في نقل ملامحها قدرة كبيرة على التعبير الجسماني فاذا العمل صورة لواقع حقيقي عايشه خلال لقاءاته بمجموعة من الشبان من الراغبين في الهجرة او ممن هاجروا ثم عادوا الى تونس والذين التقاهم خلال اعداده لعمله المسرحي الجديد. تضمن العمل مجموعة من المواقف المضحكة التي تجاوب معها الجمهور بالتصفيق والتي صور من خلالها بن يغلان رحلة الشاب الباحث عن العمل او خلال استعداده للالتقاء باحد المسؤولين عساه يتفهم ما يعانيه من بطالته التي طالت او ان يجد حلا لوضعيته. تخلل العمل المسرحي " حارق يتمنى" عرض لمقاطع فيديو وصور فوتوغرافية عن وضعية "الحارقين" وما يعانونه خلال عبورهم للبحر بحثا عن حلم غالبا ما لا يتحقق لتنتهي بهم الرحلة جثثا هامدة على شواطئ البحر او مجمعين في مراكز محروسة. كما تضمن العمل مقطوعات غنائية ترجمت كلماتها احلام الحارقين وحاول من خلالها بن يغلان ان يوظف الغناء والموسيقى لمزيد تقريب معاناتهم من المتفرج فاذا بالعمل المسرحي ينتقل من الكوميديا الاجتماعية الى التراجيديا المضحكة المبكية.