القصبة 28 أوت 2010 (وات)- بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي اشرف السيد محمد الغنوشي الوزير الاول يوم السبت بقصر بلدية تونس بالقصبة على الحفل الذي نظمته رابطة الجمعيات القرانية لتكريم المتفوقين في المسابقة الوطنية لحفظ القران الكريم. واكد الوزير الاول ان تنظيم هذه المسابقة يتنزل في صميم المبادرات والتقاليد والسنن الحميدة التي ارساها رئيس الجمهورية منذ التحول لتوطيد اركان الدين الحنيف واعادة الاعتبار لكافة معالمه ومناراته حتى تبقى الروح الاسلامية راسخة في ربوع البلاد وحتى تظل شخصية تونس الدينية والثقافية حصينة وصامدة ومتجددة. وبين ان الحرص على احياء شعائر الدين الاسلامي الحنيف واتباع تعاليمه ورعاية القائمين على شؤونه تجلت بالخصوص في تكثيف اقامة الجوامع والمساجد ليرتفع عددها من 2390 سنة 1987 الى اكثر من 4630 سنة 2010 وهو ما يفوق عدد ما بني منها في تونس منذ الفتح الاسلامي، فضلا عن مضاعفة الجهود لتعهد المعالم الدينية وصيانتها وترميمها. كما استعرض ابرز المبادرات والاجراءات التي تم اقرارها في هذا الصدد على غرار تاسيس مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان وتحويل الكلية الزيتونية للشريعة واصول الدين الى "جامعة زيتونية" وإحداث كرسي جامعي لحوار الحضارات والاديان ومركز البحوث والدراسات والاديان المقارنة بسوسة الى جانب الارتقاء بالخطاب الديني في وسائل الاعلام واحداث جائزة رئيس الجمهورية للدراسات الاسلامية. وابرز السيد محمد الغنوشي العناية الموصولة التي يحظى بها القران الكريم وهو ما يتجلى بالخصوص في طبع مصحف الجمهورية التونسية للمرة الاولى في تاريخ البلاد وتنظيم مسابقات جهوية ووطنية ودولية لحفظ الذكر الحكيم وتلاوته وتفسيره وكذلك بعث اذاعة الزيتونة للقران الكريم مذكرا بقرار رئيس الدولة خلال السنة المنقضية بان تشمل تلاوة القران الكريم بصفة مسترسلة وعلى امتداد السنة جامع عقبة بن نافع بالقيروان على غرار جامع الزيتونة المعمور. واوضح ان العناية بالقران الكريم تقترن في تونس بالعناية بالقائمين على بيوت الله وبمختلف الانشطة الدينية التي تشهد حركية مكثفة خلال شهر رمضان فضلا عن توفير الاحاطة الدينية لابناء تونس في الخارج من خلال ايفاد خطباء ومرشدين دينيين إلى بلدان اقامتهم وتنظيم المحاضرات والندوات لفائدتهم . وأبرز المكانة السامية للدين الاسلامي الحنيف في تونس ومدى الحرص على التمسك بتعاليمه السمحة والسعي المتواصل الى دعم صورته المشرقة في العالم وحمايته من مظاهر التشويه وسوء الفهم وابراز قيمه النبيلة التي ترتكز على الوسطية والاعتدال وتنبذ الغلو والتطرف. وتولى الوزير الاول اثر ذلك تسليم جوائز للمتفوقين في المسابقة الوطنية لحفظ القران الكريم. وكان السيد عبد الكريم عزيز رئيس رابطة الجمعيات القرانية اعرب من جهته عن مشاعر الامتنان والتقدير للرئيس زين العابدين بن علي لما يوليه من عناية فائقة بالشان الديني والقائمين عليه منذ التحول بما اتاح الترفيع في عدد الجمعيات القرانية في تونس ليبلغ 278 جمعية سنة 2010 يرتادها 30 الف طالب وطالبة مشيرا الى تطور عدد المشاركين هذه السنة في المسابقة الوطنية لحفظ القران الكريم ليبلغ 950 مشاركا فاز منهم 26 مشاركا وتم رصد جوائز لفائدتهم بقيمة 42 الفا و850 دينارا. وقد حضر هذا الحفل بالخصوص مفتي الجمهورية ووزير الشؤون الدينية ووزير الثقافة والمحافظة على التراث ورئيس المجلس الاسلامي الاعلى الى جانب والي تونس ورئيس بلدية تونس شيخ المدينة والامين العام المساعد الاول للتجمع المكلف بالهياكل وثلة من الاطارات الدينية والتجمعية.