تونس 7 سبتمبر 2010 (وات)- ثمن السيد بوبكر الاخزوري وزير الشؤون الدينية العناية الموصولة والمكانة المرموقة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للقرآن الكريم انطلاقا من قناعة راسخة بأن تجذير القيم الانسانية النبيلة والتعاليم الاسلامية السمحة في المجتمع ولا سيما في صفوف الناشئة يعد شرطا أساسيا لترسيخ أركان المشروع الحضاري لتونس التغيير وإرساء مجتمع متوازن ومتضامن ينعم بالاستقرار والرخاء. وأبرز لدى افتتاحه مساء الاثنين بمقر الوزارة بالقصبة ندوة علمية حول موضوع "العبادة في الاسلام: تزكية للنفس وتربية لها" حرص رئيس الدولة على تكريس مقومات الفكر الاجتهادي المعتدل والمستنير والمنفتح على عصره والقادر على مواكبة المستجدات والتطورات على الساحتين الوطنية والدولية مشيرا الى ان الدين الإسلامي الحنيف ليس دين جمود وانغلاق بل هو يحث على مواكبة حركة العلم والمعرفة واستيعابها والتأقلم مع تطور البشرية. ولاحظ أنه في هذا الإطار تندرج مختلف المبادرات والإجراءات التي اقرها سيادة الرئيس لفائدة الشأن الديني والقائمين عليه على غرار تحويل كلية الزيتونة للشريعة وأصول الدين إلى "جامعة زيتونية" متكاملة الاختصاصات والمناهج وإحداث جائزة رئيس الجمهورية للدراسات الاسلامية وتنظيم مسابقات جهوية ووطنية ودولية لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره إلى جانب إحداث مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان ومركز البحوث والدراسات والأديان المقارنة بسوسة. وأضاف بأن الكتاتيب في تونس أصبحت عصرية وخاضعة لضوابط بيداغوجية متطورة مبرزا البرامج الثرية والمتنوعة التي تساهم بها هذه الهياكل في تنمية شخصية الطفل ووجدانه وعقله وتعده لمرحلة التعليم المدرسي. وأوضح أنه بداية من السنة الجامعية الجديدة سيتم فتح تدريس مادة العلوم الشرعية للعموم بجامعة الزيتونة حتى يتسنى للجميع تنمية معارفهم وثقافتهم في كل ما يتصل بشعائر وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وقيمه الزكية التي تدعو إلى الوسطية وإعمال العقل والانفتاح على الآخر. وتولى وزير الشؤون الدينية في ختام هذه الندوة رفقة مفتي الجمهورية تكريم الفائزين بالمرتبة الثانية والثالثة في الفروع الخمسة لمسابقة تونس الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره.