سعيد يجتمع بعدد من الوزراء ويؤكد على اهمية اصلاح التربية والتعليم    سلطات مالي تعلن تحرير 4 سائقي شاحنات مغاربة    من مسبح المرسى الى سماء العالمية ..أحمد الجوادي قاهر المستحيل    تاريخ الخيانات السياسية (36) ..المعتزّ يقتل المستعين بعد الأمان    دراسة.. مواد غذائية بسيطة تقلل خطر السرطان بنسبة تقارب 60%    شبهات التلاعب بالتوجيه الجامعي ..فرقة الجرائم المعلوماتية تلاحق الجناة    سفنه تنطلق من تونس يوم 4 سبتمبر .. 6 آلاف مشارك في أسطول الصمود إلى غزّة    عاجل/ واشنطن تعتزم فرض شرط جديد للحصول على تأشيرة عمل أو سياحة..    أخبار الحكومة    بلاغ رسمي للملعب التونسي    أخبار النادي الصفاقسي .. حصيلة ايجابية في الوديات.. وتحذير من الغرور    بنزرت الجنوبية: وفاة 4 أشخاص غرقا في يوم واحد    المدير الجهوي للتجارة بنابل ل«الشرق» استقرار في التزويد.. وجهود لضبط الأسعار    تونس: تجميع أكثر من 11,7 مليون قنطار من الحبوب إلى غاية نهاية جويلية 2025    النجم الساحلي يتعاقد مع الظهير الايسر ناجح الفرجاني    النادي الصفاقسي يعلن رسميا تعاقده مع علي معلول الى غاية 2028    الدكاترة المعطلون عن العمل: ضرورة توفير خطط انتداب ب5 آلاف خطة    ليلة الاثنين: بحر مضطرب بالسواحل الشرقية والشمالية    القصرين: العثور على جثة كهل تحمل آثار عنف    المنستير: تظاهرة "فنون العرائس على شاطئ روسبينا" في دورتها الثانية بداية من 15 أوت 2025    مهرجان العروسة: جمهور غاضب وهشام سلام يوضح    وزير السياحة: سنة 2026 ستكون سنة قرقنة    التعاون بين تونس وإيطاليا : طاقة التفاوض وفوائض الطاقة    بطولة افريقيا للشبان لكرة الطاولة بنيجيريا: المنتخب التونسي يختتم مشاركته بحصد 8 ميداليات منها واحدة ذهبية    القصرين: سواق التاكسي الفردي يتوجهون نحو العاصمة سيرًا على الأقدام تعبيرا عن رفضهم للقائمة الأولية للمتحصلين على رخصة "تاكسي فردي"    مهرجان نابل الدولي 2025... تكرار بلا روح والتجديد غائب.    رونالدو يتحوّل إلى صانع القرار في النصر... ويُطالب بصفقة مفاجئة    488 تدخل للحماية المدنية في 24 ساعة.. والحرائق ما وقفتش!    التوجيه تحوّل لكابوس: شكون تلاعب بملفات التلامذة؟    أمطار وبَرَدْ دمّرت الموسم: الزيتون والفزدق والتفاح شنيا صار؟!    عاجل: ''تيك توك'' تحذف أكثر من 16.5 مليون فيديو ودول عربية في الصدارة    ماء في الكميونة يعني تسمم وأمراض خطيرة؟ رّد بالك تشرب منو!    التوانسة حايرين والتجار زادا مترددين على الصولد السنة!    عاجل: الاتحاد العام التونسي للشغل يردّ على تهديدات الحكومة ويؤكّد حقّ الإضراب    الدلاع راهو مظلوم: شنوة الحقيقة اللي ما تعرفهاش على علاقة الدلاع بالصغار؟    في بالك ...الكمون دواء لبرشا أمرض ؟    والد ضحية حفل محمد رمضان يكشف حقيقة "التعويض المالي"..    نواب ديمقراطيون يحثون ترامب على الاعتراف بدولة فلسطين..#خبر_عاجل    سليانة: رفع إجمالي 275 مخالفة اقتصادية خلال شهر جويلية    وزارة الأسرة تؤمن مواكبة 1200 طفل من فاقدي السند ومكفولي الوزارة عرض La Sur la route enchantée ضمن الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي    استشهاد 56 فلسطينيا برصاص الاحتلال خلال بحثهم عن الغذاء    بنزرت: وفاة 4 أشخاص غرقا في يوم واحد    القبض على "ليلى الشبح" في مصر: سيدة الذهب والدولارات في قلب العاصفة    "روبين بينيت" على ركح مهرجان الحمامات الدولي: موسيقى تتجاوز حدود الجغرافيا وتعانق الحرية    إصابة عضلية تبعد ميسي عن الملاعب ومدة غيابه غير محددة    جريمة مروعة تهز دمشق: مقتل فنانة مشهورة داخل منزلها الراقي    عاجل/ خلال 24 ساعة: استشهاد 5 فلسطينين جراء الجوع وسوء التغذية..    محمد عادل الهنتاتي: مصب برج شاكير كارثة بيئية... والحل في تثمين النفايات وتطوير المعالجة الثلاثية    البحر ما يرحمش: أغلب الغرقى الصيف هذا ماتوا في شواطئ خطيرة وغير محروسة    جريمة مروعة: امرأة تنهي حياة زوجها طعنا بالسكين..!!    تحذير طبي هام: 3 عناصر سامة في بيت نومك تهدد صحتك!    عرض "خمسون عاما من الحب" للفنانة الفرنسية "شانتال غويا" في مهرجان قرطاج الدولي    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    من بينها السبانخ.. 5 أطعمة قد تغنيك عن الفيتامينات..تعرف عليها..    تاريخ الخيانات السياسية (35): المنتصر يقتل والده المتوكّل    اعلام من باجة...سيدي بوسعيد الباجي    ما ثماش كسوف اليوم : تفاصيل تكشفها الناسا متفوتهاش !    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمة السيدة ليلى بن علي إلى مؤتمر إطلاق عشرية المرأة الافريقية 2010-2020 بنيروبي
نشر في وات يوم 15 - 10 - 2010

الحركية التي تعيشها منطقتنا الإفريقية في مجال الاهتمام بأوضاع المرأة تعبر عن إرادة بلداننا وعزم قادتها على تفعيل مشاركة المرأة في التنمية
* تكريس رؤية داعمة لحقوق المرأة كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان
* الارتقاء بأوضاع المرأة الإفريقية والدفاع عن حقوقها يمران حتما عبر معالجة أسباب العنف المسلط عليها
* المرأة التونسية أصبحت حاضرة بقوة في مختلف الميادين وشريكا كاملا في رسم خيارات الحاضر والمستقبل
* تونس قطعت أشواطا بارزة على درب النهوض بحقوق المرأة والدفاع عنها وإعلاء منزلتها
نيروبي 15 أكتوبر 2010 (وات) - توجهت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المرأة العربية إلى المشاركات والمشاركين في مؤتمر إطلاق عشرية المرأة الإفريقية (2010-2020) بنيروبي تحت شعار "المساواة بين المرأة والرجل وتمكين المرأة: مقاربة من القاعدة إلى القمٌة" بكلمة تولت إلقاءها نيابة عنها السيدة ببيٌة بوحنك شيحي وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين.
وفي ما يلي النص الكامل لهذه الكلمة:
"بسم الله الرحمان الرحيم
السيدة رئيسة المؤتمر حضرات السيدات والسادة
يسعدني أن أشارككم أشغال هذا المؤتمر رفيع المستوى الذى يلتئم حول اطلاق عشرية المرأة الافريقية 2010-2020 على المستوى القارى تحت شعار "المساواة بين المرأة والرجل وتمكين المرأة مقاربة من القاعدة الى القمة".
وقد تم اقتراح عقد هذه القمة خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء الاتحاد الافريقي المسؤولين عن مسائل النوع وشؤون المرأة الملتئم بماسيرو بلوزوتو في ديسمبر 2008.
ويطيب لي بهذه المناسبة أن أتوجه بجزيل الشكر إلى جمهورية كينيا الشقيقة على استضافتها قمتنا مقدرة جهود كل الاطراف المساهمة في انجاح أشغالها وفي مقدمتهم هياكل اتحادنا الافريقي التي نكبر سعيها الى توحيد مواقف افريقيا تجاه القضايا ذات العلاقة بمشاغل القارة وشعوبها ونشيد بدورها في صياغة مقاربات مشتركة من أجل السلام والامن والتنمية الشاملة وتعزيز أركان الديمقراطية وحقوق الانسان بمنطقتنا الافريقية.
وينتظم هذا اللقاء في سياق متابعة تنفيذ الالتزامات الدولية بمقتضيات العمل بالاتفاقية الاممية للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة. كما أنه يلتئم اثر انعقاد قمة الامم المتحدة حول أهداف الالفية من أجل التنمية.
وفي ذلك تأكيد قوى لما يحدو الامم الافريقية من عزم ثابت على الارتقاء بقضايا النوع الاجتماعي الى مستوى الخيار الاستراتيجي لكسب رهان المساواة بين الجنسين وتطوير قدرات المرأة وتعزيز دورها في خدمة التنمية.
ولئن كان تجسيم هذه الارادة هدفا نبيلا لدولنا فان تحقيقه يتطلب في نظرى ارساء شراكة فعلية بين الجنسين وسعيا مشتركا الى توحيد جهود الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص ومؤسسات التنئشة والاعلام في مجال تكريس رؤية داعمة لحقوق المرأة كجزء لا يتجزأ من حقوق الانسان وفي احداث تغيير فعلي لاوضاع المرأة الافريقية وتطوير حقوقها والنهوض بأدوارها خلال العشرية القادمة بالاستناد الى مقاربات تنموية شاملة والى ثقافة مستنيرة تدعم قيم المساواة وتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل.
وقد امنت تونس بأن الارتقاء بأوضاع المرأة الافريقية والدفاع عن حقوقها يمران حتما عبر معالجة ناجعة لاسباب العنف المسلط عليها والتمييز الذى يمارس ضدها.
ويشكل الفقر والجهل وانعدام الامن سببا أساسيا لانتشار العنف والتطرف والاقصاء والتهميش. وهي ظواهر سلبية تمثل المرأة أحد أبرز ضحاياها في قارتنا وفي أنحاء كثيرة من العالم.
حضرات السيدات والسادة
لقد انخرطت بلادنا في الجهود الدولية الهادفة الى النهوض بالمرأة ودأبت على تقديم تقرير دورى حول المرأة الى اللجنة الاممية لمناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة وحرصت على مؤازرة كل سعي انساني يؤسس لتضامن دولي فعلي للحد من الفجوات التنموية بين الامم والشعوب واشاعة القيم الكونية والانسانية النبيلة.
وبادرت في اطار هذا التوجه بالدعوة الى احداث الصندوق العالمي للتضامن ومقاومة الفقر والى تنظيم القمة العالمية حول مجتمع المعلومات والى اعتماد سنة 2010 سنة دولية للشباب بمشاركة متكافئة بين الجنسين رائدها في ذلك تعزيز العمل الدولي المشترك من أجل تنمية أكثر تضامنا وتكافؤا وعدلا.
وتعتز تونس اليوم بما قطعته من أشواط بارزة على درب النهوض بحقوق المرأة والدفاع عنها واعلاء منزلتها في ضوء المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية المناصرة لها.
وقد اعتبرت دائما هذه الحقوق جزءا أساسيا من المنظومة الدولية لحقوق الانسان واتخذت من الاجراءات والمبادرات ووضعت من التشريعات والاليات ما كرس هذه الحقوق وضمن شمولها لمختلف الميادين.
وتستند بلادنا في ذلك الى رؤية اصلاحية رائدة وارادة سياسية ثابتة تضع المرأة في طليعة قوى الحداثة والتغيير وترتقي بها من مرتبة المساواة في الحقوق الى منزلة الشراكة الكاملة مع الرجل وتكرس مفهوما حركيا لتكافؤ الفرص بين الجنسين.
وتعد مجلة الاحوال الشخصية التي تم اصدارها غداة استقلال البلاد سنة 1956 عنوانا بارزا لمسار الحداثة ورمزا لاستمرارية حركة الاصلاح بتونس العهد الجديد. لذلك حرص رئيس الدولة على صيانتها واثراء مضامينها بما يكفل للمرأة التونسية منظومة تشريعية متكاملة ترفع عنها كل مظاهر التمييز وتقيها أسباب العنف داخل الاسرة وفي المجتمع وترتقي بحقوقها الى مرتبة دستورية.
وتجاوزت نجاحات تونس أهداف الالفية للتنمية في أكثر من موضع ويتجلى ذلك بالخصوص في ارتفاع نسبة عيادات مراقبة الحمل ومعدل الولادة تحت الرعاية الطبية وانحصار نسبة وفيات الولدان وانخفاض نسبة وفيات الامهات.
وقد بلغت نسبة تغطية السكان بخدمات المؤسسات الاستشفائية القارة 90 بالمائة ونسبة التغطية بواسطة الوحدات المتنقلة 100 بالمائة. وتراجعت نسبة الفقر الى ما دون 8ر3 بالمائة وتضاعف الدخل الفردى للتونسيين أكثر من خمس مرات خلال العقدين الاخيرين وأصبحت الطبقة الوسطى تمثل 80 بالمائة من السكان.
وارتفع مؤمل الحياة عند الولادة الى مستوى 75 سنة. وهكذا تجاوزت تونس مرحلة الاستجابة للحاجيات الاساسية لشعبها الى طور جديد من الرفاه وتم تصنيفها الاولى عربيا في مجال جودة الحياة.
وحرصت تونس على تكريس مجانية التعليم واجباريته فتعزز اقبال المرأة التونسية على طلب العلم والتكوين وبلغت نسبة تمدرس الفتيات في سن السادسة 99 بالمائة كما بلغت نسبة الاناث حوالي 60 بالمائة من تلاميذ التعليم الثانوى وطلبة التعليم العالي. وتم بفضل البرنامج الوطني لتعليم الكبار تحرير 80 الف امرأة من الامية.
ونجحت المرأة التونسية في اقتحام مجتمع المعرفة والمعلومات بكل كفاءة واقتدار وهي تمثل اليوم 40 بالمائة من أساتذة الجامعات و52 بالمائة من سلك الباحثين و50 بالمائة من طلبة الاختصاصات المتصلة بتكنولوجيات الاتصال والمعلومات والفيزياء والكيمياء و46 بالمائة من طلبة العلوم الطبية و5ر51 بالمائة من دارسي العلوم الفلاحية و33 بالمائة من طلبة العلوم التقنية.
واعتمدت تونس خطة عمل متكاملة لمزيد النهوض بأوضاع المرأة الريفية توجه الجهود فيها الى الحد من الانقطاع عن الدراسة لدى الفتيات في الريف ودعم اندماجهن الاجتماعي والاقتصادى وتقليص نسبة الامية في صفوفهن وايلاء عناية أكبر بصحة المرأة الريفية.
حضرات السيدات والسادة
ان المشاركة المتكافئة بين الجنسين في مختلف مستويات الحياة السياسية والعامة خيار حضارى نربي عليه الناشئة منذ السنوات الاولى من العمر عبر المجالس البلدية للاطفال ونوادى الاطفال البرلمانيين وبرلماني الاطفال والشباب وغيرها من اليات وفضاءات الممارسة الديمقراطية الحرة والمسؤولة التي أتاحتها تونس لفائدة أجيالها الصاعدة.
ومن أبرز الشواهد على صواب هذه الخيارات أن المرأة التونسية أصبحت حاضرة بقوة في مختلف الميادين وشريكا كاملا في رسم خيارات الحاضر والمستقبل.
فهي تمثل اليوم 32 بالمائة من أعضاء المجالس الجهوية بالولايات و3ر33 بالمائة من أعضاء المجالس البلدية المنتخبة.
كما تعزز حضور المرأة بمختلف المجالس الاستشارية. وهي تشارك بنسبة 25 بالمائة في المجلس الدستورى و8ر22 بالمائة بالمجلس الاقتصادى والاجتماعي وتمثل 5ر27 بالمائة من أعضاء مجلس النواب و19 بالمائة من أعضاء مجلس المستشارين وثلث منخرطي النسيج الجمعياتي بالبلاد.
كما تمثل المرأة ثلث القضاة والمحامين التونسيين و24 بالمائة من العاملين في الحقل الديبلوماسي و42 بالمائة من الاطار الطبي و72 بالمائة من الصيادلة وأكثر من 44 بالمائة من الاعلاميين.
وارتفعت نسبة انتفاعها من مختلف برامج التشغيل الى حدود 39 بالمائة. وبلغت نسبة المشاريع النسائية المدروسة والممولة من قبل اليات تمويل المشاريع الصغرى حوالي 40 بالمائة من مجموع المشاريع. وبتونس حاليا 18 الف سيدة صاحبة أعمال سبعون بالمائة منهن من حاملات شهادات التعليم العالي.
ان هذا الحضور البارز للمرأة والارتقاء بمستوى مشاركتها في مختلف الانشطة والميادين يعبر بجلاء عن ارادة سياسية لمواصلة النهوض بمكانتها.
وقد أقر سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في برنامجه للفترة 2009-2014 الارتقاء بحضور المرأة في مواقع القرار والمسؤولية من 30 بالمائة حاليا الى ما لا يقل عن 35 بالمائة سنة 2014.
واعتمدت تونس في رسم برامجها ومخططاتها التنموية منذ 1992 المقاربة حسب النوع الاجتماعي كخيار مجتمعي تقدمي ومنهج أساسي في مختلف مراحل اعداد السياسات القطاعية وتنفيذها وتقييمها وطنيا وجهويا.
وتعمل بلادنا حاليا على تعميم هذه المقاربة في أفق سنة 2014 تجسيما لمبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين في مختلف القطاعات. وحرصا على الرفع من قدرات المرأة وتأهيلها لاقتحام أكثر الميادين تنافسية ومواكبة لتحولات العصر وتطوراته التكنولوجية والمعرفية.
ويتولى مركز البحوث والدراسات والتوثيق والاعلام حول المرأة الذى احتفلنا خلال هذه السنة بمرور عشرين سنة على انشائه تنظيم برامج تكوينية بصفة دورية لبناء القدرات النسائية القيادية بطريقة تحث المرأة على مزيد الانتفاع بفرص المشاركة الاقتصادية وتدعم روح القيادة والمبادرة لديها وتطور اسهامها في مجال الاستثمار وبعث المشاريع وتحمل شتى المسؤوليات في الحياة العامة. كما تتولى منظومة التكوين المهني استقطاب الفتيات لتعزيز مهاراتهن وتنمية قدرات المرأة على اقتحام سوق الشغل.
ويبقى نشر ثقافة حقوق المرأة كجزء لا يتجزأ من حقوق الانسان على أوسع نطاق ولاسيما لدى الناشئة من التوجهات الأساسية التي تحرص تونس على تجسيمها عبر العديد من البرامج التي تستهدف المرأة والرجل على حد السواء ترسيخا لمقومات مجتمع المساواة والتسامح والتضامن والحداثة وهي ثقافة أصيلة تعمل بلادنا على ترسيخها داخل الاسرة باعتبارها خلية أساسية لا يتحقق توازن المجتمع في غياب تماسكها.
وتضطلع المنظمات والجمعيات وسائر مكونات المجتمع المدني بدور أساسي في دعم هذه الثقافة وترسيخها. كما يتولى الاعلام التونسي التحسيس بها ونشر مبادئها وتعزيز قيم حقوق الانسان عامة وحقوق المرأة خاصة.
وتزامنا مع اطلاق الحملة الاممية لوقاية المرأة من العنف شرعت تونس سنة 2008 في تنفيذ استراتيجية وطنية للوقاية من السلوكيات العنيفة داخل الاسرة وفي المجتمع تكرس ايمان بلادنا العميق بأهمية انتهاج مقاربة متكاملة من أجل وقاية المرأة والمجتمع من كل أشكال العنف وانعكاساته السلبية.
ووفرت تونس في هذا السياق اليات وبرامج واجراءات للعناية بالمرأة ذات الاحتياجات الخصوصية تؤمن أسباب الاحاطة بالمرأة المعنفة والمرأة فاقدة السند والمرأة المسنة والامهات العازبات والنساء السجينات وأبنائهن وتنفذ في اطار شراكة وعقود برامج مع النسيج الجمعياتي بمختلف جهات البلاد.
وقد أولينا مجمل هذه القضايا اهتماما بالغا في اطار رئاستنا الحالية لمنظمة المرأة العربية فبادرنا ببلورة الاستراتيجية العربية لحماية المرأة من العنف وباحداث لجنة المرأة العربية للقانون الدولي الانساني وجائزة أفضل انتاج اعلامي حول المرأة العربية.
واقترحنا تأسيس مرصد للتشريعات الاجتماعية والسياسية ذات الصلة بالمرأة ووضع استراتيجية ثقافية مشتركة بين منظمة المرأة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هدفها النهوض بالمرأة العربية.
وتنصرف جهودنا حاليا الى احكام اعداد المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية الذى سينعقد بتونس في موفى أكتوبر الجارى حول موضوع "المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة" وتركز أشغاله على مناقشة العلاقة بين النهوض بأوضاع المرأة من ناحية وقضايا التنمية الشاملة والمستدامة بدول المنطقة العربية من ناحية ثانية.
حضرات السيدات والسادة
ان الحركية التي تعيشها منطقتنا الافريقية في مجال الاهتمام بأوضاع المرأة تعبر عن ارادة بلداننا وعزم قادتها على تفعيل مشاركة المرأة في التنمية في ظروف دولية تميزت خلال سنة 2010 بمتابعة مسار النهوض بالمرأة في اطار قمة بيكين زائد15 وما أتاحه ذلك من فرص متجددة لتناول هذه القضايا من منظور تنموى استراتيجي عادل.
واذ أجدد التأكيد بهذه المناسبة على أهمية ايفاء الدول الغنية بتعهداتها تجاه دعم مسار التنمية بالدول النامية فاني أغتنم هذه الفرصة لدعوتكم الى العمل معا خلال هذه العشرية الجديدة للمرأة الافريقية سواء في مستوى برامج التعاون الثنائي أو متعدد الاطراف لمضاعفة جهودنا الهادفة الى النهوض بأوضاع المرأة في مختلف المستويات والميادين وتكثيف تبادل التجارب والخبرات بيننا.
وتبقى تونس دائما على أتم الاستعداد للتعاون مع الاشقاء والاصدقاء والمشاركة في بناء غد أفضل وأكثر اشراقا للانسانية جمعاء.
ويقيني أن الاهداف المقررة في اطار عشرية المرأة الافريقية 2010-2020 ستساهم في تجسيم ما نصبو اليه من افاق جديدة لفائدة المرأة بمنطقتنا وستشكل دعامة قوية للجهود الدولية الهادفة الى سد الفجوة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية وترسيخ مبدأ العدالة في التنمية باعتبارها الطريق القويم لتكريس انسانية الانسان وضمان حقوقه.
واني واثقة بان عشرية المرأة الافريقية ستكون الاطار الامثل لتعزيز جهودنا وتجسيم ما تبقى من أهداف الالفية ومحاربة التمييز ضد المرأة وتوفير الضمانات لفائدتها حتى تتمتع بحقوقها على أوسع نطاق بمساهمة كل الاطراف بما فيها مكونات المجتمع المدني الافريقي وذلك في اطار مقاربة تقوم على التلازم المتين بين الحقوق المدنية والسياسية من ناحية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من ناحية ثانية شعارنا في ذلك "معا لرفع التحديات معا لكسب الرهانات معا لانتفاع المرأة الافريقية بثمار التنمية المستدامة".
وفي الختام أجدد شكري لكل القائمين على إنجاح هذا اللقاء راجية لأعمالكم التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.