تونس 14 اكتوبر 2010 (وات) - "تونس مركز اورومتوسطي للتجديد والتنافسية"، ذلك هو محور الملتقى الذي انتظم، اليوم الخميس بقصر المعارض بالكرم، بحضور شخصيات اقتصادية من تونس ومن المنطقة الاورومتوسطية. وينتظم هذا الملتقى تحت سامي اشراف رئيس الدولة بالتوازي مع الدورة الثانية لصالون لاحداث المؤسسات والتطوير التكنولوجي. وابرز السيد عفيف شلبي، وزير الصناعة والتكنولوجيا التحول التكنولوجي الذي شهدته الصناعة التونسية خلال السنوات الخمس عشرالاخيرة. واوضح في هذا السياق التطور الكمي الملحوظ للصادرات التي تضاعفت باكثر من اربع مرات خلال الفترة 1995-2010، اذ ارتقت من قيمة 4 مليارات دينار الى 18 مليار دينار، رافقها تطور في المحتوى التكنولوجي الذي تحول من 12 بالمائة سنة 1995 الى 30 بالمائة سنة 2009 واوضح ان البحث الاخير لتقييم برنامج التاهيل، ابرز ان نحو نصف المؤسسات تنجز تجديدا بشكل او باخر، ملاحظا انه من ضمن عينة شملت 400 مؤسسة، حققت 47 بالمائة منها تجديدا على مستوى المنتوج فيما ادخلت 66 بالمائة منها تجديدا على مستوى مسار الانتاج وجددت 49 بالمائة من هذه المؤسسات على مستوى اساليب التسويق. واضاف الوزير ان عددا معتبرا من المؤسسات التونسية حصلت على شهادة المطابقة لمواصفة المستوى الاول للمصممين من طرف مصنعي السيارات الدوليين او مواصفة مزودي منتوجات النسيج النهائية من طرف كبار الموزعين الاوروبيين. وذكر ان التقرير الاخير للمنتدى الاقتصادي لدافوس، يؤكد كل هذه النتائج الايجابية من خلال تصنيف تونس في المركز 31 عالميا في مجال التجديد. بيد ان هذه النتائج كما افاد بذلك الوزير، لا يمكن ان تحجب النقائص التكنولوجية التي يتعين تجاوزها على مستوى النسيج الصناعي التونسي ملاحظا ان البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات" حدد اهدافا طموحة في مجال التطوير التكنولوجي للصناعة التونسية. ويتعلق الامر خاصة بالارتقاء بالصادرات الصناعية الى ما قدره 25 مليار دينار مع الترفيع في حصة الانشطة التكنولوجية ضمن هذه الصادرات الى نسبة 50 بالمائة في افق 2014 واستعرض الوزير في ذات الصدد، اهم محاور استراتيجية التطوير التكنولوجي للصناعة التونسية، ولا سيما دعم البنى التحتية التكنولوجية باستثمارات بقيمة 1000 مليون دينار وتطوير شبكات الجامعات والمؤسسات وارساء الية للتمويل الخصوصي فضلا عن ارساء برنامج طموح للترويج لموقع تونس الصناعي والتكنولوجي. واوضح السيد الهادي الجيلاني، رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ان ثالوث "الجودة والكلفة والاجال"، لم يعد كافيا لضمان قدرة تنافسية عالية للمؤسسة اذ بات التجديد العنصر الرابع الاساسي لدعم هذه القدرة وضمان التميز. واكد ان المؤسسات، ولا سيما تلك التي تبادر الى ارساء مشروع مجدد، مدعوة الى التحلي بقدرات اكبر على الابتكار والابداع والتجديد والاستشراف لاستغلال الفرص المتاحة في ظل التحولات المتواصلة والتطورات التكنولوجية وايضا الازمات الاقتصادية التي غالبا ما توفر فرصا. ونوه السيد الهادي الجيلاني بالجهود التي تبذلها الادارة في مجال النهوض بالتجديد داعيا الى التحلي بمزيد من المرونة والنجاعة وتبسيط الاجراءات. واشار السيد ادريانوس كويتسنرويجتر ، السفير رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في تونس الى المقاربة الاستراتيجية في مجال التجديد هي ذاتها التي يشترك فيها الاتحاد وتونس مبينا ان الطرفين اتفقا على مقاربة شاملة في ما يهم التعاون بينهما في هذا المجال. واضاف ان دعم اوروبا لتونس سيشمل كل المجالات ذات الصلة بالتجديد وسيهم ايضا حسن توظيف اليات الدعم والتمويل والاطار التنظيمي. كما سيتم معاضدة جهود الباحثين التونسيين الراغبين في وضع خبراتهم على ذمة المؤسسات او في ان يصبحوا هم انفسهم باعثين مع تيسير النفاذ الى كل الفرص المتوفرة على الصعيد الدولي وفي المرتبة الاولى الى مبادرات البرنامج الاطاري السابع للبحث //2007-2013//، للاتحاد الاوروبي الذي يوفر لهياكل البحث التونسية امكانيات اوسع للتعاون. واكد السيد كارلوس زوريهينو، كاتب الدولة البرتغالي للطاقة والتجديد ان تونس والبرتغال قد انتهجتا نفس الخيارات في ما يتعلق بالنهوض بالتجديد مبرزا الاهمية الخاصة التي توليها بلاده للتجديد في مجال الطاقات المتجددة وتعصير الخدمات العمومية. ولاحظ ان تشابه الاستراتيجيات في البلدين من شانه ان يدفع بالتعاون الثنائي معربا عن عزم البرتغال مزيد النهوض بكل اوجه هذا التعاون. وينتظم الملتقى ببادرة من وزارتي الصناعة والتكنولوجيا والتعليم العالي والبحث العملي بالتعاون مع وكالة النهوض بالصناعة والتجديد والوكالة الالمانية للتعاون الفني ومنظمة الاعراف التونسية والهيكل الفرنسي المختص في التنمية والتجديد.