بروكسل 16 أكتوبر 2010 (وات) - أبدت باكستان يوم الجمعة حرصا على طمأنة المجتمع الدولي إلى إرادتها مواصلة الإصلاحات خصوصا الضريبية منها مقابل التزام سياسي بمساعدة اسلام اباد على معالجة آثار الفيضانات غير المسبوقة التي اجتاحت البلاد خلال الصيف. وأقر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي بان "النظام الضريبي يجب ان يكون أكثر عدالة" وذلك بعد اجتماع في بروكسل لمنتدى "أصدقاء باكستان الديموقراطية" الذى يضم 26 بلدا ومنظمة من بينها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وإيران واستراليا إضافة إلى الجار الهندي. وموقف قرشي الذى أوضح إعداده لعدد من مشاريع الاصلاحات جاء خصوصا للرد على دعوة من نظيرته الامريكية هيلارى كلينتون التي طالبت الخميس بجهد مالي من جانب الباكستانيين الأثرياء لمساعدة بلادهم على تخطي تبعات الفيضانات. واعتبرت ان على الحكومة الباكستانية ان "تفرض" على المواطنين "الاكثر رخاء اقتصاديا وعلى النخبة في باكستان ان يدعموا الدولة والشعب". ولاقت الوزيرة الامريكية في هذا الموقف العديد من المسؤولين الاوروبيين يوم الجمعة. وقال وزير الخارجية الالماني غويدو فيسترفيللي "اذا اردتم ان تبقى باكستان مستقرة او ان تعود اكثر استقرارا يمكنكم جمع ما شئتم من اموال فهذا لن يكفي في نهاية المطاف اذا لم يكن هناك من اصلاحات اذا لم يكن هناك على سبيل المثال تصحيح للتوازن بين الفقراء والاغنياء في باكستان". وقال نظيره البريطاني وليام هيغ "بطبيعة الحال هناك اصلاحات ضرورية في باكستان ويجب ان تشمل توسعة للقاعدة الضريبية" لجباية مزيد من الضرائب. وتبلغ قيمة الأضرار الناجمة عن الفيضانات 9 مليارات و700 مليون دولار خصوصا في مجال البنية التحتية والزراعة بحسب تقديرات نشرها الخميس البنك العالمي والبنك الاسيوى للتنمية. وفي بيانهم الختامي توقف "اصدقاء باكستان" عند "الحاجة لجهود متواصلة من جانب الحكومة الباكستانية في اطار برنامجها الاصلاحي نحو الاستقرار الاقتصادى والنهوض الدائم" بما يشمل المجال الضريبي. كما ابدوا دعمهم للعملية التي اطلقها الاتحاد الاوروبي والتي تهدف الى الطلب من المنظمة العالمية للتجارة اعطاء باكستان شروطا جمركية تفضيلية على بعض المنتجات لمساعدة اقتصادها. ومع ان قادة الدول ال27 في الاتحاد الاوروبي اتفقوا على هذا المبدا خلال قمتهم الاخيرة نهاية سبتمبر في بروكسل الا ان دولا اوروبية عدة بما فيها ايطاليا قلقة من تبعات ذلك على اقتصادها المحلي. وجدد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني يوم الجمعة التأكيد ان بلاده لن تقبل هذا المسار التجارى الا "في حدود معينة". وبحسب قرشي فان الشروط التفضيلية للوصول الى السوق الاوروبية ستكون "مساعدة ملموسة لباكستان". الا ان المسؤولة في المنظمة غير الحكومية اوكسفام كونسويلو لوبيز زورياغا اعتبرت ان اجتماع "اصدقاء باكستان" مخيب للامال لكونه لم يتطرق الى مسالة دين ال55 مليار دولار الذى يعاني منه اقتصاد البلاد.