قمرت 29 أكتوبر 2010 (وات) - انعقدت يوم الجمعة بضاحية قمرت الجلسة العلمية الثالثة لمؤتمر القمة الثالث لمنظمة المراة العربية حول موضوع "المرأة العربية والبعد البيئي للتنمية المستديمة" برئاسة السيدة نوارة جعفر الوزيرة الجزائرية المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة رئيسة وفد بلادها الى المؤتمر. وقدمت الدكتورة هالة الخيمى الحوارانى من الاردن المداخلة الرئيسية للجلسة وتناولت فيها مدى أهمية المرأة فى حماية البيئة وصون الطبيعة باعتبار دورها الاساسي فى نشر الوعي البيئى داخل محيطها الاجتماعي مؤكدة ضرورة رفع درجة الوعى لدى المراة بمشكلات البيئة وزيادة مساهمتها فى حلها والاهم من ذلك تمكينها من مراقبة البيئة واتخاذ القرار وتنفيذه لتنمية دورها وتعزيز شعورها بالمسؤلية تجاه قضايا البيئة. وسلطت الاضواء على دور المراة المثقفة والعاملة فى الحقل التربوى والاعلامية فى الانشطة التحسيسية المباشرة وغير المباشرة والوصول الى الراى العام والى المراة فى مختلف انماط حياتها او المناطق التى تعيش فيها والتى تكون بعيدة عن وسائل الاتصال الحديثة. كما تطرقت الى دور المرأة الأم فى غرس العادات الصحية والبيئية السليمة لدى اطفالها والحرص على المحافظة على صحة الهواء المنزلي ومساهمتها فى غراسة الاشجار والحدائق المنزلية. وأكدت السيدة هالة الخيمى الحوارانى بخصوص ادماج المراة فى التنمية البيئية على المستوى الاقليمي ضرورة إنشاء بنك معلومات اقليمي وتحديد المعلومات الخاصة بدور المراة فى ادارة البيئة ودعم عقد الدورات التدريبية وورشات العمل ومساندة المنظمات النسائية الناشطة فى الحقل البيئي واشراكها فى رسم سياسات حماية البيئة وادخال مادة التربية البيئية فى المناهج الدراسية فضلا عن إعداد "كوادر" نسائية مختصة فى مجالات حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية. ولدى تقديمها للورقة النقاشية الاولى اكدت السيدة ام كلثوم بن حسين من تونس ان مفهوم التنمية المستدامة يستوجب تحقيق الترابط الوثيق بين عناصر النمو الاقتصادى والتقدم الاجتماعي والواجب الايكولوجي وهو ما يتطلب تكثيف الجهود العلمية لصياغة حلول جديدة وابتكار اجوبة تقنية. وأشارت الى ضرورة تشريك المراة العربية فى صياغة المعرفة العلمية وذلك عبر ضمان التكافؤ والعدالة فى فرص التكوين العلمي مع الرجل وذلك للاستعانة بكافة طاقات الابداع والخلق والاستفادة من مخزون مهارات المرأة العربية فى العلوم والتكنولوجيا والتحديث مبينة ان التنمية المستدامة للدول العربية تستوجب دعم الثراء والتنوع العلمي والتكنولوجي بمشاركة فعالة للمراة والرجل على حد السواء. وأبرزت الدكتورة فدوى كلاب من لبنان فى ورقتها النقاشية الثانية الدور الهام الموكول للمرأة فى ترشيد الاستهلاك داخل المنزل وخارجه الى جانب مساهمة المراة الريفية فى الحفاظ على سلامة المنتوج وحمايته من الطفيليات بما يضمن استدامة النباتات العطرية والطبية مؤكدة ضرورة تشريك المنظمات النسائية في آليات اخذ القرار صلب اللجان التوجيهية لبرامج الاممالمتحدة ومجلس وزراء البيئة العرب. كما أوصت بدعم المشاريع الصغرى المخصصة للنساء وتطوير القوانين والتشريعات الوطنية التى تؤكد احقية المرأة فى ممارسة دورها الاقتصادي التنموي ورسم صورة مشعة عن المرأة في المناهج التربوية الى جانب خلق ثقافة مجتمعية مساندة لمشاركة المرأة فى جميع المجالات وتحسين القدرة العلمية للمراة وتعزيز التعاون الاقليمي والدولي لتبادل المعلومات والتجارب الناجحة فى مجال تثبيت فعالية المرأة فى المجتمع. وأكدت المتدخلات في أعمال هذه الجلسة أهمية تعزيز قدرات المرأة العلمية فى خدمة قضايا البيئة بالنظر الى دور التعليم فى تثقيف المراة وزيادة الوعي لديها بالمتغيرات والإخلالات البيئية حولها بما يمكنها من المساهمة في توجيه سلوكيات المجتمع وتحسيسه بأهمية الحفاظ على البيئة فضلا عن تيسير انخراط المرأة فى التنظيمات الحكومية وغير الحكومية الناشطة فى الحقل البيئي وفى صنع القرار وتنفيذه فى نطاق سياسات الدول ذات الصلة. كما أوصين بمزيد الاهتمام بالمرأة الريفية ودعم مشاركتها فى مسارات التنمية المستديمة فى العالم العربي باعتبار دورها البيئي الهام ومساهمتها الفعالة فى الحفاظ على التنوع البيولوجي الى جانب فتح مجال الخلق والإبداع لدى المرأة لاستنباط الحلول الممكنة للتقليص من التلوث والحد من الاستهلاك المفرط للطاقة إلى جانب تفعيل دورها في مواقع العمل المختلفة لنشر الثقافة البيئية وترشيد الاستهلاك.