تونس 30 أكتوبر 2010 (وات) - رحلة تحد وإصرار من أجل الدفاع عن حقها في العيش الكريم مع أطفالها بعد استشهاد زوجها على أيدي جنود الاحتلال الفرنسي هذه هي الرحلة التي خاضت غمارها الممثلة الجزائرية سامية مزيان في دور وردية في الفيلم الجزائري رحلة إلى الجزائر للمخرج عبد الكريم بهلول الذي تابعه جمهور غفير مساء الجمعة بقاعة الكوليزى بالعاصمة في إطار المسابقة الرسمية للدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية التي تتواصل إلى غاية 31 أكتوبر الجاري. كان ذلك سنة 1962 بريف مدينة سعيدةبالجزائر حيث وجدت وردية نفسها وحيدة هي وأبناؤها الستة بعد الاستقلال خاصة وأن احد ابنائها قدير يتعرض الى صدمة نفسية عنيفة اذ لم تتحمل روحه الطفولية مشهد دفن والده أمام مرآه ويأتي حصول الأم على منزل لمعمر فرنسي في حي راق بمدينة سعيدة ليضمد جروح هذه العائلة المقهورة إلا إنها لا تنعم بهذه المكافأة المستحقة طويلا حيث يلاحقها احد أعيان مدينة سعيدة الوصوليين ليهددها بسلب المنزل عنوة مدعيا أن السلطات المحلية منحته إياه. ومن هنا تبدأ رحلة المعاناة في مجتمع خرج لتوه من استعمار ترك تراكمات وصراعات بين الثوار والوصوليين هذه العوائق لم تثن بطلة الفيلم في التوجه للعاصمة لمقابلة رئيس الدولة آنذاك احمد بن بلة أول رئيس جزائري بعد الاستقلال لتطرح عليه قضيتها لكنها تجده مسافرا الى وهران فتلتقي قائد أركانه هوارى بومدين الذي يستقبلها ويتأثر بمشكلتها ويقرر مناصرتها وضمان حقها وحق أيتام الشهيد. عبد الكريم بهلول شارك الجمهور تصوراته من خلال إقحامه في وقائع الفيلم الذى انتهى بتحقيق مطلب وردية رمز المرأة الجزائرية القوية والشجاعة وكسر جناح المستبد وذلك باعتماده على الخلفية الايجابية لكل ما يتعلق بقضية الشهداء والثورة في الجزائر وكان الأداء الرائع للممثلة سامية مزيان والطفل المميز سامي أهيدا في دور قدير من ابرز العناصر الجمالية في هذا العمل الذي أسند له الجمهور الحاضر في نهاية العرض علامة امتياز في بطاقات التقييم. فيلم رحلة إلى الجزائر هو قصة حقيقية جسدها المخرج عبر العودة الى محطة تاريخية عاشتها الجزائر ابان الاستقلال وقد بين هذا الفيلم مكانة المرأة الجزائرية التي شاركت الرجل في نضاله المرير كما كان المخرج وفيا لملامح البداوة وبعض تفاصيل الستينات وكأننا أمام السينما الكلاسيكية بألوانها الدافئة والموسيقى الهادئة التي صاحبت مشاهد الفيلم. ويذكر أن عبد الكريم بهلول من مواليد 1950 درس الدراما ثم الادب ليتفرغ لدراسة السينما في باريس حيث أخرج ستة أفلام طويلة أولها شاى بالنعناع سنة 1984 و ليلة القدر سنة 1999 و اغتيال الشمس سنة 2004.