واشنطن 20 جويلية 2009 (وات) - قال باحثون امريكيون يوم الاثنين ان عدد المسنين في العالم اخذ في التزايد بمعدل اسرع من اى وقت مضى وان عدد كبار السن سيفوق قريبا لاول مرة عدد صغار السن. وسيودى ارتفاع عدد المسنين الى زيادة تكاليف المعاشات والرعاية الصحية مما يفرض زيادات كبيرة في الانفاق العام يمكن ان تودى الى ابطاء النمو الاقتصادى في الدول الغنية والفقيرة. وذكر مكتب الاحصاء الامريكي ان عدد الاشخاص الذين تجاوزت اعمارهم 65 سنة فأكثر وصل الى نحو 506 ملايين نسمة بحلول منتصف عام 2008 . وسيتضاعف هذا العدد إلى مليار و300 مليون نسمة بحلول عام 2040 او 14 في المائة من مجمل عدد سكان العالم. وأفاد التقرير الذى اعده كيفن كينسيلا ووان هي من مكتب الاحصاء الامريكي ان "عدد الاشخاص الذين تبلغ اعمارهم 65 سنة فأكثر سيفوق قريبا عدد الاطفال الذين تقل اعمارهم عن خمس سنوات لاول مرة في التاريخ". وقال ريتشارد سوزمان من المعهد القومي للشيخوخة والذى فوض اعداد هذا التقرير ان "الشيخوخة توثر على كل البلاد في كل بقاع العالم. وعلى الرغم من وجود اختلافات مهمة بين الدول المتقدمة والنامية فان الشيخوخة العالمية بدأت تغير الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية لكوكب الارض وتشكل تحديات صعبة". ووجد التقرير ان الاشخاص الذين تبلغ اعمارهم 80 عاما فأكثر هم الشريحة الاسرع نموا من مجمل السكان في دول كثيرة. وعالميا فان من المتوقع ان يزيد عدد السكان "الطاعنين في السن" بنسبة 233 في المئة فيما بين 2008 و2040. واضاف التقرير ان "تقلص معدلات العاملين بالنسبة الى ارباب المعاشات والاشخاص الذين يقضون جزءا اكبر من حياتهم في التقاعد يرهق على نحو متزايد انظمة الصحة والمعاشات القائمة". وذكر التقرير انه "في غضون بضع سنوات بعد 2010 مباشرة ستبدأ اعداد ونسب المسنين /ولاسيما الطاعنين في السن/ في الزيادة على نحو سريع في معظم الدول المتقدمة ودول نامية كثيرة. ولاحظ التقرير ان "هذه الزيادة هي بشكل اساسي نتيجة ارتفاع مستويات الخصوبة بعد الحرب العالمية الثانية وبشكل ثانوى ولكن على نحو متزايد نتيجة انخفاض معدلات الوفاة بين المسنين". ومازالت الامراض المزمنة مثل القلب والسرطان هي السبب الرئيسي للوفاة ولاسيما بين كبار السن. وهذا المعدل يعني زيادة الانفاق على انظمة الرعاية الصحية. وهذا لن يحدث في العالم الصناعي فقط. ويقول التقرير انه "بحلول 2040 من المرجح ان تصبح دول اليوم النامية موطنا لاكثر من مليار شخص تبلغ اعمارهم 65 عاما فأكثر". وفي كل شهر يحتفل 870 الف شخص ببلوغهم 65 عاما. وخلال عشر سنوات سيحتفل مليون و900 الف شخص بعيد ميلادهم الخامس والستين. وأشار التقرير انه اذا خططت الدول وقطاع الاعمال بشكل جيد فان عدد المسنين قد يخلق فرصا للنمو الاقتصادى. ولكنه اشار ايضا الى تقرير للجنة الاوروبية في 2006 وجد ان تكاليف المعاشات والرعاية الصحية والرعاية على المدى الطويل ستفرض زيادات كبيرة في الانفاق العام وتخفض معدلات نمو اجمالي الناتج المحلي. وأضاف التقرير "وفي ظل عدم وجود تغييرات في السياسة فان معدل النمو الاقتصادى المحتمل للاتحاد الاوروبي سيتم تخفيضه الى النصف بحلول 2030".