تونس 24 نوفمبر 2010 (وات)- شهدت العاصمة امس الثلاثاء افتتاح الدورة 17 من ايام السينما الاوروبية بتونس بعرض فيلم "البارونات" للمخرج البلجيكي من أصل مغاربي نبيل بن يادير والذي واكبه عدد هام من هواة الفن السابع من تونس وخارجها. وفي تقديمه لفيلم الافتتاح بين سفير المفوضية الاوروبية في تونس ،ادرييانيس كوستسين رويجر،أن هذه التظاهرة التي دابت على تنظيمها المفوضية الاوروبية وسفارات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بتونس بالتعاون مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، تهدف الى دعم التبادل الثقافي بين اوروبا وضفتي المتوسط من خلال مايحمله الفن السابع من قيم نبيلة تعبر عن الحب والسلام وتفتح أبواب الحوار والتلاقي بين الدول المتوسطية والدول الاوروبية. ويطرح فيلم الافتتاح الذي عوض الفيلم المعلن سابقا "رحلة سامي العجيبة" للمخرج البلجيكي بان ستاسين لاسباب قال المنظمون انها تقنية،موضوع عدم توفق بعض شباب المهجر المغاربة المقيم في البلدان الاوروبية في تحقيق احلامه بسبب تمزقه بين ما حدده لهم الاباء من مستقبل مهني ومايطمحون هم اليه،معتمدا على مقاربة هزلية جسدتها مواقف مضحكة عاشها ثلاثة شبان مغاربة يعانون من ازدواجية الثقافة. وقد سعى المخرج وفق الروءية التي تناول بهاالموضوع الى صناعة كوميديا بسيطة من خلال التركيز على يوميات هوءلاء الشبان الذين تراودهم احلام وامنيات بقيت افتراضية في اذهانهم في انتظار تحقيقها دون التخلي عن حياة اللهو والكسل، ومن هنا جاءت تسمية الفيلم "البارونات". والبارون الأكثر طموحا هو "حسن" حيث يحلم بان يكون ممثلا هزليا ناجحاالا انه يمتهن مكرها سياقة الحافلات ورغم حبه وتعلقه الشديد بصديقة طفولته "مليكة" التي أصبحت مقدمة أخبار مشهورة فانه يخطب جارته تنفيذا لرغبة والديه.اما منير فقد اعتمد على دهائه في السعي الى تحقيق ماربه فيما تمسك "عزيز" بكسله وحب الحياة المريحة. وابرزالمخرج من خلال فشل "البارونات الثلاثة" في تحقيق احلامهم ان التخلي عن فكرة "البارون" تتطلب من الذات الالتزام بقواعد التحدي والمثابرة من أجل تحقيق المبتغى وهو ما قرره "حسن" الا ان شخصية "البارون" لم تفارقه وسيطرت على كل مواقفه. في هذا الفيلم استعمل المخرج "الضحك" و"السخرية" كاداة لتوجيه نقد لاذع لجيل يعاني من انفصام ثقافي، فالمواقف الهزلية تخفي الالم العميق لهذا الجيل الذي وضعته ظروف اجتماعية معينة في حالة ضياع تستوجب منه البحث عن ذاته وعن حقيقته. ويشار الى ان المخرج نبيل بن يادير هو من مخرجي شباب الهجرة (مواليد 1979) بدأ مسيرته السينمائية كممثل ثم شارك في كتابة سيناريوهات عدد من الافلام. ويعد فيلم "البارونات" أول فيلم طويل في رصيده اخرجه سنة 2009 بعد فيلمه القصير "خروج البهلوان". ويذكر ان حوالي 35 فيلمااوروبيا ومغاربيا ستعرض ضمن فعاليات هذه التظاهرة التي تتواصل الى غاية 12 ديسمبر وستشمل 7 ولايات الى جانب العاصمة. وسيمنح الجمهور جائزتين لافضل فيلم طويل ولافضل فيلم قصير.