تونس 30 ماي 2009 (وات) في إطار الاحتفال بمائوية المسرح التونسي تابع أحباء الفن الرابع يوم الجمعة ببيت الاحتفال بمدينة تونس العتيقة عرض مسرحية /على قيد الحياة/ للمخرج عبد الغني بن طارة عن نص للكاتب المغربي عبد الكريم برشيد. ويرصد هذا العمل المسرحي الذي قام فيه بادوار البطولة كل من حسين المحنوش وخالد الزيدي وسميرة العبيدي الواقع المعيش بأسلوب يجمع بين الكوميديا والتراجيديا الساخرة ليقدم حكاية بسيطة في ظاهرها لكنها تطرح إشكاليات ذهنية وفلسفية. ويتضح هذا المغزى من خلال صحوة الزوجين محجوب /حسين محنوش/ ومحجوبة /سميرة العبيدي/ على احتفال مسرحي يعيشانه في الواقع فتنطلق جدلية الحوار بين الرجل والمرأة من حيث فرض الشخصية وكيفية مواجهة الصعوبات الحياتية المادية منها والمعنوية. وفي خضم ذلك يستنتج المتفرج توق /محجوبة/إلى الأفضل جسمته رغبتها في تقمص ادوار مسرحية أرادت من خلالها تجاوز الواقع المعيش لبلوغ عالم الأحلام والخيال وتحقيق الرغبات. أما الشخصية الثالثة المسماة /بالآخر/ والمكونة لمجريات المسرحية فتبقى محورية لكونها تتدخل في صراعات الزوجين لتأججها وتكون سببا في تغيير المواقف فتصبح بدورها صانعة القرار. ومكنت طريقة الإخراج المجددة والقائمة على مسرح الحلقة من تبليغ المقاصد الإيحائية للمسرحية سواء عن طريق الحركة الطاغية للممثلين والتعبيرات الجسدية المدعمة لمضمون /على قيد الحياة/ أو من خلال توظيف الإضاءة في بعض المشاهد. وبرهنت المسرحية الناطقة باللغة العربية الفصحى وعلى امتداد ساعة ونصف الساعة عن جمالية هذه اللغة وقدرتها على التبليغ وإمتاع المشاهد بحسها الفكاهي وهو ما افلح الممثلون الثلاثة في إيصاله للمتلقي بادائهم المتميز. وحضر هذا العرض المسرحي عدد من الممثلين ورجال الثقافة والإعلام وفي مقدمتهم السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث الذي اطلع قبل ذلك على مجسم /لبيت الاحتفال/ من انجاز طلبة المعهد العالي للهندسة بسيدي بوسعيد.