تونس 25 جانفي 2011 /وات/ يواصل القسم الثقافي بوكالة تونس افريقيا للانباء سبر اراء عدد من أهل الثقافة والفن بشأن مواقفهم وارائهم حول ثورة 14 جانفي وتداعياتها المختلفة وفيما يلي تصريحات لثلة من فرسان القلم الذين تفضلوا بالادلاء بدلوهم في الموضوع نوردها حرفيا تقريبا باعتبار أهميتها وقدرة اصحابها على التبليغ.. /على دب / اديب ومؤلف مسلسلات تلفزيونية واذاعية/.. //انها ثورة حقيقة ثورة شعب تونس من شمالها الى جنوبها. نحن الان وبكل فخر طليعة الامة العربية.تونس صارت مثلا في الثورة والنضج وعلينا ان نحافظ على هذا الشرف ونطوره ويجب ان ننادى بالثوابت التى هى حرية الانسان كما وردت في نصها العالمى بلا تحريف ولا دمغجة .. حرية الراى والتعبير والحرية الشخصية وحرية المعتقد ودستور مبنى على المبادىء العالمية الحديثة ونظام برلمانى تعددى .كفانا من النظام الرئاسى الذي قادنا الى هذا الخراب حتى لا تضيع ثورتنا ولا تحرف . علينا بمراقبة المشبوهين وفى نفس الوقت حذارى من التشفى وتصفية الحسابات. كان الشعب في عهد بن على مقصى والان لا /فيتو/ على احد او تيار او تنظيم فالمهم التقيد بالدستور الذي سيصاغ برغبة الجميع واكبر ضامن للديمقراطية هو حرية الاعلام.. لا تكميم للافواه ولا رقابة فوقية او ذاتية لقد شيعنا الديكتاتور باللعنات فلا مجال لديكتاتور اخر وتحية لجيشنا الوطنى الذي صان ثورة الشعب ومازال قائما على الامن ونفتخر بحسه الوطنى النبيل// سوف عبيد / اديب وشاعر/.. // انها تونس الخضراء تونس العطاء وتونس الشهداء من على بن غذاهم الى الدغباجى الى شهداء 9 افريل الى فرحات حشاد والى الشهداء الذين سقطوا طيلة السنوات الماضية والى الشهيد محمد البوعزيزى والى كل الشهداء الذين سقطوا صامدين رافعين العلم المفدى ..لجميع هؤلاء تحية اجلال وخشوع واكبار وتحية محبة و وفاء واحترام على جبين كل الذين صمدوا في سنوات القهر والجمر وثبتوا بكل شجاعة وكبرياء وقالوا / لا / بصوت عال وجهورى وتحية اجلال ايضا لكل هؤلاء الشباب الذين هبوا من تونس الاعماق تونس السباسب وتونس الفيافى وتونس الجبال وتونس الصحراء وتونس الغابات وتونس القرى وتونس المدن وتونس الاحياء .. وتحية مجد لشعبنا الابى الحر الذي انجب في جميع عصوره المتوالية الاحرار من عهد حنبعل الى عهد بوغرطة الى عهد طارق بن زياد الى عهد اسد بن الفرات والى عهود الرباطات التي كانت قائمة على السواحل تحرس البلاد من الغزاة من افرنج واسبان وغيرهم فالشعب التونسي الابى كان دائما معتزا بحريته وهو لئن سكت حينا من الدهر بفضل طيبته وبفضل حسن شيمته فانه اذا ما نهض يزمجر ويقطع السلاسل فليس عبثا ان ابا القاسم الشابى استلهم من هذا الشعب بيته الشهير /اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر/ وعندما انطلقت هذه الثورة الحرة فانها عبرت عن كل ما كان يختزن في وجدان هذا الشعب لذلك ارى من واجبى كمبدع ان اقف اجلالا لهذا الشعب وان ارفع راسى عاليا لاننى تونسي.. وينبغي كذلك ان اقدم نقدى الذاتى وهى دعوة لكل المبدعين والمثقفين حتى نرى ما قدمنا من أدب ومن فن ومن ثقافة ومن علم لهذا الشعب /ادم فتحي شاعر وكاتب : // صار الشعب التونسي لا مطالبا بلقمة العيش فحسب بل مطالبا بكرامته وحريته وحقه في تقرير مصيره ورسم حاضره ومستقبله وهي مطالب عبر عنها الكثير من المناضلين على امتداد السنوات بعضهم عن طريق التصريح وما يعنيه من مواجهة لبطش السلطة وبعضهم عن طريق حرب المواقع في مختلف المؤسسات والفضاءات ألا انها ثورة فاجأت حتى هؤلاء المناضلين حين انفجر المسحوقون والمقهورون مواطنو الجهات المحرومة لتلتحق بهم كل مناطق البلاد التونسية وكل فئات شعبها بما يبرهن على ان الجميع كانوا في انتظار الشرارة المناسبة لرفض الاستبداد. ثار الشعب التونسي واطرد المستبد وهو اليوم يعيش مجريات اليوم التالي كل ذلك بادوات غير مسبوقة وبسرعة غير مسبوقة وبدرجة من التحضر غير مسبوقة وبنجاح اربك كل المحللين والمنظرين واسقط الكثير من المفاهيم المالوفة وتجاوز المرحليات التي اعتقد الكثيرون ان الثورات في حاجة اليها. أنها ثورة مبدعة تدشن مجرى ثوريا جديدا مواكبا لعصره الجديد وتبعث املا جديدا في الكثير من شعوب العالم. لذلك هي مطالبة بان تنجح. من هذا المنطلق اعتقد ان منظومات التحليل والتنظير المعهود لاتكفي اليوم. نحن امام نص يكتبه الشعب وامام ممارسة تسبق كل تنظير او تحليل. الثورة التونسية الان بصدد كتابة فعلها على ارض الواقع. انها لحظة تاريخية بصدد التشكل والعالم كله ينظر اليها باهتمام لانه يعرف ان ما بعدها سيكون مختلفا عما قبلها لا في تونس فحسب بل في الكثير من بلاد العالم. هناك مقولات كثيرة ومفاهيم كثيرة ومسلمات كثيرة سيعاد فيها النظر في ضوء هذه الثورة. لذلك فان المطلوب من الجميع الان ان لا يقل خطابهم ابداعا وتجديدا عن قدرة هذه الثورة على الابداع والتجديد بما يمكنهم من الانصات اليها والتعلم منها وحمايتها يوما بيوم لتمكينها من ابداع نفسها.//