رأس الجدير /مدنين 8 مارس 2011 (وات) - يتواصل الوضع مستقرا بمعبر رأس الجدير الحدودي عكس ما كان عليه منذ أكثر من 10 أيام حيث تقلصت حركة توافد اللاجئين من ليبيا في ظل تأزم الأوضاع الأمنية هناك. وبلغ عدد الوافدين يوم الاثنين 1800 شخص مقابل معدل يتراوح بين 10 آلاف و12 ألف شخص خلال الأيام القليلة الماضية وارتفع إجمالي عدد اللاجئين الذين عبروا النقطة الحدودية رأس جدير منذ يوم 20 فيفري والى غاية يوم أمس حوالي 105 آلاف لاجىء منهم 19 ألف تونسي والبقية من جنسيات مختلفة اغلبها من المصريين (50 ألف) والبنغال (حوالي 15 ألف). ورغم هذا الاستقرار فقد سعت مختلف الأطراف الساهرة على استقبال وتامين الظروف المريحة للاجئين إلى تعزيز جهودها تحسبا لما قد تحمله الساعات أو الأيام القليلة القادمة من مستجدات بل اغلبهم يعتقد "أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة". وتتوقع منظمات الإغاثة الوطنية والدولية العاملة على مستوى هذه النقطة الحدودية ومخيمات اللاجئين بالجهة إمكانية عودة تدفق الوافدين من ليبيا بإعداد كبيرة سيما مع احتداد المعارك هناك الأمر الذي قد يدفع الكثير من الرعايا الأجانب إلى الفرار وهو ما قد يولد أزمة إنسانية جديدة على الحدود. كما ينتظر أن يفد بعض الليبيين الذين قد يلجؤون إلى تونس بحثا عن بعض الأمن أو للتداوي والمعالجة. وفى هذا الإطار أكدت مختلف المنظمات الدولية والجيش الوطني والحماية المدنية والصحة العمومية أنها بادرت إلى تعزيز جهود وآليات الإغاثة والنجدة على الحدود التونسية الليبية. كما وصلت إلى الجهة مساعدات قيمة من دول شقيقة وصديقة من الجزائر وألمانيا والمغرب والإمارات التي تستعد لتركيز مخيم ضخم يتضمن 700 خيمة تتسع ل7 آلاف شخص منها ألف شخص في خيام مستقلة معدة للعائلات العربية وخاصة منها الليبية. وشملت المساعدة الإماراتية تركيز مستشفى ميداني طاقته 200 سرير ويضم فريق طبي وشبه طبي. كما أقيم مخيم عسكري مغربي يحتوى على مستشفى يؤمن عيادات طبية في كل الاختصاصات وعمليات جراحية ووحدة للتحليل وصيدلية تحوي كميات هامة من الأدوية. وبعد أن تم ترحيل أعداد هامة من المصريين طرحت من جديد إشكالية ترحيل اللاجئين البنغال وتسعى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى الإسراع بذلك وفق السيد فراس كيال المسؤول الإعلامي للمفوضية وتأجير طائرات للغرض. كما تبدو وضعية الصوماليين حرجة أيضا فهم ينادون المجتمع الدولي بترحيلهم إلى أي مكان فهم "تحت رعاية الله " على حد قول كثير منهم.