تونس 14 مارس 2011 /وات/ - "أية ديبلوماسية لتونسالجديدة؟" ذلك هو محور اليوم الدراسي الذي نظمه الاثنين المعهد الديبلوماسي للتكوين والدراسات بمقر وزارة الشؤون الخارجية والذي أجمع المشاركون فيه من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والجامعية والاعلامية على تأكيد الدور الحيوي الموكول للديبلوماسية التونسية في الترويج الموضوعي لثورة الحرية والكرامة لدى الأسرة الدولية واستثمار السمعة الطيبة التي حازتها تونس لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية. في هذا المضمار بالذات أكد رضوان نوصير كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية في الكلمة الافتتاحية أنه اعتبارا للطابع الانتقالي الذي تمر به تونس حاليا يتوجب على الديبلوماسية التونسية تكريس مقاصد ثورة 14 جانفي والتوقي من أي محاولة لإضعافها أو التقليل من جدواها علاوة على الترويج لها في الخارج بكل مصداقية ووضوح. واوضح أن العمل المستقبلي سيتركز على تثبيت الصورة الايجابية التي اكتسبتها تونس على الساحة الدولية بفضل ثورة الحرية والكرامة التي عكست نضج الشعب التونسي مع العمل على توظيف هذه الصورة في دفع الحراك التنموي واستقطاب أكبر قدر ممكن من الدعم السياسي والاقتصادي الخارجي لتونس في هذه المرحلة الانتقالية التي ستحدد بشكل اساسي ملامح المستقبل. وأشار من ناحية أخرى إلى أن الفترة القادمة ستشهد ترتيب البيت الداخلي لوزارة الشؤون الخارجية //باتخاذ اجراءات عاجلة في اتجاه ازالة حالة الاحتقان الناجمة عن تراكمات سابقة ورفع المظالم التي كانت مفروضة على المهنة الديبلوماسية في تونس//. وفي مداخلة ضمن حلقة الحوار الأولى بعنوان /أية ديبلوماسية للمرحلة الانتقالية ؟/ اشار الوزير والسفير السابق صلاح الدين بن مبارك إلى أن الظرفية الجديدة التي أحدثتها ثورة الحرية والكرامة تستدعي من جميع الأطراف الوطنية نشاطا حثيثا وخصوصيا في مجال السياسة الخارجية يروج لمبادئ الديمقراطية والحكم الرشيد والاحترام التام لحقوق الانسان ويدعم صورة تونس كوجهة استثمارية واعدة. من ناحيته قال الدكتور الشاذلي العياري،الوزير السابق والجامعي، إن من أوكد أولويات الديبلوماسية التونسية في المرحلة القادمة الترويج لثورة 14 جانفي لدى شركاء تونس واقطاب العالم برؤية تونسية سمتها الموضوعية والمصداقية داعيا إلى اعتماد خطاب تعريفي موحد من قبل الهيئات الديبلوماسية التونسية بالخارج لترويج نفس الصورة بعيدا عن كل اجتهاد من شانه أن يحرف ابعاد الثورة وأهدافها. بدوره اعتبر السيد محمد اليسير، المكلف بمهمة لدى وزير الشؤون الخارجية، أن أولوية الديبلوماسية التونسية خلال المرحلة القادمة تتمثل في إبراز النقلة التي حققتها تونس على صعيدي الالتزام بمبادئ الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان في كونيتها مذكرا بأن الإخلالات في هذين المجالين خلال حقبة العهد السابق شكلت العائق الأساسي الذي حال دون ارتقاء تونس إلى مرتبة الشريك المتقدم للاتحاد الاوروبي. وشدد رجل الاعمال طارق الشريف من جهته على الدور الموكول للديبلوماسية الاقتصادية في استعادة ثقة المستثمرين الاجانب في تونس موصيا بايلاء كل العناية للسوق الافريقية كوجهة مميزة للصادرات التونسية دون اغفال توطيد الشراكة مع شريك البلاد الاقتصادي والتجاري الأول الاتحاد الاوروبي. وضمن مداخلات حلقة الحوار الثانية لليوم الدراسي بعنوان /وجهات نظر حول ثوابت ومتغيرات السياسة الخارجية لتونسالجديدة/ لفت المتدخلون إلى الأثر الأكيد لثورة 14 جانفي على توجهات الديبلوماسية التونسية سيما بالاستناد إلى صورة جديدة للبلاد قوامها الانخراط في مسار ديمقراطي حقيقي والترسيخ العملي لاحترام مبادئ حقوق الانسان والقطع التام مع الظلم والاستبداد.