تونس الشروق: تغطية أمين بن مسعود شددت المداخلات والكلمات التي تخللت اليوم الدراسي الذي نظمه المعهد الديبلوماسي للتكوين والدراسات حول «أية ديبلوماسية لتونسالجديدة» على ضرورة ان تكون الديبلوماسية الجديدة في حجم ثورة الشعب التونسي وعاكسة لمبادئ انتفاضته المباركة المتمثلة في الكرامة والحرية والديمقراطية وأن تقطع مع السياسة الخارجية القديمة للنظام السابق. واعتبر كاتب الدولة لدى وزير الخارجية السيد رضوان نويصر أن على الديبلوماسية التونسية أن تبقى متمسكة بهويتها العربية والاسلامية وان تعمل على تعزيز انتمائها المغاربي والمتوسطي والافريقي. نضج الشعب التونسي وأضاف نويصر ان أهداف الديبلوماسية الجديدة تكمن في تثبيت الصورة الايجابية التي اكتسبتها تونس بفضل الثورة وما تبعها من خطوات تبين نضج الشعب التونسي وحرصه على استعادة نسق الحياة العادي. كما تتمثل الأهداث في جلب أكبر دعم اقتصادي وسياسي خارجي لتونس وتعميق التواصل مع الجالية التونسية في الخارج وتشريكها في بناء المستقبل واستقطاب كافة كفاءاتها وفي احداث نقلة نوعية تتسم بالتفاؤل مع المجتمع المدني داخليا وخارجيا خاصة بعد ان تحرر الديبلوماسي التونسي من عقد النظام السابق. وتشمل الأهداف ايضا اعادة ترتيب البيت الداخلي في وزارة الخارجية وإزالة حالة الاحتقان التي كانت موجودة داخل هذا الهيكل. وأشار الى أن هذه الأهداف تحتاج الى «خارطة طريق» تسمح بتحقيقها معبرا عن أمله في اعادة ارساء الديبلوماسية التونسية التي جعلت الكثير من الدول المتحررة من ربقة الاحتلال تستلهم من تونس نموذج بناء الدولة. أولويات بدوره، رأى الديبلوماسي السابق صلاح الدين مبارك أن أولوية الديبلوماسية التونسية تتجسد في العمل مع المجتمع المدني للارتقاء بصورة البلاد الى ما كانت عليه قبل التسعينات والسمو بها الى درجة أسمى لم يبلغها أي بلد عربي او اسلامي خاصة مع دخول تونس الفعلي في الديمقراطية والحكم الرشيد. وأكّد مبارك على أهمية استحضار المبادئ الكبرى للديبلوماسية التونسية «ما قبل التسعينات» وهي «الحداثة والاعتدال والتنمية البشرية» مع القطيعة التامة مع الخطاب السياسي السابق والمركز على «مواجهة الارهاب» و«الهجرة». وأضاف أن «الثورة التونسية» ستفتح الباب على مصراعيه امام الشراكة التامة مع الاتحاد الاوروبي خاصة بعد انزياح كافة العوائق السابقة وستمكن بلادنا من الحصول على زيادة في المساعدات المالية من البنك الاوروبي للاستثمار لا سيما في ظل الحديث عن «مخطط مارشال» لتونس. كما ستدفع الثورة نحو استحثاث نسق الاستثمار الأجنبي في بلادنا مع ارساء مبادئ الشفافية والعدالة والنزاهة واستقلالية القضاء. من جانبه، قال الديبلوماسي السابق الشاذلي العياري ان استحقاقات الديبلوماسية في الظرف الانتقالي الذي تمر به تونس علاوة عن دعم الحراك التنموي ودعم اشعاع البلاد اقليميا وقاريا، تكمن في التعريف بالثورة التونسية في العالم برمته ولدى الشركاء بشكل خاص. وأضاف العياري ان شركاء تونس في الخارج لا يعرفون حقيقة ما جرى في بلادنا ومعرفتهم عادة ما تكون مشوهة الامر الذي يفرض وجود خطاب تعريفي موحد للثورة. وأشار الى أن شركاء بلادنا في التنمية منذ 30 سنة محرجون أمام مجتمعاتهم وأمام برلماناتهم التي سمحت لهم بناء على دفاعهم عن النظام السابق بابرام الاتفاقيات الثنائية مع تونس. وأكّد على ضرورة أن يقدّم الديبلوماسي في الخارج صورة واضحة ودقيقة عما كان في تونس. وهاجم الأستاذ العياري بيان حزب «الاتحاد الديمقراطي الوحدوي» المؤرّخ في 19/12/2011 والذي خصصه الحزب آنذاك للتعليق على المؤتمر الدولي حول الاصلاحات السياسية والاقتصادية في تونس واصفا الكلام الوارد فيه بالمنافي والمعادي للهوية التونسية. وأضاف العياري أن الانفتاح على الآخر هو أحد لبنات الهوية التونسية المجبولة على قبول الغير وأن الديمقراطية والكرامة التي أفرزتها الثورة التونسية عليها ان لا تكون إيذانا بالانكفاء والاحتكام الى وطنية ضيّقة. شعور بالذنب أما السفير السابق محمد اليسير فقد عبّر عن شعور بالذنب يختلج الكثير من الديبلوماسيين التونسيين الذين وقفوا أمام الأجانب مدافعين عن نظام أثبتت الثورة أنه فاسد وقمعي وشمولي. وأضاف أن أولويات الديبلوماسية الراهنة هي تطمين محيط تونس الاقليمي بأن تونس ليست مصدرة لمنتوج «الثورة» ولكن يمكن لهذه الثورة أن تصدّر نفسها بنفسها ودعم قيام دولة القانون والمؤسسات وجلب الاسثتمار الأجنبي لتونس عقب طرد الفاسدين. واستطرد اليسير بوجوب الالتجاء الى الأممالمتحدة لاسترداد الأموال المنهوبة من الشعب التونسي. واعتبر أنه يمكن لمجلس الأمن أن يلعب دورا مهما في هذا المجال مشيرا الى أنه من واجب الديبلوماسية التونسية التسويق لهذا المقترح، واعتبر أن من واجب صاحب الديبلوماسية الموازية «الحزبية. السياسية. الجمعياتية. الثقافية» دعم مكانة تونس وتموقعها الجديد. وخلال مداخلته في اليوم الدراسي، شدّد السياسي عبد الوهاب الهاني على ضرورة تجاوز ثقافة التسول من الاتحاد الأوروبي والدخول في شراكة حقيقية مع كافة الأطراف. وأضاف الهاني أنه من الحتمي عدم الاقتصار على «الطرف الفرنسي» والتوجه الى «الشراكة مع الجنوب» وآسيا والتطرق الى الرأس المال الخليجي. وأردف أن تمثيل الديبلوماسية التونسية في الخارج لا بدّ أن يمرّ عبر البرلمان (الممثل للشعب).